لا بد من التنويه في البدء أنني لا أقصد هنا بالعقل الخرافي حصراً هو ذلك العقل الذي يعتقد ويصدق بالخرافات الدينية فقط، بل اقصد به كل ما ينافي العقل والوعي العلمي سواء أكان ذلك موجوداً في الأيديولوجيات والنظريات والأفكار الوضعية والدنيوية أو في النصوص والروايات الدينية، على السواء، وليس المقصود هنا بدين بعينه، بل إن الدين مطروح هنا هو مجرد فكرة وممارسة واعتقاد وإيمان سواء أكان هذا الدين وضعي دنيوي كالبوذية وغيرها، أو سماوي منزل كالدين اليهودي أو الدين المسيحي أو الدين الإسلامي، حيث تغطي هذه الفكرة الدينية مساحة زمنية تمتد لملايين السنين وليس فقط الفترة المرتبطة بتاريخ ظهور الأديان على الأرض، وكذلك فإن المقصود بالعقل العلمي هنا هو طريقة التفكير والتأمل، والشك والتساؤل، والبحث والتجريب، والطعن بالمسلمات الأسطورية أو الخرافية، وذلك منذ أن نشأ الوعي عند الإنسان قبل ملايين السنين ولو بشكله البدائي أو الجنيني إلى يوم الناس هذا.

يسعى العلماء، كل بطريقته الخاصة وحسب الظروف والإمكانيات المتوفرة له، لشرح وتفسير العالم كما هو موجود حقاً، أو على الأقل، محاولة الاقتراب من تقديم تفسير مقبول ومقنع يستند إلى الأدلة والبراهين العلمية والعملية المختبرية والمنطلقة من نظريات علمية صاغها علماء كبار ومتخصصون في مجالات علمية متنوعة ومختلفة.

ويسعى رجال الدين لإثبات صحة نظرية الخلق المباشر على يد الإله التي وردت في النصوص المقدسة والتوفيق بينها وبين الحقائق العلمية المختلفة عنها تماماً، ولو عن طريق اللوي ألقسري للنصوص، وبالتالي هناك اختلافات وتباينات تقنية تجعل المجالين يسيران بصورة متوازية ويستحيل التقائهما. وفي كثير من الأحيان تتعايش العقليتان معاً داخل الشخص الواحد نفسه خصوصاً في العالمين العربي والإسلامي رغم ما بينهما من صراع دائم حيث تنتصر إحدى العقليات على الأخرى داخل الفرد أو المجتمع تبعاً للظروف النفسية والثقافية والفكرية والاقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع أو الطاغية عليه والتي تؤثر على نحو جوهري وعميق بالسلوكيات الفردية والجمعية للناس، وليس في هذا التصنيف أية إساءة أو امتهان أو إهانة أو انتقاص لأي شخص عندما نوسمه بأنه يتمتع بعقلية علمية أو عقلية خرافية، فالمقصود هو التمييز بين نمطين من التفكير والسلوك والاعتقاد، علماً بأن العقل الخرافي يميل أكثر للحلول السهلة والأجوبة الجاهزة والمسلمات الماورائية أو الغيبية والتفسيرات الميتافيزيقية على العكس من العقل العلمي التجريبي الذي لا يتقبل بسهولة الأطروحة الغيبية ولا يقتنع بالأفكار إلا بعد إخضاعها للتفكير والتأمل والتمحيص والتشريح والتجربة والبرهان والدليل العلمي، وهو المنهج الذي تطرحه النظريات والاكتشافات العلمية المتاحة حسب المستوى التكنولوجي الذي توصل إليه الإنسان في بدايات القرن الواحد والعشرين. إن العقل البشري يبحث ويتساءل عن أصغر الشياء وأكبرها التي تحيط به ويقف إزاءها مبهوراً وحائراً وخائفاً وهذا ما دفعني للبحث في أصغر الأشياء وأكبرها في مقالاتي العلمية التبسيطية. إن الغوص في مفهومي اللامتناهي في الكبر واللامتناهي في الصغر ذكرني بالدمية الروسية التي كلما فتحت واحدة تظهر أخرى بداخلها أصغر منها وهكذا دواليك، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفيزياء فإننا سنستمر إلى ما لا نهاية حيث سنعثر باستمرار ودوماً على ما هو أصغر في داخل كل مكون أولي من مكونات المادة الملموسة، ألأساسية والتي يمكن أن نوسمها بالأزلية تقريباً.
