الى متى سيستمر الدكتور شموئيل موريه في تذكرينا بعار وحشيتنا الهمجية ضد أبناء وطننا يهود العراق.. الى متى يجلد ضمائرنا بقساوة ويصرخ فينا : لماذا ياابن بلدي طردتني وقتلني وانا أقدم منك أنت العربي في العراق.. منذ متى كانت الجغرافية حكراً على دين معين او قومية محددة... أليست السماء التي خلقها الله واحدة لجميع البشر، فلماذا لاتكون الارض كذلك ملكاً للانسان مهما كان دينه وعرقه له حق الاختيار في الاقامة والعيش مع اخيه الانسان!

أعترف ان مقالات الدكتور شموئيل تسبب لي الكآبه والشعور بالخزي والعار من انني انتمي الى مجتمع بهذه الدرجة من الهمجية والتعامل الوحشي مع ابناءه لدرجه ان يسقط الجنسية عنهم ويعتدي عليهم وينهب اموالهم براحة ضمير وشعور حيواني بالأنتصار، أي بشاعة وجريمة اخلاقية ووطنية ودينية هذه التي كانت تمارس ضد ابناء شعبنا يهود العراق؟!

يشهد الله انني لاأجامل احداً، وانما اعبر هنا عن مشاعري الصادقة نحو ابناء وطني يهود العراق، فالذي جرى لهم هو جريمة شنيعة وفق كل المقاييس ووصمة عار سوداء في تاريخ الشعب العراقي... لااستطيع تخيل كيف جرؤ الناس على توجيه الإهانات والضرب ونهب اموال مواطنين عراقيين مثلهم، بل مضى على وجودهم في العراق 2500 سنة وتاريخيا اليهود أقدم من العرب المسلمين الذين سكنوا العراق.

وما جرى لليهود في العراق تكرر معهم في كافة الدول العربية بدرجات مختلفة من الاضطهاد والتعرض للاعتداءات والتشكيك بوطنيتهم... ويتكرر الآن مع المسيحيين وغيرهم، وبعد الحروب الاهلية والمذابح التي حصلت في لبنان واليمن وفلسطين والعراق.. لم يعد وصف العنصرية ضد اتباع الديانات المغايرة وصفا مناسبا لما حدث مع اليهود ويحدث مع المسيحيين، اذ ان هذه المجتمعات قتلت بعضها البعض في معارك نشبت بين نفس ابناء القومية الواحدة والدين الواحد، بل المذابح حدثت حتى بين اتباع الطائفة الواحدة، فالمجتمعات العربية والشرقية تجاوزت درك العنصرية وانحدرت الى درك اشدة بشاعة!

عش ياابن بلدي دكتور شموئيل هانئا سعيدا بوطنك اسرائيل الذي منحك الكرامة والقيمة والحياة وجعلك تشعر بالانتماء والاخلاص له، فالوطن الذي ولدنا فيه هو وطن فُرض علينا فرضا مثل العائلة ولم نختره بارادتنا، وهذه الصدفة القدرية التي قذفت بنا في اوطان لم نخترها ليس من المنطق ان ندعها تتسبب في تعذيبنا الى الابد، قد يكون وطن المولد رمزا للذكريات ومبعثا للحنين... لكنه حينما يتخلى عنا ويخذلنا ويسحب رعايته لنا.. يصبح مجرد ماضي مررنا به وقدر اسود تعيس تخلصنا منه.

[email protected]