نحن أهل السنة والجماعة نعتقد أننا لا نحمل أي ضغينة تجاه آل البيت، بل على العكس إذ إننا نكن لآل البيت كل الإجلال والتقدير والتبجيل، وحتى في صلواتنا نردد quot;..وصل على محمد وعلى آل محمد..quot;، ولذا كنا نعجب من اتهامنا بمناصبة أهل البيت العداء، وإطلاق لفظ quot; النواصب quot; علينا، والمثير للدهشة هو عدم ملائمة التهمة الموجهة لما نعتقده.

ولكن كما هي التهم، لا تطلق على النوايا بقدر ما تطلق على الممارسات؛ فإن كان هناك تباين بين المعتقد والممارسة حتما سيكون هناك ثغرة للأطراف الأخرى ومسوغا لإلقاء التهم.

جميع من اطلع على التاريخ الإسلامي يعلم تماما بأن العامة وبعض أهل العلم من أهل السنة والجماعة إبان الخلافة الأموية والعباسية كانوا يخشون إعلان حبهم وولائهم لآل البيت خشية تأويل تلك المحبة على أنها ولاء سياسي، إذ إن التصريح بمحبة أحد أركان البيت النبوي المعاصرين لتلك الفترة التي كان فيها طموح العلويين في أوجه كان بمثابة خلع للبيعة ونزع يد من طاعة.

ولكن quot;آفة الدين ساستهquot; فهم الذين يعلنون فهومات النصوص الملائمة ويكتمون الفهومات التي تتعارض ومصالحهم؛ولذا فقد عز على الكثير التفريق بين العداء السياسي والعداء الديني،مما جعل الطائفة الشيعية تعتقد أن أي سني مناصبا آل البيت العداء.

وأما اليوم وبعد مضي أكثر من عشرة قرون على تلك الأحداث السياسية مازال ذلك الموروث السياسي الثقيل مهيمنا على علاقة السنة بآل البيت.

فاليوم مناهجنا ومنابرنا ومحاضراتنا تخلو تماما من مناقب ومواعظ أئمة أهل البيت، بل إن الواعظ يخشى أن كل موعظة أو منقبة منسوبة لآل البيت هي من صنيعة الشيعة، وحتى الفقهاء والعلماء اليوم قلما تجدهم يذكرون جعفر الصادق أو زين العبدين أو محمد الباقر وآرائهم الفقهية، وحتى أطفالنا اليوم يجهلون تماما من هم أهل البيت وكتبهم الدراسية تخلو من قصصهم وبطولاتهم، بل إن كتب quot;صور من حياة التابعينquot; المقررة إلى وقت قريب للقراءة الإضافية في مقرر المطالعة تخلو تماما من أئمة أهل البيت، وحتى المطلع من العامة يقف في ولائه عند الحسين أو زين العابدين ويتوجس خيفة من الأسماء التي بعده، فلا يدري هل هم شيعة أم سنة؟

وكذلك المدارس التي ندرس فيها، فمن بين عشرات المدارس تجد مدرسة واحدة باسم جعفر الصادق بينما الباقية سميت بأسماء من هم أقل منهم علما وفضلا، وكذلك الشوارع، فهي تحمل أسماء أناس ليس لهم من الفضل إلا أنهم عاصروا أهل الفضل فقط.

والمثير للضحك والدهشة معا عدم تسمية الشوارع بأسماء أئمة أهل البيت بالرغم من أن بعض الشوارع تحمل أسماء أعلام الحضارة الإسلامية من الطائفة الشيعية كابن سينا! ألم أقل إنquot; آفة الدين ساسته quot;.