يشكل الفرنسيّ ميشيل بلاتيني عائقاً للطموحات المحتملة للقطري محمد بن همامالذي يأمل بالوصول إلى كرسي رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا خاصة بعد الدعم الكبير من الإتحاد الإنكليزيّ الغاضب بشدة من تصرفات الرئيس الحالي جوزيف سيب بلاتر.

__________________________________________________________________________

أظهر استطلاع أجرته صحيفة quot;ذي غارديانquot; البريطانية على الانترنت أن معظم القراء يرحبون باستعداد محمد بن همام لتحدي سيب بلاتر رئيس الفيفا الحالي.

إذا أعلن محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يوم الجمعة، عن نيته الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة لفيفا ضد الرئيس الحالي سيب بلاتر، فإنه يبدو أنه كان لقراء quot;ذي غارديانquot; دوراً في اشعال حملته الانتخابية، فبعدما أعلنت الصحيفةالأسبوع الماضي أن القطري سيعلن قريباً عن ترشيح نفسه، دعت القراء إلى التعبير عمن يعتقدونه الأفضل في إدارة الفيفا، فجاءت نتيجة الاستطلاع الذي شارك فيه 3731 قارئاً أن 9 من كل من 10 أشخاص صوتوا في مصلحة المنافس.

وأجاب بن همام على سؤال للصحيفة عن رد فعله، بقوله: quot;الأمور تصبح أكثر ايجابية يوماً بعد يوم، أنا مقتنع أكثر وأكثر وشجعني هذا الاستطلاعquot;.

يذكر أن القطري أعلن مؤخراً أنه سيوضح موقفه بشأن انتخابات رئاسة الفيفا في مؤتمر صحافي سيعقده الجمعة في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

ولم تثبت الاقتراحات أن بن همام قد يكون ذريعة لصالح مرشح آخر صحتها، حيث تم رفض محاولة القطري لإقناع ميشيل بلاتيني رئيس يويفا للوقوف ضد بلاتر.

وسبق لرئيس الاتحاد الآسيوي أن تحدث مع فرانز بيكنباور، الألماني الفائز بكأس العالم، الذي سيقدم استقالته من اللجنة التنفيذية لفيفا خلال هذا العام، ومع ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي، ورفض الاثنان ترشيح نفسيها لمنافسة بلاتر، على رغم أنهما ليس من المؤيدين المخلصين لرئيس الفيفا الحالي.

ومع ابتعاد الكوري تشونغ مونغ جون، نائب رئيس الفيفا، عن سياسة كرة القدم، فلم يبق أي مصادقية لأي منافس محتمل لمحمد بن همام، وإذا لمس أي تغييرات في مقر الفيفا فإنه سيضطر إلى فرض نفسه.

وبما أن بلاتر يواجه أصعب تحدٍ لحد الآن لـ13 عاماً من فرض قبضته على رئاسة الفيفا، فإين سيكون مرفأه الأول للإعلان عن ترشيح نفسه؟

وفي الوقت الذي وصل بلاتر إلى بورما لإفتتاح أكاديمية جديدة لكرة القدم ضيفاً على رجل الأعمال زاو زاو الذي قال عنه موقع quot;ويكليكسquot; على أنه quot;المحسوبية الحميمةquot;، فإن صحيفة quot;بانكوك بوستquot; وصفت الاثنين اللقاء على أنه quot;انقلاب ديبلوماسي للطغمة العسكريةquot;.

ووفقاً للتقارير، فإن بلاتر سيتوجه إلى نايبيداد العاصمة الجديدة، حيث سيلتقي الرئيس المنتخب ثين سين وكذلك ثان شوي القائد الأعلى للجيش المعروف بحبه الجنوني لكرة القدم الذي سبق أن أمر باطلاق النار على مدنيين في مناطق النزاع في البلاد، وفقاً لمنظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; والذي سبق أن قدم عرضاً فاشلاً لشراء مانشستر يونايتد.

ومما لا شك فيه أن بلاتر سيكون قادراً على الاعتماد على صوت بورما في انتخابات 1 حزيران، الذي يمكن أن يضيفه إلى صوت الصومال الذي تؤكد المنظمة الإنسانية وجود أزمة انسانية في كل انحاء البلاد، والذي اعطت صوتها لبلاتر في 3 آذار الماضي.

وبينما ناقش بن همام موضوع التكامل الأوثق للأندية في هياكل صنع القرار في عالم كرة القدم ndash; ركيزته الأساسية لبرنامجه الانتخابي الرئاسي ndash; حدد بلاتر الخطوط العريضة لبرنامجه إذا فاز في الانتخابات، حيث قال قبل أكثر من عشرة أيام في اجتماع رابطة المجلس الدولي لكرة القدم: quot;في السنوات الأربع المقبلة سأكرس عملي على التأثير الاجتماعي والثقافي لكرة القدم في المجتمعquot;.

وظهر في الآونة الأخيرة وبكل وضوح أن ميشيل بلاتيني وجاك وارنر هما الشخصيتان الأبرز تأثيراً على الانتخابات الرئاسية المقبلة لفيفا، والتي تبدو على نحو متزايد أن الصراع سيكون بين بلاتر، الرئيس الحالي، وبن همام.

