لعل قراءة العنوان تسبب لك الدهشة!! مسلمو المهجر؟!! الصحافة تؤكد أن هناك أقباط المهجر، ولم نسمع من قبل عن مسلمي المهجر، الحقيقة تؤكد أن تعبير أقباط المهجر مصطلح ظهر في فترة الحقبة الساداتية ووثق في الحقبة المباركية لكونها أطول فترة حكم لمصر بعد حكم محمد علي.
أقباط المهجر.. مصلح استفزازي ينم عن سوء نية، ومؤامرة لتحطيم صورة الأقباط الوطنية للنيل من انتمائهم وحبهم لمصر، فالتاريخ شاهد على الحب اللانهائي لأقباط مصر في الداخل والخارج على حد سواء.
بدليل عدم احتواء سجل الجواسيس على جاسوس واحد قبطي، أو مستورد أغذية فاسدة كالقمح المسرطن، أو صاحب شركة أدوية تستورد دواء فاسداً منتهي الصلاحية، أو صاحب شركة أموال مثل السعد والريان الذين نهبوا أموال الغلابة باسم الدين بتعضيد أحد الشيوخ (صاحب الاسم المسجل دائماً في كشوف البركة) ولم نسمع عن قبطي صلى ركعتين لله لهزيمة بلاده بعد نكسة 1967، كما لم نعرف قبطياً امتلك شركة شحن لنقل المصريين على سفن غير آمنة لتبتلعهم مياه البحار.
أما مسلم, المهجر هو تعبير دقيق فبالرغم أن هناك العديد من مسلمي دول العالم المختلفة في بلاد المهجر، ولكن المعني هنا بعض المسلمين المصريين... فالفرق بينهم وبين الأقباط أن الأقباط محبين لمصر حب لا نهائي، أما مسلمو المهجر quot;المصريينquot; فلهم انتماء لدول أخرى غير مصر، دول بأموالها استطاعت شراء صانعي القرار في العالم، دول تغدق أموالها ببذخ لنشر فكرها المتطرف في العالم.
معظم مسلمي المهجر المصريين انتماؤهم ليس لمصر. وهمصورة دقيقة لمسلمي المهجر ومن على شاكلتهم الذين عبروا عن انتمائهم لمصر بطز لمصر وأبو مصر ومن بمصر، إنهم فئة عن حب الوطن، فئة تعمل باسم الدين، فئة قسمت على قرآن كتفويض إلهي ومسدس لقتل المخالف، فئة بارعة في التلون حسب معطيات الفترة تارة مع الملك وتارة ضد الملك، فئة براجماتية من الدرجة الأولى...
إن صفة مسلمي المهجر لا تنطبق على كل المسلمين بل على من انتمائه لغير مثل رجال الأعمال المعاضدين لهؤلاء الإرهابيين والمنتمين لفكرهم الضال.
الفرق بين أقباط مصر بالمهجر ومسلمي المهجر:
أقباط المهجر ليس لهم وطن آخر... خرجوا من بلادهم يحملون حب وطنهم داخل قلوبهم، حملوا هموم وطنهم داخلهم، حزنوا على الجسد المصري المنهك من الأمراض والأوبئة المستعصية فأقاموا المستشفيات وشحنوا الأجهزة لشفاء ذويهم وإخوانهم في تراب الوطن.
أما مسلمو المهجر
النوع الأول يعيش داخل البلاد ويعمل بكل ما يستطيع لزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويحمل أيديولوجية كراهية وحقد لشريك وطنه.
والنوع الثاني يعيش خارج مصر انتمائهم ليس لمصر بل لنشر الفكر المتطرف المتخلف بين أبناء الشعب الواحد لتعم الفرقة ويثور الغوغاء والدهماء لحرق الأخضر واليابس في مصر لتنعق أصوات الغربان في ربوع المحروسة باسم الدين.
أما الأقباط في بلاد المهجر عملهم علامة حب لمصر، حتى مؤتمراتهم شمعة مضيئة في تاريخهم الوطني الناصع للشكوى من نظام عنيد ظالم، وسعيهم لتدويل قضيتهم العادلة علامة حب لنزع فتيل التعصب من ثوب مصر لكي لا تتحول بلدهم إلى مصرستان أو صومالستان.
