السيد الرئيس جورج بوش:

تحية طيبة بمناسبة 9 نيسان ذكرى تحرير العراق على يديك الطاهرتين.. وأرجو ان تكون بخير وهناء وانت تنعم في حياة أسرية هادئة في مزرعتك في تكساس، وتتأمل صفحات التاريخ البطولي المجيدة التي كتبتها بأخلاص وشرف من اجل مصلحة وطنك الولايات المتحدة الأميركية، حيث كنت أحد الأبطال الذين دافعوا عنها ببسالة وشجاعة دون الإلتفات الى صخب المعترضين والغوغاء... ومضيت في رسالتك الوطنية المقدسة بصلابة وثبات.

لاأحد من الغوغاء في الوطن العربي يتحدث عن وطنيتك واخلاصك لأميركا ودفاعك عنها ببسالة الشجعان.. لأنهم تعودوا على الترديد الببغائي للكلام الجاهز والأحكام المسبقة دون عناء التفكير والتحليل ورؤية الواقع كما هو وليس كما تتوهم عقولهم المتخلفة المكدسة بعفونة الشعارات العدوانية ضد أميركا.

سيادة الرئيس: أشتقنا اليك والى مواقف أميركا الشجاعة... أشتقنا الى تلك الأيام التي جعلت الحركات الإرهابية والدول المارقة التي تدعم الإرهاب ترتعد من الخوف، من المؤسف انك لم تكمل رسالتك المقدسة في سحق نظامي الملالي في ايران و البعث السوري واذنابهما من العملاء، كنا في غاية الشوق لرؤية جزمة الجندي ألاميركي الباسل وهي تسحق رؤوسهم مثلما فعلت في العراق وافغانستان وقبلهما في المانيا وكوريا وايطاليا.

بالمناسبة ماهو شعورك وانت تشاهد عناصر الأحزاب الشيعية العراقية وهي تهرع الى أحضان ايران تقدم لها فروض الطاعة الولاء وتدعوها الى تشكيل حكومة عراقية.. ألم يخبرك الطاقم الأستشاري شيئا عن خطورة العميل العقائدي وتبعية هذه الاحزاب الطائفية - العقائدية الى ايران وانت تتعامل مع عناصرها التي كانت عبارة عن حثالات من المتسكعين في شوارع سوريا وايران، وبفضل تحريرك للعراق أحتلوا أعلى المناصب وصاروا من اصحاب الملايين؟!

هل تعلم سيادة الرئيس: ان الشعب العراقي أضاف قانونا جديدا الى علم السياسة وهو: ان الحسابات المنطقية العقلية ليس شرطا ان تنجح مع الشعوب الشرقية، فأنت خططت بعقلية منطقية أفترضت ان شعبا مقموعا وفاقدا للكرامة والحرية... سيرحب بمشروع الديمقراطية وسيسعى الى بناء وطنه على أسس صحيحة والاستفادة من امكانيات أميركا العلمية والاقتصادية والسياسية، ولم يخطر على بال أعظم المخططين الأستراتيجيين ان الشعب العراقي مدمن على العيش في ظل حياة الدكتاتورية والقمع والذل وانه سرعان ما عاد اليها واستبدلها بدكتاتورية رجال الدين وشيوخ العشائر واصحاب المال، فلم تكن معروفة في القاموس السياسي عقد التدمير الذاتي الجماعي التي تتحكم في تفكير وسلوك الشعوب الذين فشلوا في قيادة أنفسهم !

فنحن ياسيادة الرئيس شعب يسير عكس قوانين العقل والمنطق والعلم، ومن يتحكم في مسار تفكيرنا وخياراتنا وسلوكنا هي عقد التدمير الذاتي.. هل تصدق أننا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ولغاية الآن فشلنا في حفر مجاري لمدننا، وأخفقنا في إيجاد طريقة مناسبة لجمع الأزبال من شوارعنا، وان العراقيين اذا أجتمع أثنان منهم لأدارة مقهى أو مطعم تجدهما بعد شهر يدخلا في صراعات ومشاكل وينفصلا عن بعضهما، اذ أننا من اكثر شعوب الأرض فشلا في النشاط الجماعي التعاوني، واذا كنا نفشل في أدارة مقهى بشكل جماعي.. كيف سنتعاون لأدارة العراق؟.. ليت العراقيين يتعلمون من دودة ( النمل ) روح التعاون الجماعي في أدارة شؤونهم !

ليس الشعب العراق وحده من يعاني من الفشل في قيادة نفسه أنظر سيادة الرئيس الى شعوب: مصر وسوريا ولبنان والجزائر.. بعد مغادرة الأستعمار عنها كيف أنهارت الحياة السياسية والاجتماعية فيها واستولى عليها ضباط الجيش وحصل فيها انقلابات وقمع ودكتاتوريات وتراجعت بشكل فظيع في كل شيء بعد ان فقدت الرعاية الأبوية الرحيمة من قبل الأستعمار... فالمشكلة عامة لدى المجتمعات الشرقية التي لاتستطيع قيادة نفسها بشكل صحيح يحقق لها التنمية والسعادة.

أتمنى لك سيادة الرئيس حياة جميلة وسعيدة بعد ان خلدت أسمك بين العظماء المخلصين لوطنهم.
[email protected]