قبل أشهرتم حظرحزب المجتمع الديمقراطي ذو الهوية الكردية من قبلْ محكمة الدستورفي تركيا. عمت المظاهرات في كل المدن الكردية بالإضافة الى المدن التركية التي يتواجد الكرد فيها بكثافة وعلى رأسها استانبول. في مدينة بولانك التابعة لمحافظة موش الكردية أطلق أحد عملاء الدولة النارمن سلاحه الرشاش على المتظاهرين والنتيجة كانت شهيدان وعدد من الجرحى. إنتقلت المسألة الى القضاء الذي قررنقل القضية الى محكمةٍ في مدينة سامسون على البحرالأسود بذريعة عدم ضمان حياة المتهمين في المنطقة الكردية أثناء إجراء المحاكمات. سامسون هذه هي وكر دبابير العنصريين الفاشيست في تركيا. في 12نيسان بدأت الجلسات الأولى. من بين الذين حضروا الجلسة كان السيد أحمد ترك رئيس الحزب المحظورالآنف الذكر. كما أن السيد أحمد هو ممنوع من ممارسة الحياة السياسية لمدة خمسة أعوام بعد إسقاط عضويته في البرلمان وإغلاق حزبه. في الجهة المقابلة لموقع المحكمة كان قد تجمع رهط من الفاشيست المسعورين يطلقون الشعارات العنصرية والكلمات البذيئة ضد حزب العمال الكردستاني. عند الخروج من المحكمة طلب السيد سري ساقق، البرلماني الكردي الذي رافق السيد أحمد،من البوليس وضع حد لهؤلاء قبل ان تنفلت الأمورمن عقالها حيث كان كرد المدينة من المهاجرين في التسعينات موجودون هناك ايضا. فجأةً هجم شخص من هؤلاء على السيد أحمد ترك. أصيب ترك بكسر في الأنف مع تشقق في الشفى العليا. السيد أحمد ترك هو من محافظة ماردين في سن 68. قضى شبابه وكل عمره في خدمة قضية شعبه الكردي، ينتقل من محكمة ٍ الى أخرى ومن سجن الى آخر. هو أحد أكبر المناضلين في سبيل القضية الكردية ولكن كنيته quot;تركquot;. هذا وحده كاف لفهم عنصرية الدولة التركية منذ 90عاماً، حيث أنه فرض واجب على كل المواطنين حمل كنية تركية، ولسخرية القدر أن تُلصق كنية quot;تركquot; بشخص هو علم من أعلام النضال الكردي. احمد ترك يكره العنف، حليم، عفيف اللسان، متواضع، بإختصارهو داعية سلام. هذا كله جعل منه زعيماً محبوباً يحترمه الخصم قبل الصديق في كل أنحاء تركيا، بالرغم من أنه معروف بميوله، بل بإنتمائه الى الجناح السياسي لحركة حزب العمال الكردستاني. الرئيس اوباما إلتقى السيد ترك وإجتمع معه في أنقرة دون غيره من رؤوساء الأحزاب خارج الحكومة في أول زيارةٍ له خارج امريكا سابقاً قبل الحظرعلى حزب احمد ترك طالباً منه فتح مكتبٍ لحزبه في واشنطن. بعد ذلك الإعتداء والدم لايزال ينزف من وجهه ويقاسي من آلام الكسر في عظام الأنف وصعوبة النطق كانت أولى كلمات احمد ترك: أطلب من الجميع التحلي بالصبر والتصرف بالعقل السليم وعدم الإنجرار الى الإنتقام..... في نفس اليوم وصل ترك الى أنقرة. دخل المشفى وأجٌريت له عملية في الأنف. كرر نفس المعاني أمام باب المشفى وهو يهم بالخروج أمام جيش من الصحافيين، مضيفاً أن quot;رب ضارةٍ كانت نافعةquot; وكان مصيباً في توقعه هذا وهو السياسي المخضرم. لنأت الى ردود الفعل.... رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان إتصل هاتفياً بالسيد ترك من واشنطن مستنكراً الجريمة مع توصيات خاصة الى وزير الداخلية لتحري الأمر، وعند وصوله الى أرض المطار في أنقرة كانت أولى تصريحاته هو إستنكارالحادث وأسفه الشديد مع الوعد بالكشف عن الفاعلين وإتصل هاتفياً مرةً أخرى باحمد ترك. رئيس الجمهورية كان في العاصمة العمانية مسقط. فور سماعه بالحادث دعا الصحافيين وأبدى إستنكاره لما حدث وقال أنه سيتصل شخصياً بالسيد ترك عند عودته الى الوطن. اليوم في 15 نيسان عاد الرئيس ونفذ وعده وشكر السيد ترك على جهوده في وأد الفتنة وهي في مهدها. حتى رئيس الحزب العنصري، حزب الحركة القومية، السيد بخجلي أضطرالى إستنكار الحادث قائلاً: مواقفنا وآراؤنا السياسية هي الضد للضد تماماً ولكني أرفض هذا العمل المشين... المشفى غاص بوفود الزوار إبتداءً من نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية المعروفة ومشاهيرعالم الصحافة...الخ معبرين عن سخطهم على الفاعلين وتعاضدهم مع السيد ترك.... مدينة سامسون تبرأت من ذلك المجرم على جميع المستويات عدا بعض الشواذ في المجتمع مقدرين عالياً ما قاله ترك وهو يعاني من جروحه قائلاً:quot;هناك مجانين على شاكلة هذا المعتدي في كل المدن التركيةquot;حيث نزه المدينة وساكنيها من هذه الفعلة النكراء. إنه إنسان ذو قلب كبيروصاحب قضية كبرى يسمو فوق الصغائر. ماذا عن الصحافة؟ الصحافة المستقلة والليبرالية وضعت احمد ترك في مكانة القديسين ولا داعي لذكرها. كذلك الصحافة الموالية للحكومة سلطت الأضواء على القضية الكردية وضرورة حلها وأن الأمرلم يعد يتحمل التأخير، طبعاً بعد الإستنكارالشديد للجريمة. ولكن لنأت على ما كتبه الكتاب المحسوبون على التيار القومي العنصري. الكاتبة نيهال كاراجا والتي تعمل في الفضائية الشهيرة quot;خبرتركquot; المعروفة بميولها القومية كتبت تقول: المؤامرة كانت كبيرة وحُبكت خيوطها بإحكام من قبل الدولة السرية في قيادة الأركان. الجيش كان يريد القفز الى السلطة مستفيداً من حالة الفلتان الأمني في حرب أهلية بين الكرد والترك كما كانوا يتصورون.....ولكن بفضل حكمة وإخلاص السيد ترك والخيرين من الجانب التركي بقيت مخططاتهم في أحشائهم يحترقون بنارها التي أشعلوها.
رئيس الأمن في سامسون ونائبيه تم سحبهم الى العاصمة للتحقيق.
الجانب التركي في روحي صار يخجل من الجانب الإنساني فيه، وتركيا تشعر بالعار أمامك يا احمد ترك......
كتب آخر: أنف احمد ترك صار القلب الخافق لكل الكرد....لا بد لنا من ترميم ما حدث...
- آخر تحديث :
التعليقات