اللامتناهي في الصغر مصطلح غامض وغير دقيق في واقع الأمر من الناحية العلمية. استخدمه علماء فيزياء الجسيمات physiciens des particules للتعامل مع مفهوم اللانهائي infini بشقه الفيزيائي وليس الرياضي، ففي الرياضيات هناك عدد كبير من اللانهائيات لأن علم الرياضيات تجريدي على عكس الأمر في الفيزياء حيث نتعامل مع أشياء وأمور واقعية. فالجسيمات الصغيرة جداً التي يدرسها هؤلاء العلماء ( كواركات والكترونات ونيوترونات quarks،eacute;lectrons،neutrons ) ليست أشياء عديمة الحجم وإن كانت غاية في الصغر و لا ترى بالعين المجردة، خاصة وإنه لا يوجد معنى محدد لمفهوم الحجم في الفيزياء الكمية أو الكوانتية physique quantique، ففي هذا الحقل العلمي الدقيق توصف الأشياء objets بصيغة الحقول أو المجالات champs التي تمتلك بعض الامتدادات المكانية extensions spatiales وبالتالي فإننا نتجول في ميدان quot;الصغير جداًquot; إلى حد لا معقول، أو غير قابل للتصور في ما يخص فيزياء الجسيمات ولكن ليس في مجال اللامتناهي في الصغر بالمعنى الحرفي للمصطلح infiniment petit، والسؤال الذي يطرح نفسه هل اللامتناهي في الصغر موجود فعلاً؟ الجواب نعم ولكن بصفة نسبية وهو بمثابة quot; أفق horizon quot; تتجه إليه وسائلنا في الرصد والمراقبة حيث تتطور وتزداد تقدماً وتعقيداً يوماً بعد يوم. فكلما صغر الشيء المدروس تطلب أجهزة قياس غاية في الكبر والتعقيد والكمال التقني أو التكنولوجي والدقة الالكترونية. فلأجل دراسة جسيم ما ينبغي إضاءته، أي أن نسلط عليه حزمة faisceau من الجسيمات ليست بالضرورة مكونة من الضوء، اي جسيمات مسابير أو جسيمات مهاجمة particules ndash; sondes توجه باتجاه جسيمات أهداف particules ndash; cibles تكون هي المستهدفة. وكلما كانت هذه الأخيرة صغيرة كلما تطلب أن تكون طاقة الأولى كبيرة جداً تبعاً لقانونين فيزيائيين معروفين. الأول هو قانون كوانتي كمي lois quantique يقول أن لكل جسيم طول موجة longueur drsquo;onde وتكون أصغر كلما كان الجسيم حيوي مليء بالطاقة eacute;nergeacute;tique والقانون الثاني ينطوي على ظاهرة موجية pheacute;nomegrave;ne nodulaire لا تتفاعل إلا مع أجسام أو أشياء تكون أبعادها تفوق أطوال موجاتها، فإذا كان الجسيم المختار صغيراً يتوجب أن يكون للجسيمات المسبارية المهاجمة أطوال موجات أصغر من الجسيم المستهدف وبالتالي يوجد كم أكبر من الطاقة وهو الأمر الحاصل في مختبر مصادم الجسيمات العملاق LHC على الحدود الفرنسية السويسرية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. فهذه المصادمات هي بمثابة مكروسكوبات عملاقة لسبر أغوار المكونات الأصغر في المادة les constituants les plus infimes de la matiegrave;re، ومن هنا فإن تكثيف الطاقة المستمدة لهذا الغرض والناجمة عن التصادم ستكون شبيهة بتلك التي كانت متوفرة في لحظة نشوء الكون البدئي lrsquo;univers primordial، وهنا تبرز العلاقة بين عالم اللامتناهي في الصغر وقصة الكون، إذ أن تصادم الجسيمات في طاقة هائلة يحقق الظروف الفيزيائية التي كانت سائدة بعد لحظة الإنفجار الكبير البيغ بانغ Big Bang مباشرة، أي وجود درجة حرارة عالية جداً وطاقة هائلة وكثيفة جداً وهذه هي الصلة القائمة بين فيزياء الجسيمات وعلم الكونيات أو الكوزمولوجيا. فبين أصغر وأكبر مكونات الكون هناك علاقة جدلية وتكاملية. فعلماء الفيزياء الفلكية والفلكيون يراقبون الكون بتلسكوباتهم العملاقة من خلال الضوء، ذلك الضوء الذي تبعثه النجوم والمجرات حتى لو وصلهم بعد انقضاء ملايين أو مليارات السنين على المصدر الباعث للضوء، علماً بأن جميع مصادر انبعاث الضوء أي النجوم والمجرات، تبتعد عنا بسرعات مذهلة عسيرة على التخيل لكن جذور المشاهدات البشرية وعمليات الرصد والمراقبة وصلت إلى 380000 سنة التي أعقبت الانفجار العظيم. وفي خضم دراستهم للضوء اكتشف العلماء أن الضوء لا يمكن أن ينتشر بحرية مطلقة وبدون عوائق في الفضاء الخارجي وإنه مليء بالبلازما المشحونة plasma ioniseacute; والمضببة تماماً أو غير الشفافة parfaitement opaque وإن الفوتونات تتفاعل مع جسيمات المادة وهو السبب الذي جعل المرحلة الأولى لنشوء الكون عسيرة على الاختراق بالنسبة لتلسكوباتنا الحالية سواء تلك الموجودة على الأرض أو المحلقة والدائرة في فلك الكوكب ومداره وأجوائه، orbite terrestre وهي، رغم التقدم التكنولوجي الذي تحقق لحد الآن، لا تزال شبه بدائية.

تمكن العلماء إبان القرن العشرين من تشخيص واكتشاف عدد من الجسيمات الأولية ورسموا نموذجاً لتفاعلاتها leurs interactions بيد أن هناك الكثير من التساؤلات ما تزال غامضة من قبيل: من أين تأتي كتلة الجسيمات ولماذا توجد كتل في بعض الجسيمات وتنعدم في جسيمات أخرى كالفوتونات؟ في ستينات القرن المنصرم اقترح ثلاث علماء، وهم روبير برو Robert Brout و فرانسوا أونغلرت Franccedil;ois Englert وبيتر هيغزPeter Higgs فكر جديدة للرد على ذلك التساؤل، تعتبر أن الكتلة ليست من الخصائص الذاتية للجسيمات proprieacute;teacute; intrinsegrave;que بل هي مرتبطة بالطريقة التي تتفاعل وتتعامل بها تلك الجسيمات مع الفراغ، أي افترضوا أن الجسيمات عديمة الكتل لكنها تصطدم بلا انقطاع مع محتويات افتراضية اقترحها هيغز أطلق عليها بوزونات الله أو أو بوزنات هيغزBosons de Higgs المنتشرة في الفضاء كله وهي التي تبطيء من حركة الجسيمات وتمنحها مظهر الكتلة إلا أن المشكلة تكمن في أنه لم يتمكن أحد لحد الآن من رؤية أي بوزون من بوزونات هيغز الشهيرة ولم يثبت أبداً وجودها مختبرياً وعبر التجارب العلمية، ومن المؤمل أن يتم العثور عليها خلال العقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين بعد دخول مصادم الجسيمات العملاق LHC العمل، وعندما يعمل بكامل طاقته خلال السنوات الخمسة القادمة، حيث سيتم إما إثبات نظرية العلماء الثلاثة المذكورين أعلاه أو إبطالها، وعكس ذلك سيعني ترك المجال مفتوحاً أمام العلماء للتفكير والبحث عن فرضيات ونظريات بديلة وجديدة لتفسير مصدر الكتلة في الجسيمات، مثل اعتبار بوزونات هيغز الافتراضية مركبة composite وليست أولية أو أحادية التكوين eacute;leacute;mentaire، أو افتراض وجود أبعاد أخرى إضافية وغير مرئية للفضاء أو المكان أو افتراض وجود قوة جوهرية أخرى غير القوى الرئيسية الأربعة المعروفة المسيرة للكون الخ..