إن بطولات أقباط مصر علامة مضيئة في تاريخ مصر منذ أزمنة بعيدة مثل الجنرال يعقوب الذي اتهموه بالخيانة ظلماً!! وهو نفسه الذي قدَّم مشروع استقلال مصر للحملة الفرنسية ضد الدول العثمانية وإنجلترا كما ذكر الدكتور محمد شفيق غربال العلاََّمة والمؤرخ، بينما عمر مكرم كان يرحب بالاحتلال العثماني لمصر.. فمهما حاول الإسلاميين التعتيم على إنجازات الأقباط لن ينجحوا فتاريخ الأقباط مشرف ناصع مؤثر في الفن والصحافة والصناعة والاقتصاد...
ففي مجال النهضة التعليمية أول من حرر المرأة المصرية من الجهل هو البابا كيرلس أبو الإصلاح، quot;أول من أنشأ مدارس للبنات في العصر الحديث لتعليمهنquot;، أما في مجال بذل الذات فهناك أسماء مشرقة في ساحة المعارك المصرية لأبطال أقباط بذلوا ذواتهم حبا وحماية لتراب مصر مثل اللواء أركان حرب شفيق متري سدراك الذي نال شهادته للذود عن تراب مصر يوم 9 أكتوبر عندما أُصيبت سيارته بنيران إسرائيلية، واللواء باقي ذكي صاحب فكرة تدمير وتحطيم خط الساتر الترابي بمدافع المياه، واللواء فؤاد عزيز قائد الفرقة 18 التي حققت معجزة عبور قناة السويس، والعميد نعيم وهبة الذي أسقطت كتيبته أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية، واللواء ثابت إقلاديوس رئيس عمليات مدفعية الجيش الثاني الذي أصر على الأخذ بثأر الشهيد عبد المنعم رياض واللواء حرب مدحت لبيب صادق وكثيرين، وفي السِلم أيضاً السير مجدي يعقوب الذي أقام مستشفى لأطفال مصر بالأقصر، والمهندس هاني عزيز، الدكتور سمير نجيب بانوب الذى شكرة الرئيس الامريكى أوباما قائلا(( بسببك أصبح لدينا تأمين صحي لكل مواطن )) هذا العالم القبطى الذى تتحدث عنة الاوساط الامريكية بكل إكبار وإحترام وتقدير بلاضافة الى النجوم الساطعة في الطب بكليفلاند بأمريكا... هؤلاء هم الأقباط المسيحيين المصريين الذين حملوا رسالة حب وطنهم داخل قلوبهم فنجحوا في دول العالم المختلفة كارزين بمصريتهم للعالم أجمع.
حينما نقارن بين الرموز الساطعة لمسيحيي مصر في بلاد المهجر وبين مسلمي المهجر مثل محمد عطا، وأيمن الظواهري، وأبو حمزة، وعمر عبد الكافي، وأشرف السعد، وياسر السري؟!! أيهما يخدم أمن مصر؟!! ايهما يعمل لمصلحة مصر؟!!...
تُرى حينما يسير أقباط مصر في مظاهرات مطالبين بإزالة وسخ التطرف عن مصر أليس من أجل مصر وشعبها؟!!.
أخيراً إن صفة أقباط المهجر صفة غير صادقة مضللة مستفزة لأننا نحن المسيحيين المصريين انتمائنا أولاً وأخيراً لمصر، وليس لنا وطن آخر... حملنا جنسيات غربية في أوراق ثبوتية فقط وختمت قلوبنا اللحمية بحب مصر، ليس كما تدع الصحافة الصفراء والامنية والقومية الموجة.
أما مسلمو المهجر فانتماء معظمهمالأول لدول زارعة للتطرف والتخلف والفرقة بين المصريين، وقد تمكن العديد من مسلمي المهجر من احتلال مراكز قيادية بمصر يعملون خلالها ضد مصلحة وطننا الحبيب.
ترى متى يفيق مسلمو المهجر داخل وخارج مصر؟!! ويدركون أن حب مصر هو الأصل وهو الحل.
quot; الحقيقة دائما تؤلم من تعود على الاوهام quot; ميخائيل نعيمة
quot; وطنى ان شغلت بالخلد عنه نازعتى له فى الخلد نفسى quot; احمد شوقى بك
quot; ان مصر ليست وطن نعيش فية انما وطن يعيش فينا quot; من اقوال قداسة البابا شنودة الثالث
التعليقات