کما توقعنا، فقد أثار قرارنا بفتح باب التطوع للمجلس الاسلامي العربي أمام الشيعة العرب، حفيظة النظام الايراني وبعض من السرب المطاوع له في الاعلام العربي، وطفقوا يطلقون الاقاويل و الإشاعات المغرضة و المشبوهة ضد قرار التطوع بشکل عام و ضد شخصنا بشکل خاص، ووصل الامر الى حد أن نفر من هذه الزمرة الضالة المضلة قد إتصل بنا تحت اسماء و يافطات وهمية طارحا اسئلة خبيثة و مسمومة بشأن مسألة التطوع وکعادتنا فإننا کنا و سنبقى و، طبقا لما أمرنا به ديننا الحنيفquot;وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماquot;، فقد أجبنا على تلك التساؤلات المغرضة بما لدينا من ساطع الحجج و البراهين لإعلان فتح باب التطوع.

ان نظام ولاية الفقيه الذي يقود في الظل و من خلف الکواليس حملة ظالمة و مقصودة ضدنا، من حقه و يجب أن يکون بهذه الصورة في تعامله و فهمه لنا، لأن وجود مجلسنا في الاساس الاضافة لطرحنا أنفسنا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، جاء کرد عملي واضح لرفض کل الطروحات و المشاريع الفقهية و الفکرية و السياسية و الامنية التي طرحها او يطرحها هذا النظام المعادي لآمال و تطلعات أمتنا العربية و الساعي لإستغلال شريحة أصيلة من أبناء أمتنا من أجل مآربه و أجندته الخاصة و المشبوة، ومن هنا، فإننا وضعنا في حساباتنا إحتمالات المواجهة مع هذا النظام و بمختلف الصور و الصيغ وقد تيقنا بأن ملالي قم و طهران سوف تثور ثائرتهم عندما يرون بأم أعينهم کيف أن شمس المجلس الاسلامي العربي الساطعة تذيب شمع مکائدهم و أحابيلهم المبيتة وان الايام القادمة ستخفي في طياتها ومن دون أدنى شك مزيدا من السعي المحموم من أجل التشکيك و الطعن بمصداقيتنا.

ان نظرة الى واقع الصراع العربي الصهيوني ومنذ مجئ مجئ نظام ولاية الفقيه الى دست الحکم، تؤکد بأن التغيرات التي سعى هذا النظام لإضفائها على الصراع، لم تکن في واقع أمرها سوى مجموعة مسائل تکتيکية آنية لاتملك روح الاستمرار و المطاولة لأنها أساسا لم تأت إلا في سبيل أجندة محددة و معينة، وبالامکان القول أن هذه التغيرات وفي الوقت الذي لم تقدم أي شئ إيجابي على الارض للقضية الفلسطينية و العرب، فإنها قد حاولت جد إمکانها لدفع سياق و مسار الصراع بإتجاهات ضيقة تخدم أهدافا استراتيجية لذلك النظام وبذلك فإن القضية المرکزية للعرب و التي دفعت الامة العربية الکثير الکثير الذي لايقدر او يعوض بثمن من أجل الحفاظ على الروح المبدئية الراسخة لها، يريد ملالي قم و طهران وبين ليلة و ضحاها تحويرها الى قضية خاصة تخضع لمقاييسم و أهدافهم و يستخدمونها و باسلوب موغل في الخباثة من أجل حفنة من الاهداف و الاجندة المشبوهة المعادية اساسا لأمننا القومي العربي و للمصالح العليا للعرب. واننا ومنذ تأسيس المجلس الاسلامي العربي ومنذ أربع سنين خلت، سعينا لتوضيح هذه المسألة الحساسة و طرحها بمختلف الطرق و الاساليب و دأبنا على التأکيد على أن نظام ولاية الفقيه لا ولم ولن يريد خيرا بدخوله حلبة الصراع العربي الصهيوني و کشفنا بجلاء النوايا و الاهداف المبتغاة من وراء ذلك، وقطعا فإن أطروحة المجلس الاسلامي العربي الذي يؤسس لمشروع عربي متکامل و طموح بوجه ذلك المشروع المشبوه الذي وضعه ملالي قم و طهران،قد وضع النقاط على الحروف و حدد المسافات و الفواصل التي بيننا و بين کل من الکيان الصهيوني من جهة، وبين نظام ولاية الفقيه من جهة أخرى مبينا بوضوح کل ذلك الاشکال الذي وقع فيه العديد من أخوتنا العرب(سنة و شيعة)، واننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، عندما أعلنا قبل فترة وجيزة فتح باب التطوع لمجلسنا الاسلامي العربي، فإننا قد قصدنا من وراء ذلك إشعار نظام ولاية الفقيه بأننا نعني مانقول و نطرح له وان فتح باب التطوع أمام اخوتنا من الشيعة العرب يعني فيما يعني فتح باب التطوع أمام المشروع العربي المواجه و المتصدي للمشروع المضاد المتلبس بحلة دينية طائفية هدفها الاساس عملية خداع و تمويه کبرى بحق العقل العربي المعاصر، واننا کما نتحسب تماما من عدونا الصهيوني و نعد له ما بإستطاعتنا، فإننا نضع أيضا في حساباتنا ذلك العدو الذي يبني طوابيرا مشبوهة خلفنا واننا بفتح باب التطوع نريد أن نبعث برسالة لکلا العدوين المتربصين شرا بأمتنا العربية واننا نزف البشرى لأبنا أمتنا العربية و لأعضاء و انصار و مؤازري المجلس بأننا قد تلقينا طلبات کثيرة جدا وان اخوتنا مشغولون بإتمامها وان الايام القادمة بعون الله و فضله، ستوضح حقيقة مانقول.

*المرجع السياسي للشيعة العرب.