، أي بعبارة أخرى البحث عن فيزياء جديدة، والانطلاق من جديد للبحث عن إجابات وحلول أخرى لمساءل ما تزال غامضة وشبه ألغاز مثل إيجاد آلية لتفسير اختفاء المادة المضادة antimatiegrave;re التي كانت موجودة بكثافة تكاد تكون مساوية لكمية المادة الطبيعية في الكون البدائي، وإيجاد آلية تقنية لإثبات وجود المادة السوداء matiegrave;re noireوكشف ماهيتها ومعرفة مكوناتها والتي افترض العلماء وجودها في الكون على شكل ثابت كوني constant cosmique والتي تؤثر ثقالياً على المجرات لكنها لا تبعث أو تعكس أي ضوء، كذلك التأكد من صحة أو خطأ فكرة التناظر أو التماثل الأقصى super symeacute;trie التي اقترحها بعض العلماء في سبعينات القرن العشرين وهي عبارة عن فرضية رياضية Hypothegrave;se matheacute;matique وتقول بمضاعفة عالم الجسيمات بجسيمات نظيرة مضادة، فلكل فوتون photon نظير يسمى فوتينو photino ولكل غليون gluon نظير يسمى غليوينو gluino ولكل كوارك quarks نظير يسمى أسكوارك squarks وهكذا، والسؤال القائم هو هل إن هذا التناظر والتماثل الأقصى مدرج أو مأخوذ بالاعتبار في القوانين الجوهرية للطبيعة lois fondamentales؟ وحسب هذه النظرية فإن أغلب الجسيمات الشريكة، الجسيمات النظائر partenaires super symeacute;triques، تتفكك deacute;sintegrave;gres بعد فترة قصيرة جداً وإن الأخف من بينها تبقى لفترة أطول، وهي التي من المؤمل رصدها في مصادم LHC وتسمى النيوترالينوات neutralinos، والحال أن البعض من العلماء يرشح هذه الأخيرة لكي تكون هي الحل السحري لمعضلة المادة السوداء وماهيتها المجهولة والتي يعترض بعض العلماء على وجودها أصلاً رغم أنها تشكل نسبة 90% من محتويات الكون المرئي أو الظاهر حسب تقديرات مقترحيها وهي بمثابة الوجه الخفي للكون وأساسية في وجوده وحركته وعمله واستمراره، وفي هذا السياق كانت العالمة الأمريكية فيرا روبين Vira Robin قد رصدت في سبعينات القرن العشرين أمراً يتعلق بالقوة الثقالية الكونية حيث لاحظت وهي تراقب المجرات البعيدة، أن النجوم الواقعة على أطراف أو ضواحي المجرات ( كما هو حال شمسنا بالنسبة لمجرتنا درب التبانة) تسير بسرعات هائلة كان من المفترض أن تساعدها كي تفلت من أسر وقوة جذب المجرة لكنها تظل مع ذلك تدور في مدارها، فاستنتجت وجود قوة جذب كبيرة أخرى تمارسها مادة غير مرئية:quot; إذ أن جاذبية أو ثقالة النجوم والغازات في المجرة ليست كافية وحدها لإبقاء تلك النجوم المقيمة في الأطراف داخل أحضان المجرةquot;، وفق حسابات العالمة فيرا روبين. وهذا يعني أن هنالك كتلة هائلة ذات ثقالة هائلة تبقي تلك النجوم في حجر مجراتها le giron galactique. وانطلاقاً من هذا الاكتشاف الناجم عن المشاهدة والرصد والمراقبة العلمية الدقيقة والحسابات الرياضية أدرك العلماء أن المشكلة أعقد وأوسع مهما كان المستوى الذي يراقب منه الكون المرئي. فالضوء القادم من السدم البعيدة وحشود المجرات البعيدة amas des galaxies يزيح ويحرف deacute;vieacute;e مسار الضوء بفعل كتلة خفية غير مرئية وهي في كل مكان في الكون وتتواجد بين المجرات وبين النجوم والغازات الكونية المرئية وتحتل 90% من مكوناته أي أن الطاقة والمادة المرئية في الكون تشكل فقط نسبة 10% من مكونات الكون المرئي، وعند التحدث عن الطاقة فالحصيلة النهائية هي أن المادة المرئية تمثل 0.4% فقط من الكون فمن المسؤول عن ذلك؟ والحال أن النيتورينوات neutrinos لا تمتلك كتل كافية لتفسير نتائج المشاهدات والرصد والمراقبة observations وكذلك النجوم الصغيرة المتناثرة خارج وداخل المجرات غير كافية بعددها لتقديم التفسير الناجع والمقنع، وهذا هو السبب الذي دفع العلماء للالتفات إلى فيزياء الجسيمات physiques des particules لمعرفة من الذي يمكنه أن يلعب دور quot; المادة السوداءquot; أو الداكنة matiegrave;re noire، واضطر العلماء إلى اللجوء إلى حلول افتراضية في سعيهم لتوحيد الجاذبية أو الثقالة gravitation مع باقي القوى الكونية الجوهرية الثلاثة الأخرى interactions fondamentales الأمر الذي دفعهم للمضي إلى أبعد من النموذج القياسي أو المثالي الستاندارد modegrave;le standard يرشدهم في ذلك مفاهيم التماثل والتناظر والتجانس والتناسق والتطابق symeacute;tries حيث أن النظام والتناسق التام كان هو المهيمن على النموذج الكوني القياسي الستاندارد. ثم طور العلماء حديثاً فرضية أسموها سوزي susy لوصف التماثل والتجانس الأقصى super symeacute;trie الذي أدمج الجاذبية أو الثقالة بالوصف الكوانتي أو الكمي للكون la description quantique de lrsquo;univers عرفت بالثقالة أو الجاذبية الكوانتية graviteacute; quantique واجتهد العلماء للتنظير لهذا التجميع الأنيق عندما اضطروا لتمريره بافتراضهم وجود النظائر أو الردائف الجسيمية أي وجود نظير أو رديف لكل جسيم في الكون فحتى بوزون هيغز افترضوا له نظير هو الهيغزينو Higgsino، والحال أن نظرية السوزي susy أو الشبيه، بالتعبير العامي،تنتظر الإثبات والبرهنة لأن كل جسيماتها المتماثلة والمتناظرة موجودة خارج إمكانية المشاهدة والرصد والمراقبة حتى في المسرعات والمصادمات العملاقة المتوفرة لدى البشر، فاكتفى العلماء في الوقت الحاضر بالاعتراف بجسيم واحد باعتباره المكون الأساسي المفترض للمادة السوداء حتى بدون إثبات ذلك مختبرياً وهو جسيم النيوترالينوneutralisons الناجم عن تجمع ثلاث جسيمات متجانسة supersymegrave;trique وتخصه النظرية بكتلة بقياس مائة جيغا الكتروفولت 100GeV الأمر الذي يتوافق مع خاصية الجذب الملصقة بالمادة السوداء. وليس أمام العلماء سوى الصبر والانتظار ريثما يتم أسر النيوترالينو في أحد أكبر المسرعات والمصادمات في الأرض اليوم وهو LHC وإذا لم ينجح هذا المصادم العملاق، عندما يعمل بكامل طاقته بعد خمس سنوات من الآن، في إعطاء النتائج المرجوة منه سيتعين على العلماء إعادة النظر بمشكلة الكون برمته والطعن بكل نماذجنا الكونية وعلى رأسها النموذج القائم على نظرية النسبية العامة لآينشتين Einstein.
يتبع

jawadbashara@]yahoo.fr