في السابع عشر من مارس اذار الماضي، توقع تقرير للبنك الدولي نمو الناتج المحلي الاجمالي للصين بمعدل 9.5 في العام الحالي، وابدى البنك تفاؤله بشأن نمو اقتصاد الصين. ولا يملك المرء سوى الاعجاب بتجربة الصين، التي أبهرت العالم وقفزت الي مستوى أكبر اقتصاد في العالم، وثاني اكبر مصدر، وأول دائن للولايات المتحدة وهي انجازات غير مسبوقة.
والصينيون شعب عملي لا يحب الحديث كثيرا عن التقدم المبهر الذي حققوه بل على العكس يرى أن امامه كثيرا من التحديات، وطريقا طويلا، ففي العام الماضي حقق الاقتصاد الصيني نموا بمعدل 8.7 % على الرغم من الركود في الاقتصاد العالمي، وزادت الصادرات الصينية الى 45%rlm;، وهذا ما تتمناه أي بلد في ظل التراجع الاقتصادي الحالي.
يتوقع الخبراء إمكانية أن تصبح الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالمrlm;،rlm; بعد أن أشار رئيس الوزراء جياباو الي أن اقتصاد بلاده يحتاج الي إعادة هيكلة حتي يتمكن من المنافسة علي المستوى العالمي،rlm; وطالب الشركات الصينية بضرورة تطوير قدراتها في مجال التكنولوجيا، والتركيز على انتاج السلع ذات التقنية والجودة العاليةrlm;، rlm;كما طالب مواطنيه بالاقبال على منتجات بلادهم وزيادة الاستهلاك والإنفاق في مجالات السياحة والصحة البدنية والخدمات.
الحكومة الصينية حاليا تعمل على تضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء بتحقيق معدلات نمو مرتفعة، وإعادة توزيع الثروة بشكل اكثر عدالةrlm;،rlm; والتركيز على خدمات الرعاية الاجتماعية والاهتمام بتنمية المناطق الريفية، والتي يقل متوسط دخول سكانها الي ربع دخول سكان المدن وتحسين الرعاية االصحية ولاجتماعية لسكان الريف الذين يشكلون نحو 700 rlm;مليون نسمة وهو ما تعتبره الحكومة ضروريا لتأمين سلامة اقتصادها.
إن تحسين حياة الناس هي وحدها الكفيلة باستمرار التنمية الاقتصادية، وبالتالي تحقيق التقدم الاجتماعي والاستقرار من منطلق أن هدف التنمية الاول هو الانسان، وتوفير حياة أفضل للمواطنين، ولا يخفى على أحد أن مشكلة الفساد المنتشر في الصين من المسائل المهمة والتي تجعل الحكومة من محاربته اولوية لتعزيز سلطتها من ناحية، ومن ناحية أخرى حماية اقتصاد وأموال البلاد، وإعطاء الصحافة حرية للكشف عن الفساد وتخفيف الرقابة على وسائل الاعلام حتى تقوم بدورها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الصين.
rlm;لقد كانت الصين في السبعينات جمهورية من العشش، والآن صعدت من دولة على هامش الاقتصاد الدولي الي دولة تقود الاقتصاد العالمي وهي قصة من أهم قصص النجاح في الربع الأخير من القرن العشرينrlm;،rlm; وهي مثال حي للدول العربية التي ضلت طريقها وعليها الان وقبل فوات الأوان الاستفادة من التجربة الصينية.
إعلامي مصري
- آخر تحديث :
التعليقات