صُمّم فيروس quot;ستكسنتquot; لإخراج أجهزة الطرد المركزية في مفاعلات إيران النووية عن السيطرة.


التوصل لآلية استهداف فيروس quot;ستوكسنتquot; لمنشآت إيران النووية
أشرف أبو جلالة من القاهرة

واشنطن: توصل خبراء يحللون فيروس quot;ستكسنتquot; الذي يُعتقد انه كان يستهدف منشآت إيران النووية، إلى أن الفيروس صُمم للتأثير تحديدا على أجهزة الطرد المركزي وجعلها تعمل بطريقة عشوائية خارجة عن السيطرة.

ويرى مراقبون أن استنتاج الخبراء الذي لم تتأكد صحته يجلي بعض الالتباس والغموض الذي اكتنف الفيروس ستكسنت، وهو برنامج خبيث عُثر عليه هذا العام داخل كومبيوترات في إيران بالدرجة الرئيسية ولكن في الهند واندونيسيا وبلدان أخرى أيضا.

وما زال أصل الفيروس موضع جدل ولكن مسؤولين إسرائيليين حين سُئلوا إن كانت إسرائيل وراء الفيروس أو تعرف مَنْ وراءه ، ردوا بابتسامات عريضة لها مغزاها.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن أصل الفيروس من خارج الولايات المتحدة.

التحليلات الجديدة يمكن أن تقلل حجم الاحتمالات وتكشف عن خطة الهجوم التي ينطوي عليها الفيروس.

ويقول خبراء أن ستكسنت يعمل بإحداث تغييرات خاطفة في سرعة دوران المحركات حيث يرفعها ويخفضها بوتائر متسارعة.

وقال الباحث في شركة سيمانتيك المتخصصة بأمن الكومبيوتر اريك تشين إن تغيير السرعة quot;يخرب اشتغال عملية السيطرة الصناعية بصورة طبيعيةquot;.

محللون نوويون قالوا من جهتهم إن هذه التقلبات في السرعة تُعد وصفة لوقوع كارثة بين آلاف أجهزة الطرد المركزي التي تستعمل في إيران لتخصيب اليورانيوم، فان التغيرات المتتالية في السرعة يمكن أن تسبب انفجار هذه الأجهزة.

وتكشف تقارير مفتشين دوليين أن إيران واجهت مشاكل كثيرة في تشغيل أجهزة الطرد المركزي وأنها أوقفت مئات عن الخدمة في صيف 2009.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس معهد العلم والأمن الدولي ديفيد اولبرايت أن دليلا قاطعا لا يتوفر على أن هدف الهجوم كان تعطيل أنشطة إيران النووية ولكن quot;مثل هذا التفسير جائز قطعا في ضوء الحقائق المتاحةquot;.

وقال مسؤولون استخباراتيون إن سلسلة من البرامج السرية مسؤولة عن بعض المشاكل على الأقل التي واجهتها إيران في برنامجها النووي. وعندما كشفت إيران في وقت سابق أنها تعمل على مكافحة فيروس ستكسنت، أعرب كثير من الخبراء عن ظنونهم بأن ما حدث كان هجوما الكترونيا برعاية دولة.

وحتى الأسابيع الماضية كان المحللون يقولون إن فيروس ستكسنت مصمم لتلويث أنواع محددة من المعدات التي تصنعها شركة سيمنز الألمانية وتُستخدم في منشآت صناعية مختلفة حول العالم.

ولكن دراسة جديدة نشرها خبراء في شركة سيمانتيك المختصة بأمن الكومبيوتر توصلت إلى أن هدف البرنامج الحقيقي هو السيطرة على أجهزة تحويل الذبذبات، التي تشكل مصدر طاقة للتحكم بسرعة المحركات.

واتضح أن شفرة الفيروس تهاجم أجهزة التحويل هذه التي تنتجها شركتان هما فرارو بايا في ايران وفاكون في فنلندا.

وأكدت هذا الاستنتاج دراسة منفصلة أجرتها وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة.

ثم اصدر معهد العلم والأمن الدولي تقريرا آخر من إعداد رئيس المعهد اولبرايت وزميله اندريه سترايكر جاء فيه انه عندما يرفع الفيروس ذبذبة التيار الكهربائي الذي يمد أجهزة الطرد المركزي بالطاقة تبدأ هذه بالدوران أسرع فأسرع وفي النهاية يدفع الفيروس ذبذبة التيار إلى 1410 هرتز تكفي لتدمير أجهزة الطرد المركزي.

وتوصل الكومبيوتر إلى أن الفيروس ستكسنت قادر بالفعل على تعطيل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية وتدميرها.

الأدلة الأخيرة لا تثبت أن إيران كانت الهدف ولم ترد تقارير مؤكدة عن وقوع أضرار صناعية بسبب ستكسنت، فان أجهزة تحويل الذبذبات تُستخدم للسيطرة على آلات مختلفة بينها مكائن الخراطة والمناشير الكهربائية والطوربينات، وتُستعمل في أنابيب الغاز والمعامل الكيماوية، ولكنها ضرورية أيضا لأجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية.

وقال مدير الأمن الالكتروني في وزارة الأمن الداخلي الأميركية شون ماكلوك في شهادة أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ يوم الأربعاء إن فيروس ستكسنت quot;يغير قواعد اللعبةquot; بسبب المهارة التي صُمم بها والعناية في توجيهه لاستهداف أنواع محددة من المعدات.

في هذه الأثناء يستمر البحث عن مزيد من المفاتيح لفهم برنامج ستكسنت كما يستمر إطلاق الفرضيات بشأن الجهة التي تقف وراءه.