قرأت التقرير الصادر من الزميل يوسف الهزاع يوم 6 إبريل 2010 حول نية الشيخ محمد العريفي زيارة إسرائيل..
وبالرغم أنني لا اؤمن بإيجابية رجال الدين إلا أنني أجد نفسي مؤيدة لهذه الخطوة التي أعتقد أنها خطوة في الإتجاه الصحيح.. ولا تتعارض مع الجهود السياسيه الحاليه للضغط على إسرائيل لإنهاء الإحتلال.. بل والأهم أنها تعمل وبطريقة ضمنيه على تعزيز الدعم الدولي بأن القدس كمدينه روحيه دينيه يجب أن تفتح للجميع.. إسرائيل لم تتوقف عن التشدق بأن القدس عاصمتها الدينيه.. وبالتالي تأتي هذه الزيارة لتؤكد الحق الديني المساوي للعرب والمسلمون في العباده في الأقصى.

أولا.. نية الزيارة نفسها تضع إسرائيل مرة أخرى في زاوية الإحراج الدولي.. في قراراها فيما إذا كانت ستسمح له بالزيارة أم لا؟؟
ثانيا.. الزياره وإن كانت تؤكد ضمنيا الإعتراف بإسرائيل ولكن ماقاله رئيس المركز العربي للإعلام الدكتور وحيد حمزه هاشم إن quot; إسرائيل حصلت على اعتراف من الدول العظمى وهي دولة كاملة الشروط وعضو في الأمم المتحدة ومنضمات دولية كثيرة، سواء اعترفنا ذلك أم لاquot;. وبالتالي فإن سلمية هذه الزياره ستساعد على إختراق الشارع الإسرائيلي واليهودي الخارجي بالتأكيد على الإعتراف ضمنيا بإسرائيل ولكنها أيضا تؤكد بأن القدس يجب أن تكون عاصمة للدوله الفلسطينيه سواء شاءت إسرائيل أم أبت. خاصة حين التركيز في الزياره على زيارة كل الأماكن الدينيه سواء الإسلاميه أو اليهوديه والمسيحيه.. لأن زيارة هذه الأماكن ستؤكد إعتراف الديانه الإسلاميه بهذه الأديان وبإحترامها ومساواتها لها في العباده وفي الحقوق..

الزياره لا تعني التطبيع مع إسرائيل بقدر ما ستكون رسالة موجهه إلى الشعب الإسرائيلي. ويهود العالم بالحق العربي والإسلامي للمدينه المقدسه مساويا للحق اليهودي في العباده وحق الإسرائيلي بالأمن وتغيير الصورة النمطيه للعرب والمسلمين بأنهم حاقدون على اليهود ويتصيدون الفرص لإلقائهم بالبحر !!
سيدي الأمير تركي الفيصل.. والإنسان العربي..

السلام على أي مخلوق حتى اليهودي والإسرائيلي لا يعني التطبيع بل يعني أولا الإعتراف بإنسانيته ثم وفي الصراعات الدوليه الإعتراف بالشراكه في المسؤوليه في صنع السلام..

لقد واجهت موقفا مماثلا قبل سنوات.. في أحد مراكز البحوث في لندن. وحين كان الزائر إيهود أولمرت.. واستشف من سؤالي أنني فلسطينية الأصل.. وبعد إلقاء المحاضره وبينما كان محاطا بعشرات الصحفيين لمحني بالقرب منه.. فما كان منه إلا أن أخترق صفوف الصحفيين ليمد يده بالسلام علي.. ولم أتوان في مد يدي له.. وقال بإندهاش وإستغراب لئيمين.. أنت تسلمي علي.. وأجبته بمنتهى البرود. أنت شريكي في صنع السلام سواء شئت أم أبيت.. والأهم أنك المفروض أن تكون أخي في الإنسانيه. والعمل على حماية كلا الشعبين من سفك الدماء الذي لن يجدي شيئا.. (كان القصد من ذلك إحراجي أمام الجميع).

مرة أخرى.. عزيزي القارىء..
الضغط المثمر الوحيد على إسرائيل هو من الإسرائيليين أنفسهم.. ثم من يهود العالم الخارجي.. ثم من أميركا. لننظر مرة واحدة للأمور من الزوايا الإيجابيه وليس فقط السلبيه الزياره ستعزز موقف أوباما في الضغط على إسرائيل من خلال تعزيزه بالمواقف اليهوديه.. خاصة من اللوبي اليهودي الذي يتصاعد نجمه وهو quot;quot; ج ستريت quot;quot; وهو اللوبي الوحيد الذي حظي بمقابلة أوباما مباشرة بعد توليه الرئاسه وهو الذي لم يتوقف عن إدانة الأعمال الإستيطانيه وتصريحات نتنياهو التي لن تثمر إلا بزيادة الخطر على إسرائيل.. وعلى يهود الخارج.. وذلك من خلال التكره لهم من الشعوب الأخرى..وهو اللوبي الذي لم يتوقف عن حض أوباما على الضغط على إسرائيل بكل الوسائل حتى بالمقاطعه والحظر..

إسرائيل وضعت نفسها في الزاويه.. فلنعمل على كشفها وفضح نياتها بأن نقوم بشيء إيجابي يؤكد نيتنا في إنهاء الصراع.. ودعم الحق الفلسطيني بصورة جديده ومتحضره..

كاتبه وناشطه في حقوق الإنسان