كنت أجلس مع طفلتي في أحد المجمعات في الرياض ولاحظنا فورجلوسنا تجمع رجال الأمن وبعض زوار المجمع حول طفل صغيرلم يتجاوز الثالثة ضاع عن أمه،ظل الجميع يراقب الوضع ويحاول تهدئة الطفل وإشغاله ببعض السكاكروالآيس كريم وطال انتظارنا ونحن نراقب المشهد

فجأة..ظهرت الأم تتبختر بعد أكثرمن نصف ساعة لابد أنها مرت على الطفل دهرا كاملا،وبدلا من أن تركض عليه لاحتضانه وتطمينه أوإظهار الفرحة بسلامته وشكر الذين اهتموا به أثناء تسوقها وإنهائها للشوبينغ،بدلا من ذلك كله، شاهدنا يدها الضخمة تهوي على وجهه بكف كما نسميه في السعودية أو (طراق )كما يسميه البعض أو (بالألم على وشه )كما يسميه إخوتنا المصريون،ولم تكتف بكف واحد وإنما أتبعته بثان ثم ثالث وسط صمت الجميع،ودون أن يجرؤ أحد منا وبما فينا رجال الأمن أن يفتح فمه بكلمة،أردت أن أقوم من مكاني لحماية الطفل من أمه أو لأشعرها بأن ما فعلته مخجل لولا اعتراض ابنتي التي كانت تراقب المشهد بخوف ومنعتني لأنها خافت علي أن أضرب أنا أيضا..

تذكرت القصص التي أسمعها عما يحدث في الخارج وحقوق الأطفال هناك، إحداهن سقط ابنها وكسرت رجله ولسوء حظها أن الحادثة تكررت ففوجئت بالشرطة يأتون إليها للتحقيق ومعرفة سبب الإهمال وإنذارها،والأخرى التي كانت تمهد طفلتها بالطريقة التقليدية حيث يربط بالحبال بحجة تقوية عظامه وبعد أن حذرتها الممرضة المنزلية مرتين ولم تمتثل وجدت الشرطة عند باب شقتها،الطريف أن أطفالنا أيضا يعرفون هذه القوانين هناك فيستغلون وجودهم في الحدائق العامة للشغب والشقاوة وهم يدركون أن أهلهم لن يجرؤوا على ضربهم فالبوليس هناك يحميهم !!

مشكلتنا نحن أننا نعتقد أن أولادنا من أملاكنا الخاصة ويحق لنا أن نضربهم ونؤذيهم ولا يحق لأحد التدخل،ولا ألوم هذه السيدة التي انهالت (بتسطير)طفلها أمام الجميع دون أن يجرؤ أحد على حماية الطفل،لا ألومها طالما أنه ليس لدينا قوانين واضحة تمنع هذه الممارسات،وما دمنا لم نستطع حماية طفل على قارعة الطريق وفي مكان عام، فكيف سنحميه داخل أسوار البيوت المقفلة؟

[email protected]

reemalsaleh.blogspot.com