عجبي لا ينقطع من وجود إحدى عشرة حالة وفاة، حتى كتابة هذا المقال، في صفوف المصابين بمرض أنفلونزا الخنازير بالسعودية.
عدد الوفيات في السعودية تشكل النسبة الأعلى لعدد الوفيات في الشرق الأوسط والعالم العربي بأكمله!
الأرقام لا تكذب، وليس لديها موقف سلبي من أحد، وتقرير منظمة الصحة العالمية أهدانا مركز الصدارة في الإصابات بهذا المرض، كما في أعداد الوفيات.
فقد أفاد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن أكبر عدد من الإصابات المسجلة والمثبتة مخبريا بفيروس، H1N1، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير، في الشرق الأوسط، كانت في المملكة العربية السعودية، إذ بلغ عدد الإصابات 595، بينما بلغ فيه عدد الوفيات حتى يوم الاثنين تسع حالات، وازداد إلى أحدى عشرة حالة وفاة أول من أمس.
ماذا يعني أن تكون دولة مثل السعودية، هي الأعلى دخلاً، والأغنى، ويفترض أن تكون الأفضل في صعيد الخدمات والتجهيزات الطبية بين دول العالم العربي، والشرق الأوسط أيضاً؟!
أرجو ألا يظن أحد بأن هذا يعني سوءً في خطط مواجهة المرض، أو ضعفاً في استراتيجيات التعاطي مع هذه الأزمة، معاذ الله، بس... أيه بس، هي جت الأمور كذا!
في قوائم الدول العربية دول فقيرة فقراً مدقعاً، وفيها أعداد سكان يبلغ أكثر من ضعفي عدد سكاننا، وحركات نقل وسياحة وسفر، ومع ذلك لم تصل النسب في الاصابة بالمرض والأدهى في أعداد الوفيات للرقم الذي وصلته إليه السعودية!
أيضاً ليس لهذا الأمر دلالة سلبية بتاتاً، لكنها الأقدار، وقد قال الشاعر العربي القديم، فيما يبدو أنه بات شعاراً للمرض في بلادنا:
رأيت المنايا خبط عشوا من تصب .. تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم!

ملحوظة من الكاتب: منع هذا المقال من النشر، بسبب ضغوط يمارسها وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة على الإعلام لجهة عدم الحديث عن أنفلونزا الخنازير!


www.turkid.net