لازالت زيارتكم الى غزة تثيرالكثيرمن التساؤلات. كنتم تقدمون لأهل غزة المزيد منquot;الكلامquot; بينما كانت قافلة الشاحنات البريطانية المحملة بالمساعدات الإنسانية تقطع كل شمال أفريقيا قادمة من اوروبا متوجهة الى غزة. لأن كل شرفاء و أحرارالعالم هم مع أهل غزة وأطفالها......هل هناك في العالم كله من لا يعرف ما يتعرض له الإنسان الفلسطيني بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص، من الظلم والقهر والتشريد والقتل؟؟؟.....فاقدو الضمير وحدهم يدعون جهلهم بذلك. شعبك السوري أيها الفنان الكبير يعاني أضعاف ما يعانيه أخوته في غزة. فأهل غزة هم في معركة شرف ضد العدو...... وأهل غزة إنتخبوا السلطة بمحض إرادتهم...ولكن شعبك السوري الأعزل والمسالم يتعرض الى حرب من قبل اكبر جيش مخابراتي في العالم بأمرة نظام وصل الى الحكم على ظهر دبابة في ليلة ظلماء من تاريخنا السوري. ذهابكم الى غزة هو نفس أسلوب السلطة في تعاملها مع القضية الفلسطينية،أي المتاجرة بالقضية من ناحية وتغطية على ما يقاسيه السوريون من ذل وهوان داخل الوطن..... التاريخ السوري الذي سيدرس في المدارس مستقبلاً سيذكر ما يلي: الشعب السوري عاتب على فنانه دريد على رفضه الإقامة في quot;قنيطرة المحررةquot; في quot;ضيعة تشرينquot; وبخل على أهل المدينة في الدعاية الإعلامية لإزدهارسوقها التجارية المكتظة بالسوريين. مجلسquot;الشعبquot; لم يعد لديه عمل إلا النوم على المقاعد أو التصفيق حيث لم تبقِ هناك أية مشاكل يناقشها.....الرفاه والحرية والديمقراطية والتقدم العلمي أصبحت من أهم صادرات سوريا الى الخارج والتي تدرعليها المليارات من الليرات السورية أكثر العملات تداولاً على وجه الأرض لاسيما في العالم الغربي... لا داعي للمزيد من الإسترسال فيما حدث ويحدث للوطن والمواطن السوري على مدى أربعة قرون. لقد أصبحنا قطعاناً من العبيد. تركيا الجارة كانت مصدراً للشماتة والسخرية في شبابنا بوضعها البائس المهلهل ولا سيما الليرة التركية حيث كان ثمن قطعة العلكة عدة ملايين ليرة تركية. سوريا كانت متقدمة على تركيا في الخمسينات في كل المجالات وبشكل خاص النظام الديمقراطي. يا لسخرية القدر،إذ نجد اليوم أن سوريا تلقي بنفسها على أقدام الاتراك تتضرع للحصول على المساعدة في تدبيرإقتصادها،بينما الجارة مرشحة لتصبح إحدى الدول االكبرى في العالم. العائق الوحيد أمام تركيا الآن هو القضية الكردية فقط،والتي تحاول ايجاد حلٍ لها. الفنان حباه الله بالموهبة. الموهبة وحدها لا تجعل من الشخص فناناً......الفنان الحقيقي لابد أن يكون صاحب رسالة يحمل على أكتافه هموم ومشاكل الوطن ولا يسكت عن الظلم، وإلا فلا فرق بين الفنان أو اي شخص آخرله مهنة كالنجار والمحامي والزبال والطبيب والطباخ....الخ. سوريا اليوم هي بإختصارquot;حارة كل مين إيدو إلوquot;. السجناء السياسيون وسجناء الرأي تكتظ بهم أقبية التعذيب المخابراتية ويتعرضون الى أقبح أنواع الإهانة والتحقير.... التفسخ وصل الى نفسية الإنسان السوري مثل الرشوة والنفاق ومسح الجوخ والخوف والسرقة والنهب...هل هناك شيء أصعب من أن تهان كرامة الإنسان....أخذوا الكرامة والعزة منا ويدوسونها عشرات المرات يومياً..... إعادة بناء الإقتصاد والطرق والمصانع....الخ قد تحتاج الى بضعة سنين،ولكن إصلاح الإنسان يحتاج الى زمن طويل لا يقل عن خمسة عقود على الاقل....ولا زلتم ساكتين وتتفرجون....الفنان الساكت يدخل في خانة وعاظ السلاطين... إذا لم يتحرك الفنان في مثل هذه الظروف الكارثية التي ألمت بالوطن،طبعاً سيقال لهquot;شاهد ما شافش حاجةquot;.....هذا ما لا نتمناه لكم أبداً....ولكن التاريخ لا يرحم.... السابع عشر من نيسان،عيد الإستقلال، هو على الأبواب.العيد الذي يخفق له قلوب كل السوريين.الأجداد صبغوا هذه المناسبة بدمائهم الطاهرة ليأمنوا لاولادهم وطناً يعيشون فيه مرفوعي الجبين عزيزي النفس. ما يحدث منذ أربعة قرون هو العكس تماماً......حتى أصبحنا نطلق الإنتصارعلى هزائمنا المشينة...... لا للعنف وسفك الدماء في أية محاولةٍ للتخلص من الأوضاع الشاذة السائدة في الوطن.دم السوري حرام على السوريين جميعاً.... في النهاية أتقدم الى كل سوريةٍ وسوري بأحر التهاني بعيد الإستقلال المجيد بالرغم من الوشاح الأسود الذي يزين صدورنا حزناً وألماً على الوطن الجريح. طبيب كردي سوري السويد
لماذا لاتحتاج غزة اليكم؟.
كان الفنان دريد لحام فناناً موهوباً وتألق في ظل تغيرات كبيرة من بينها:
(سوريا أصبحت الدولة الوحيدة، بعد كوريا الشمالية،التي لم تعد لها أية مشاكل وأكبردليل على ذلك هي نتائج الإنتخابات.....دائماً 99،99% والنسبة الباقية من الخارجين على الوفاق كانوا بعض الجاحدين منquot;سفهاءquot; أبناء شهداء الإستقلال ضد المستعمر. الجولان كانت قضية بسيطة جداً إذ نسيها السوريون لاحقاً،تماماً كـ quot;لواء الاسكندرونquot;،في عهد الرئيس حافظ بشارحافظ الأسد.
لقد آثرت أن أتوجه إلى الفنان دريد اللحام، إلا أن مضمون الكتابة هذه هي لكل الفنانات والفنانين السوريين،علماً أن هناك من قام ويقوم بالواجب لأجل الوطن. الفنان دريد له حصانة في الوطن وكذلك خارجه وهو ليس رقماً عادياً يستطيع النظام أن يهمشه بسهولة.
والله لوخرج شهداء الإستقلال من أضرحتهم لتوجهوا الى باريس يطلبون من الفرنسيين إنقاذ الوطن من هؤلاء الذين هم في السلطة و مسجلين كـ quot;سوريينquot;في دوائر النفوس.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات