التصريحات المسؤولة و الملتزمة أخلاقيا و قانونيا لوزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حول الإحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث قابلها الجانب الإيراني بردود وقحة و فظة و سخيفة تعبر عن النفسية المرضية القلقة و الوقاحة المفرطة، فبدلا من أن تناقش المسألة بروح من المسؤولية الإسلامية المنبثقة أساسا من مباديء حسن الجوار و الروابط التاريخية المشتركة و المصالح الإقليمية المتبادلة كما هو مفترض، فإن الرد الإيراني كان متسما بالعنجهية المعروفة و بالوقاحة و الغطرسة التاريخية المتوارثة، و اللهجة العدوانية المعتادة.

فقد ردت وسائل الإعلام الإيرانية بالقول المعهود من أن ( الجزر الإماراتية المحتلة هي إيرانية و ستبقى كذلك للأبد )! وهذا كما هو معروف خطاب تهديدي واضح المعالم و لا يحتاج لتفسيرات لغوية، وقد أتبع الأقوال الفعل العدواني المباشر من خلال تنظيم المناورات العسكرية للحرس الثوري في مياه الخليج العربي و إستعراض القوة العسكرية الواهية و التي هي طبعا ليست مخصصة أبدا لقتال الأمريكان و لا الغرب و لا إسرائيل، بل هي لتهديد دول الخليج العربي و لعرض البلطجة العدوانية السافر على شعوب المنطقة، النظام الإيراني يعلم جيدا بأن أي مواجهة عسكرية حقيقية مع الغرب تعني نهايته الحتمية، فساعتها لن تفيده رواياته الخرافية و لا دعاياته الآيديولوجية و لا كل تهريجاته و التي يحرص الرئيس الإيراني أحمدي نجاد و بطانته على ألباسها صفة القداسة التهريجية المثيرة للسخرية و الغثيان، في سجلات و تاريخ الصراع الإقليمي لم تكن هناك أية سوابق لمعارك حقيقية بين النظام الإيراني و الغرب، فحتى في عز إشتعال الحرب العراقية / الإيرانية كانت هنالك نوافذ و إطلالات مشتركة بين الغرب و إيران، و لعل قضية ( إيران كونترا ) الشهيرة و التي دفعت بعض القيادات الإيرانية رؤوسها ثمنا لها هي الدليل على زواج المتعة بين الغرب و النظام الإيراني، المطالب العادلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الشعب العربي المحتل في الجزر الثلاث لا تمثل تعديا على السيادة الإيرانية المزعومة بقدر ماهي تواصل إنساني راقي لا يستطيع دهاقنة النظام الإيراني فهمه و إستيعابه بطريقة حضارية راقية لأن الحقد الأسود يملأ قلوبهم، و لأن كراهيتهم المتوارثة للأمة العربية لا تستطيع أبدا أن تحجبها ستائر الديكورات الدينية و الطائفية الوهمية التي تزين الصورة الخارجية لذلك النظام الذي لا ينفك أبدا عن تدبير المؤامرات و إختراق السيادة لدول الإقليم، ولعل الحالة السائدة في العراق اليوم تعطي المراقب صورة صادقة لطبيعة المجال الحيوي العدواني لذلك النظام، دولة الإمارات العربية لم تطالب بما هو أكثر من حقها الشرعي و الديني و الحقوقي و السيادي وهي لم تعتد أبدا على إيران و لا يمكن أن تفكر أو تعمل بذلك الإتجاه لأن أيادي الخير الإماراتية هي التي تدعم الفقراء و المعوزين من أبناء الشعب الإيراني الذين وفرت لهم الإمارات فرصة العمل و العيش الكريم فضلا عن المصالح اللوجستية العليا و الستراتيجية و التجارية التي تقدمها الإمارات لإيران، في المقابل ماذا قدم النظام الإيراني من جهود حقيقية لخدمة الأمن و السلام الإقليمي في منطقة الخليج العربي؟ إنه لم يقدم سوى الفوضى و رسالة تصديرالإرهاب و دعم الخلايا السرية التخريبية و خطط الموت و الإنقلاب التي تنشط في الأوكار الإيرانية المعروفة؟ لا يستطيع النظام الإيراني أبدا خداع الأحرار في المنطقة الذين يحيطون جيدا بأساليبه المخاتلة و بتكتيكاته الشيطانية و بمؤامراته الخبيثة التي رسمت خيوطها و خطوطها الدموية على شعوب المنطقة و على الشعوب الإيرانية ذاتها، رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة هي رسالة الخير و الحب و السلام و التضامن و البناء، بينما رسالة النظام الإيراني المتغطرس هي الموت و الفوضى و تصدير الإرهاب و الدمار.

الإيرانيون اليوم يناورون في قضية الملف النووي و يحاولون إبتزاز شعوب المنطقة عبر رسائل التهديد و عبر المناورات بزوارقهم المطاطية التعيسة و قد تناسوا حقيقة أن عرب الخليج ليسوا عبيدا في بلاط الدهاقنة و الشاهات الجدد، كما أنهم لم يكونوا يوما منبعا للإرهاب بل أنهم أصحاب رسالة حضارية لا يستطيع الدجالون اليوم فهم حقيقتها و دوافعها، ستظل الدبلوماسية الإماراتية العربية الملتزمة وقورة و مبدأية و حريصة على السلام و رفاه الشعوب، و سيبقى النظام الإيراني كما عهدناه يصدر أصوات الفحيح و ينعق بشعارات الدجل و التخريف و الهلوسة، و ستظل وقاحتهم و صلافتهم الدائمة و المتوارثة عنوانا حقيقيا لسمومهم التي سيختنقون بها لا محالة.. ذلك هو حكم التاريخ...

ولن يفلح الدجالون من حيث أتوا.

[email protected]