التصفيق للحكام والقادة عادة ذميمة، وذميمة جدا سيما إذا كان هذا الحاكم متسلطا على رقاب الناس ولايعرف الرحمة، ووجه القبح في ذلك ليس لأنك إن كنت من هؤلاء أجارك الله تشارك مشاركة مباشرة في تجميل الوجه القبيح للقائد أو أنك تتستر على إخفاقاته السياسية والادارية فحسب، بل لأنك تقوم بذلك دون أي مقابل يعنيquot;بلاشquot; لاتجني من وراءه غير وجع القلب وتعب الأكف والمشوار الفاضي! اللهم إلا بعض مباركات سيادته وكلماته التشجيعية التي لاتطعم خبزا ولاتسكن جوعا !، أنا لست من أنصار المصفقين من هذا النوع، ولاأدعو اليه ولا أشجعه وأرى أن كل البلاوي quot;السودةquot;التي حطت على رؤوسنا جاءت نتيجة ممارسة هذه العادة السيئة لسنوات طويلة، لذلك كنت دائما أتحاشى التجمعات السياسية quot;الجبريةquot; لكيلا تأخذني الحماسة الكاذبة وأضطر الى التصفيق لإنسان أعرف مسبقا إنه فارغ من أي محتوى وعالة على المجتمع لايسوى شروى نقير. وفي رأي أن ظاهرة التصفيق المجاني تمثل حالة من حالات التخلف الحضاري في المجتمع، ينبغي إستئصالها من جذورها، ولو كنت في موقع يخولني أن أفتي، لأفتيت بتحريم كل أشكال التصفيق المجاني.. فاليوم ليس كالامس، كل شيء تغير، والظروف تبدلت والعيون تفتحت 180 درجة، أصبحنا في زمن الديمقراطيات والحريات العامة، في زمن quot;شيلني وأشيلكquot;، أصبح لكل شيء ثمن، فالهتاف له ثمن، والتصفيق له ثمن والصوت الأنتخابي أيضا له ثمن.. لم يعد في زمن الأنتخابات وصناديق الإقتراع شيء لله في لله، كل شيء أصبح له مقابل وثمن كما هو السائد في دول العالم المتحضر. إذا كنت تريد أن تعتلي سدة الحكم وتفوز برئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو أن تدخل المجلس الوطني أو المحافظة أو أي محفل آخر مهم من خلال ترشيحي لك عبر صناديق الإقتراع والإنتخابات الحرة الشرعية وليس عبر الدبابات والانقلابات quot; البهلوانيةquot;، عليك أن تدفع الثمن من جهدك وتعبك وعملك على توفير الراحة لي ولعائلتي، أريدك أن تضمن لي الأمن وألأمان وترفع من مستواي المعيشي وتؤمن لي حياة حرة كريمة من خلال إيجاد فرص العمل وإقامة المشاريع الخدمية، والأهتمام بالأستثمارات، على الأ تنسى كذلك أن تهتم بالجوانب الحضارية والجمالية لمدينتي لترتقي الى مستوى المدن المتقدمة في العالم، عندئذ فقط أؤيدك وأصفق لك وأهتف بأسمك وأرفعك الى مصاف الأولياء وألأنبياء..أما إذا كنت تريد أن تصل الى أهدافك عن طريق ترديد شعارات فارغة ووعود زائفة، وبناء قصور من الهواء ! فسأعمل جهدي على الا تنتخب مرة ثانية، وعلى ذكر الوعود quot;الزائفةquot;فقد ترددت هذه الأيام نكتة في الأوساط السياسية أن أسامة النجيفي القيادي في القائمة العراقية والعروبي الصلب الذي لايلين ؛ تعهد بتطبيق مادة 140الخاصة بكركوك والأراضي المتنازع عليها في حالة وقوف الكتل الكردستانية بجانب قائمته للوصول الى سدة الحكم !! quot;عشم أبليس في الجنةquot;، فقد أخبرتنا التجارب أن لا نثق بوعود السياسيين التي عادة ما تكون فارغة ولاتتحقق أبدا لأن إستراتيجيتهم لا تستقر على حالة معينة وأطماعهم لاتقف عند حد، وكلما تتوسع دائرة جشعهم تكثر وعودهم الزائفة، ويزداد كذبهم، ومع أننا نعلم أنهم يكذبون، ولكن مع ذلك نتشارك معهم في لعبة القط والفأر quot;الديمقراطيةquot;، وننتخبهم ونأخذ وعودهم على محمل الجد ونصدقهم ونستقبلهم بالهتافات والتصفيق و ونحقق لهم ما يصبون اليه ونحن (مبسوطين)، وممنونين، نفعل كل ذلك من دون أن نطلب منهم قرشا واحدا يعني quot;بلاشquot; في عملية شد وجذب أبدية بين عدوين غير اللدودين.