في خطورة يباركها الله تعالى قبل البشر أقدمت وزارة الأوقاف في عُمان على منع أذاعة خطب الجمعة والدعاء من على المآذن بعد ان ان أشتكى الناس المجاورين للمساجد من ضجيجها وما تسببه من اقلاق لراحتهم ونومهم، و خصوصا تأثيرها السيء على نوم الاطفال!

وهذه هي أحدى تجليات مشكلة ازلية موجودة في جميع الأديان، فبسبب الجهل وبساطة المتدينيين.. يتم أختزال الدين الى صور حسية ورموز بسيطة يعتقدون انها تعبر عن حقيقة الله وعظمته المتعالية، فقد أختزل الدين الى نوعية معينة من الملابس يرتديها رجال الدين، والى اطالة الذقن، وإرتداء الحجاب وبناء المعابد والمساجد وغيرها... فهل هذا هو الله خالق الكون وأسراره؟

وحينما يحاول اصحاب العقول المستنيرة توعية الناس والأعتراض على هذه الأمور والأشارة الى ان الله لايمكن أختزاله بهذه الأشياء الحسية البائسة، يهجم عليهم الجهلاء مرددين الكلام المستهلك المعروف : (( يريدون أطفاء نور الله... )) وكأن الله ضعيف ولايستطيع الدفاع عن نفسه امام الانسان الذي خلقه، فهؤلاء الجهلاء يسيؤون بكلامهم هذا الى عظمة الله القادر على كل شيء والذي ليس بحاجة الى دفاع الجهلة والمتعصبين، وجراثيم الإرهابيين القابعين في ظلمات كهوف أفغانستان، وأقبية ايران وغيرها.

تصوروا العذاب اليومي الذي تعيشه الأسر الساكنة قرب المساجد وهي تُجبر كل صباح ربما في الساعة 3 فجرا على سماع المآذن وهي تدوي بأعلى الأصوات بالأدعية والقرآن والآذان، ولاأدري هل يتخيل رجال الدين مشاعر السخط التي تنتاب هذه العوائل وهي تستيقض كل فجر مرغمة من نومها، وأطفالها تفز من النوم مذعورة من هذه الأصوات، وهل يتصورون النتائج عكسية فبدلا من الدعوة الى الإيمان سيشعر الناس بالسخط على هذا الدين الذي يسبب لهم كل هذا الأزعاج اليومي؟!

حتى المناطق المسيحية تعاني من نفس المشكلة، فقد عمد المسلمون الى بناء مساجد ضخمة في مناطق المسيحيين في المدن العربية رغم عدم وجود سكان مسلمين فيها، واخذوا يذيعون كل يوم الأذان والقرآن والخطب من على المنابر وبصوت مرتفع جدا كجزء من عملية التبشير الإجباري لسكان هذه المناطق الذين يتعرضون الى عملية تعذيب يومي ولايستطيعون الأعتراض خوفا من اتهامهم بمحاربة الأسلام!

وألى كافة المتعصبين من جميع الأديان أقول : ان الوعي البسيط الحسي قد أساء الى صورة الله وقداسته وجماله وقدراته اللامتناهية... واختزله الى رموز حسية لاقيمة لها كالمعابد والمساجد وإرتداء ملابس معينة والحجاب واطالة الذقن... وهذه المشكلة ليست محصورة في الاسلام فقط، بل هي موجودة في جميع الأديان بصور مختلفة.


[email protected]