ومن المتوقع أن بن همام سيضغط بشدة على المضي قدماً في خططه طويلة الأمد لإطاحة بلاتر، ومفتاح معاركه سيكون في جزر البحر الكاريبي والأميركتين الشمالية والوسطى وأوروبا.

وكسب دعم جاك وارنر ستكون حاسمة لآمال بن همام لإنهاء عهد بلاتر في رأس هرم الفيفا، لأن وارنر هو رئيس اتحاد الكونكاكاف، ومنطقته هي أكثر أهمية حتى من اتحاد أميركا الجنوبية الذي يضم البرازيل والأرجنتين، وذلك لأنه يملك تأثيراً على 35 صوتاً في الانتخابات التي ستجري في مؤتمر الفيفا الذي ينعقد في زيوريخ بين 31 أيار و1 حزيران، بالمقارنة مع عشرة أصوات لأميركا الجنوبية.

وعلى رغم سمعة وارنر السيئة، إلا أن كلا من بلاتر ndash; على رغم تحالفه الطويل الاجل مع ترينيداد وتوباغو ndash; وبن همام، سيحتاجان إلى مغازلته خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ووارنر لا يتحدث مع جميع المصوتين الـ35، ويواجه مشاكل في دائرته الخاصة به. وتعبر الشخصيات الرئيسية داخل اتحاد جامايكا لكرة القدم بشكل متزايد عن عدم ارتياحها من توزيع حقوق البث التلفزيوني، ووقعت خلافات بين انتيغوا وبريودا وبين رئيس الكونكاكاف حول طريقة إدارة الكونفدرالية. وعلى رغم كل هذه المصائب، إلا أن وارنر يعتبر شخصية ماكرة وحذرة، وسيعمل بكل وضوح على أن منطقته ستمثل بسُدس الأصوات المتاحة للانتخابات.

وما يثير للإهتمام والفضول هو أن تقييم المراقبين يشير إلى أن هناك محاولة في الآونة الأخيرة من الكونكاكاف لطلب بطاقة التأهل الرابعة لنهائيات كأس العالم ndash; لديها الآن ثلاث أماكن تلقائياً والبطاقة الرابعة هي عن طريق مباراة فاصلة ndash; وذلك في محاولة لفحص الخريطة السياسية لفيفا.

ويشكل بلاتيني عائقاً للطموحات المحتملة لمحمد بن همام. وقد رفض مناشدات القطري لتحدي بلاتر بعد إعلانه أنه سيرشح نفسه بالتزكية هذا الشهر لرئاسة يويفا لفترة ثانية.

وكان بلاتيني يعتزم ترشحه وانتخابه لرئاسة الفيفا في عام 2015. وتولي بن همام لمنصب رئاسة هذه المنظمة من شأنه أن يعقد خطط كابتن منتخب فرنسا السابق، ما يعني أن بلاتيني من المرجح أن يحاول حث أقرب حلفائه في الاتحادات الأوروبية لوضع ثقلها خلف بلاتر.

وكما قال أحد الأعضاء البارزين في صنع قرارات الفيفا، إنه إذا رشح بن همام نفسه لرئاسة الفيفا، فإن بلاتيني سيواجه مشكلة، لأنه سيغيب لمدة ثماني سنوات، على افتراض أن القطري سيخدم لفترتين، عندها سيكون الفرنسي في الستينات من عمره بحلول ذلك الوقت، فإن السؤال سيكون: هل يريد أعضاء اللجنة التنفيذية انتخابه لفترة ولايته الأولى بعد ذلك؟

وتعتبر أميركا الجنوبية معقلاً لمحمد بن همام، حيث يعتقد بأنه يحظى بتأييد ساحق فيها. ويشير مراقبون مطلعون أيضاً إلى أنه يمكن أن يقنع الكثير من افريقيا مع أصواتها الـ53 وأوقيانوسيا (11) وآسيا (46)، لدعم حملة المنافسة على رئاسة الفيفا.

ومع ما يقرب من 12 أسبوعاً على موعد الانتخابات ndash; ومع إعلان بن همام رسمياً ترشيح نفسه من عدمها يوم الجمعة ndash; فمن المستحيل معرفة نتائجها، حتى بالنسبة إلى المنافسين أنفسهم، حيث قال شخصية بارزة أخرى في الأوساط السياسية لكرة القدم: quot;لا يعرف المرء مدى حكمة الشخصية التي ترشح نفسها وعمق ما قامت به من الأعمال، حيث سيتم احتساب كل الازدراءات والمشاحنات التي حصلت على مر السنينquot;.

وما إذا كان خوض الانتخابات لأسباب سياسية أو شخصية، فإنه لا يمكن معرفة الاتجاه الحقيقي للمد والجزر حتى الساعات الأخيرة من السباق، لأن المسؤولين في كرة القدم يحبون دعم الفائز، لذا لا أحد يريد أن يتورط حتى يعرف من هو الفائز.