ظاهرة غريبة ومستفزة ان يتم رفع صور صدام والعلم السابق من قبل جمهور اياد علاوي وبعد اعلان نتائج الانتخابات مباشرة!! والغريب ان المتضرر الاكبر من هذا التصرف المشوه هو اياد علاوي وقائمته قبل غيره، واقول ان هذا التصرف مشوه بل وهجين لان الذين رفعوا صور الصنم الساقط هم اكثر الناس معرفة بان صنمهم هو الابعد عن الطرق الديمقراطية والدستورية التي أوصلت علاوي الى الحصول على هذه الاصوات.و لان هذه السلوكيات أعطت دلائل كبيرة وواقعية للقائلين ان جزء واضح من اتباع علاوي هم في واقع الامر من اتباع الصنم الساقط ( وهذا الواقع لايقلل من دور الدكتور علاوي في معارضة النظام الساقط وايضا تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل اجهزة ذلك النظام ) لكن هنا يتم التعامل مع وقائق ونتائج واضحة على الارض.
لذلك لااحد يستطيع ان يقول بان هذه مؤامرة ضد علاوي من قبل خصومه السياسيين، وقد تكون جرعة التصريحات الفورية لعلاوي من احدى القنوات الفضائية كانت محاولة واضحة ورد فعل سريع لدفع هذا السلوك عن مسيرته الحالية والقادمة ومحاولة واضحة لتقليل الاضرار المتربتة على هذا السلوك المشين الذي يتعدى مسالة التظاهر بفوز علاوي الى مرحلة التشفي بضحايا اكثر من 420 مقبرة جماعية في جنوب العراق وضحايا الانفال وحلبجة والاهوار. لذلك برزت الكثير من المخاوف والتسأولات من الاغلبية الساحقة قد تختصر بعدة كلمات تقول quot; ماذا لو استلموا هولاء الحكم مرة اخرى في العراق!! كم مقبرة جماعية تنتظرنا وكم انفال وحلبجة ستحرق وماذا سيبقى من المتبقي من الاهوار التي دمرها النظام الصنمي!! بل ان المخاوف وصلت الى حد طرح سؤال هل سيسمح باقامة الشعائر الحسينية !؟ quot; حتى ان هذا السؤال الاخير طرح بشكل مباشر على الدكتور علاوي الذي فجاءة ودون قصد او بقصد نزع عبائته العلمانية ليعلن ويجيب على انه quot; شيعي ابن شيعي ومن عائلة شيعية معروفة!!quot;.
ان شعار quot; التغير والاصلاح quot; الذي رفعته قائمة علاوي خلال اليومين الاخيرين يشبه quot; وجبة طعام سريعة quot; وقد تكون غير متقنة الاعداد والتنفيذ فالقائمة هي بحاجة الى اصلاح جذري على ضوء هذه الحقائق وغيرها، وحتى اذا اخذنا جدلا بهذه الوجبة الشعارتيه السريعة الجديدة فان كل رموز القائمة هم ممن يحسبون على الدورة السابقة التي أتسمت بكثير من السلبيات الفاضحة الى حد ان احد اهم هذه الرموز لم يحضر ولااجتماع واحد من اجتماعات البرلمان العراقي.
من جانب اخر ان الحقائق على الارض تشير الى ان قائمة علاوي وحتى لحظة كتابة هذه الاسطر لها حجم معين داخل البرلمان العراقي، لكن نفس هذا الحجم اذا فعلا تم الحفاظ عليه فانه ليس بالضرورة ستكون القائمة هي الاجدر بتشكيل الحكومة المقبلة خاصة مع التفسير القانوني الذي صدر من المحكمة الدستورية، وحتى اذا تم تجاوز هذا الجانب القانوني فمن الصعوبة البالغة ان تجد دعم كبير لقائمة فيها بعض الرموز المعروفة بتوجهاتها الطائفية والقومية المتطرفة.
من الواضح ان اكثر شخص يعاني من مأزق حقيقي هو الدكتور علاوي فهو الفائز بالنتيجة النهائية quot; لحد الان quot; لكنه الخاسر الاكبر بسبب تناقضات قائمته وايضا بسبب المشاكل الجوهرية التي تعاني منها القائمة والتي تحاول ان تضع نشوة الفوز كغطاء على هذه التناقضات والمشاكل، لذلك فان علاوي هو الابعد عن نيل اي منصب رئيسي في التشكيلة الحكومية القادمة يرافقه في خيبة الامل هذه وباستحقاق طارق الهاشمي. خاصة مع توارد الانباء عن ائتلاف متوقع وضروري بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون لبناء جدار صلب لصد اي محاولة التفاف من اصحاب الصور الصنمية والعلم الخائب النقيب ذات الثلاث نجوم، هولاء من اصحاب عقول العصافير الذين يحلمون بعودة عقارب الساعة الى الوراء. والذين ساهموا بوضع العراقيل امام نجاحات علاوي الانتخابية بقصد او دون قصد.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات