ينتظر أن تشهد الموصلات ثورة تكنولوجية عبر إستحداث مركبات تعمل بدون سائقين تماماً بحلول عام 2036 مما سيقضي من الناحية العملية على الإزدحام ويقلل من الحاجة لبناء طرق جديدة. فيما يتم حالياً تطوير نظام مشاريع عديدة للحد من قيادة السيارات والعمل على تخفيف الإزدحام.

أشرف أبو جلالة من القاهرة: تعد اليوم صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية تقريراً مطولاً تتناول من خلاله أوجه الثورة التقنية القادمة في سُبل ونظم المواصلات، التي يُنتظر أن تشهدها السيارات والشاحنات خلال العِقد القادم.

فتتحدث الصحيفة عن الجهود التي يُنتظر أن يتم بذلها على الصعيد التقني لإنتاج مركبات يمكنها العمل بصورة تامة بدون سائقين، ذلك في الوقت الذي يمكن فيه للمستهلكين الآن شراء سيارات قادرة على توجيه نفسها والتحكم في معدل السرعات لتفادي الإرتطام بالسيارات التي تسير أمامها.

الفكرة التقنية ذات الطابع المثير، ظلت على مدار عقود زمنية، فكرة لصيقة بنطاق روايات الخيال العلمي. لكن وبعد أن تم التطرق لتلك الفرضية قبل سبعين عاماً، يبدو أنها سوف تجد أخيراً ملاذاً يُفعِّلُها على أرض الواقع. وضمن هذا السياق، تشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس لجنة النقل بمجلس النواب، جيمس أوبرستار، يتأهبان للمضي قدماً على نطاق أوسع في هذا المجال عام 2011.

وتلفت الصحيفة كذلك إلى أن الإدارة تركز الآن على تطوير نظام وطني جديد فائق السرعة للسكك الحديدية، وكذلك سيارات شوارع، وسكك حديدية خفيفة ومشاريع أخرى، للحد من قيادة السيارات والعمل في ذات الوقت على تخفيف الإزدحام.

هذا وقد ظهرت التقنيات الخاصة بالسيارات التي تعمل بدون سائق على أحد الطرق السريعة بكاليفورنيا عام 1997. وفي عام 2007، دخلت ست سيارات في مفاوضات مع وكالة مشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، بعد إقرار كافة قواعد المرور في بيئة حضرية مع باقي المركبات.

من جهتها، تقول شركة quot;فولكسفاغنquot; إن تعزيز نظم تحديد المواقع العالمية من الممكن أن يبقي السيارات على بعد سنتيمترين من موقعهم المفضل بالشوارع والطرق السريعة، ويُنتظر أن تقوم الشركة هذا الصيف بإظهار تقنيتها عن طريق تسيير سيارة طراز quot;أوديquot; بدون سائق بسرعات فائقة.

إلى هنا، تمضي الصحيفة لتؤكد على المزايا الضخمة التي تقدمها المركبات التي تعمل بدون سائق، على حساب السيارات الحالية، وتقول الصحيفة إنه ونتيجة لكون أوقات ردود الفعل الحاسوبية تسير بوتيرة أسرع، فإن السيارات التي تعمل بدون سائقين يمكنها أن تسير على مقربة من بعضها البعض بصورة آمنة، ويُحتمل أن تسير بسرعة تزيد ثلاثة أضعاف عن الإنتاجية الخاصة بالسرعات على الطرق السريعة، وهو ما سيقضي من الناحية العملية على الإزدحام وسيقلل من الحاجة لبناء طرق جديدة.

وتلفت الصحيفة في سياق ذي صلة إلى أن موجة الإستدعاءات التي قامت بها أخيراً شركة تويوتا اليابانية العملاقة لصناعة السيارات أدت بشكل طبيعي إلى ظهور مخاوف من إحتمالية أن يتسبب الخلل الحاسوبي في وقوع حوادث خطرة، وتقول إنه وفي الوقت الذي سيتم التحكم فيه بشكل مستقل بكل سيارة، فإن وقوع خطأ في أحدها سيدفع بباقي السيارات إلى تجنب تلك السيارة.

وتنوه في الوقت ذاته أيضاً إلى أن السيارات الحديثة مزودة بالفعل بنظم حاسوبية داخلية تقوم بالعديد من الأمور، مثل المكابح المانعة للانغلاق، التي يوثق بها أكثر من البشر، حتى أولئك الذين لا ينشغلون بإرسال رسائل نصية أو يكونوا في حالة سُكر أثناء القيادة. حيث يمكن إصلاح أية مشاكل خطرة على وجه السرعة عبر تحديثات برمجية تتم بصورة لاسلكية.

وفي ملمح آخر لأوجه التقنية المستقبلية، تؤكد الصحيفة على أن السيارات والشاحنات التي ستعمل بدون سائق، ستكون أكثر أماناً، وسيكونوا أكثر التزاماً بسياسة المحافظة على البيئة، أولاً بدورها الكبير في خفض معدلات الازدحام، وأخيراً لأنها ستكون أخف في الوزن نتيجة لخفض مخاطر الاصطدام.

وربما يكون الأمر الأكثر أهمية من هذا وذاك، هو أن تلك المركبات سوف تتيح إمكانية التنقل للجميع، وليس فقط لهؤلاء القادرين على اجتياز الاختبارات الخاصة بالقيادة، وبينما ستظل الرغبة لدى كثيرين باختيار سيارتهم الخاصة، فإن أعداد متزايدة قد تبدأ الإعتماد على أسلوب جديد يعرف بأسلوب تقاسم وسيلة المواصلات.

وتمضي الصحيفة في سياق حديثها لتقول إن أسطول السيارات الأميركية يتغير كل 18 عاماً، وإن صحت تنبؤات البعض بأن يتم طرح السيارات التي تعمل بدون سائق في الأسواق بحلول عام 2018، فإننا قد نمتلك نظاماً لا يعمل بأية سائقين تماماً بحلول عام 2036.

وتشير الصحيفة هنا إلى أن مسؤولي الطرق السريعة بالولايات الأميركية قد يقوموا بتسريع هذا الجدول الزمني من خلال عملهم مع الشركات المُصنِّعة للسيارات لوضع معايير ومسار للانتقال. وتقول إن وكالات الولايات والطرق السريعة المحلية من الممكن أن تقوم بتثبيت أنظمة اتصالات لاسلكية عند مفارق الطرق الرئيسية والطرق السريعة، بتكلفة أقل بكثير عن بناء طرق جديدة وسكك حديدية عالية السرعة.

وتشير الصحيفة إلى أن سيناريو المَركَبَات التي تعمل بدون سائقين ترتكز على تكنولوجيا جديدة، وسيتم تمويلها بصورة ذاتية إلى حد كبير من قِبل المستخدمين بدلاً من تمويلها بأموال دافعي الضرائب.