امر من سيتولى مسئولية الحكم قى مصر خلفا للرئيس مبارك المقيم حاليا فى مدينة شرم الشيخ بعيدا عن زحام وضوضاء العاصمة للتعافى من اثار العملية الجراحية التى اجراها مؤخرا فى المانيا.. يكاد يصبح لغزا كبيرا اكثر اثارة من الغاز اجاثا كريستى او فزورة مثيرة يصعب حلها من فوازير رمضان.. الشعب فى مصر لا يعرف مالذى سيحدث... هل سيترك الرئيس مبارك الحكم لابنة جمال ومدير مخابراتة العام الذى يثق فية عمر سليمان ؟؟ هل سيتدخل الجيش ويقوم بالاستيلاء على الحكم فى حالة حدوث فوضى فى البلد او تسيب خطير ام ان الجيش سوف يتدخل بصفة مؤقتة الى ان تستقر الامور فى البلد ثم يعلن عن انتخابات عامة بعد عام او اثنين؟؟ هل هناك مفاجأة اعدها مبارك لشعب مصر فى شأن من سيقوم بخلافتة لا يعرف او يعلم بتفاصيلها حتى اقرب مساعدية؟؟ ام ان الرئيس ومن حولة ضاع الوقت منهم بعد ان فشلوا فى اقناع الشعب بتوريث الحكم ولم يعد امامهم مفرا سوى ترك قضية الرئيس القادم للظروف الداخلية والعالمية والاقدار السماوية؟؟

اننا نسمع كل يوم عن لقاءات سرية وغير سرية تتم بين بعض قيادات الحزب الوطنى الحاكم والاخوان المسلمين بهدف عقد الصفقات معهم واعطاءهم جزءا من quot;تركةquot; الرئاسة وحكم البلد بشرط عدم الاعتراض على ابن الرئيس جمال مبارك.

ونسمع عن وعود سخية مغرية لاحزاب المعارضة من اجل تحيدهم وعدم معارضتهم لبقاء النظام الحالى باى صورة من الصور.

وطبعا قد يكون كل او جزء مما سمعنا او نسمع مجرد اشاعات لا اساس لها من الواقع او الصحة.. ولكن هناك احتمال ايضا ان يكون ما نسمعة بين الحين والاخر حقيقى رغم كل محاولات الكبار والقيادات فى الحزب الوطنى الحاكم لجعل المفاوضات واللقاءت التى تجرى بينهم وبين الاحزاب والتجمعات المعارصة فى الخفاء وعلى درجة عالية من السرية حتى لا يظن الشعب المسكين انهم يوزعون الميراث او التركة التى سوف يتركها لهم الرئيس حسنى مبارك على الاحباء والمحاسيب والاوفياء ولا مانع من اعطاء المشاغبين ما يشبع غرورهم ويسكت اصواتهم!!

اننى اتعجب حقا لهذا التكتم والتعتيم المتعمد والسرية المفروضة على ترتيبات انتقال السلطة بعد رحيل الرئيس مبارك او تخلية طواعية عن السلطة نتيجة مرضة.. ان ما يحدث فى مصر حاليا لا ارى او اجد لة مثيلا حتى فى اكثر دول العالم فقرا وجهلا وتخلفا.. اتعجب لصمت المسئولين فى الدولة وتعاملهم مع هذة القضية الخطيرة كما لو انة شأنا خاصا بهم وحدهم لا يخص الشعب المصرى من قريب او بعيد كما لو ان مصر اصبحت ملكية خاصة بهم او عزبة عزبة تخصهم وحدهم يتصرفون فيها كما يشأون ويريدون!

اننى ارى خطورة شديدة على استقرار مصر فى حالة الاستمرار فى السرية ومواصلة التكتم والتعامل مع قضية الخلافة بمعزل عن مشاركة الشعب واخذ راية وموافقتة فى امر يخص ويهم كل صغير وكبير فية.

وفى نفس الوقت لا اعتقد ان هناك حكمة او فائدة ترجى من الانتظار حتى تحين الساعة الالهية لفرض شخص ما على الشعب كامر واقع لانة من الصعب التنبوء بردود الافعال سواء من الافراد العاديين او من احزاب المعارضة او الجماعات الاسلامية المتطرفة وفى مقدمتهم الاخوان المسلمين.

ليت الكبار المسئولين عن ادارة شئون مصر فى الوقت الراهن نتيجة لمرض الرئيس واقامتة فى شرم الشرم يتركون الرجل يتمتع بما بقى لة من عمر بعيدا عن مسئوليات الحكم ويعلنون بشجاعة ونبل عن دعوتهم لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية فى اقرب فرصة ممكنة واعطاء الشعب الحرية لكى يختار من يشأوون بكامل حريتهم ورغبتهم بعيدا عن الغش والتزوير واللعب بالشعارات الدينية.. اما الانتظار حتى اخر نفس فى العمر فاللة وحده هو الذى يعلم ما قد يترتب علية.

استراليا

[email protected]