منذ اسابع قلية خرج بعض الشباب المصريون الى شوارع القاهرة للمطالبة بالتغير السياسى والغاء قوانين الطوارىء وتحسين مستوى المعيشة وبعض المطالب العادلة الاخرى.. وكانت النتيجة ان رجال وزير الداخلية حبيب العادلى قاموا بسحلهم بلا رحمة او شفقة فى شوارع القاهرة وضربهم بوحشية بالغة وتعذيبهم ورميهم فى السجون مع القتلة والمجرمين رغم انهم لم يقوموا باى اعمال تخربية او اى اعمال من اعمال الشغب او الخروج على القانون المصرى والدولى.


ومنذ يوم او اثنين فوجىء الشعب المصرى ببعض نوابة فى مجلس الشعب يطالبون وزير الداخلية اعطاء الاوامر لجنودة باطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين فى الشوارع حتى لا تحدث فوضى كبرى فى مصر. ووطبقا لما جاء فى بعض الصحف - غير المصرية طبعا - ان واحدا من هؤلاء النواب قال انة يوجد فى مصر 80 مليون فاذا ضحينا بهذة الحفنة المشاغبة المخربة من المتظاهرين فان مصر لن تكون خاسرة بل على العكس يكون لصالحها وحفاظا على امنها القومى!

اذهلنى دموية وبشاعة وقبح ما قرأت منسوبا الىى هؤلاء اعضاء مجلس النواب المصرىون الذين من المفروض انهم يتحدثون باسم ابناء دوائرهم الانتخابية ويعملون من خلال مواقعهم فى البرلمان على حماية حرية المواطن فى التعبير عن راية بطريقة سلمية والضغط على الحكومة والنظام لتحقيق مطالب المواطنين وحل مشاكلهم وليس قتلهم والتخلص منهم.. كدت لا اصدق انة يوجد فى مصر ونحن نعيش فى عام 2010 هذة النوعية من البشر الذين يطالبون حكومتهم بقتل المتظاهرين من ابناء بلدةهم بدم بارد فى حالة خروجهم الى الشوارع فى تظاهرة سلمية مثل بقية خلق الله فى كل دول العالم!

واذهلنى اكثر ان رئيس مجلس الشعب فتحى سرور رجل القانون سابقا لم يقم فورا بمطالبة هؤلاء النواب بالاعتذار فورا وسحب كل كلمة قالوها وهم فى كامل وعيهم وادراكهم او تقديمهم للمحاكمة العاجلة بتهمة تحريض السلطات المصرية وبالتحديد وزير الداخلية ورجال الشرطة على قتل المصريون.


لاشك ان دعوة بعض النواب المصريين باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين فى شوارع القاهرة هى دعوة اجرامية بشعة لا يجب ان يكون لاصحابها مكانا فى البرلمان المصرى وانما يجب ان يكون مكانهم محال الجزارة او المذابح الالية. ان مثل هذة الدعوات غير المسئولة التى صدرت من هؤلاء النواب المنافقين لوزير الداخلية والنظام رغم انة فى تصورى الشخصى ربما كانوا يحاولون بطريقة خائبة اظهار رجال الشرطة والبوليس والنظام بصورة المتسامح المعتدل اللين الوديع الرحيم.. الا ان ما قالوة ودعو الية يسىء اساءة بالغة لهذا النظام الذى حاولوا الدفاع عنة بغباء شديد لان الانسان المصرى البسيط سوف يفهم ان ما قالوة هؤلاء النواب هو مجرد رسالة تهديد ووعيد من قبل النظام الى المعارضة المصرية... رسالة تهديد لجميع ابناء المحروسة بالتراجع عن المعارضة والتظاهرات والاضرابات والا سوف يكون الضرب المرة القادمة ليس بالجزم والشلاليت والعصى وانما بالرصاص الحى ومفيش مشكلة اذا مات مائة او مائتين او الف او الفين لان مصر فيها زيادة وكثافة سكانية رهيبة.. رسالة ملخصها انة لا رحمة او هوادة ولا تسامح من الان فصاعدا مع اى نوع من انواع المعارضة او الاعتراض حتى اشعار اخر.

اننى على ثقة مطلقة ان هؤلاء النواب اصحاب دعوة قتل المتظاهرين فى شوارع القاهرة لن يتم محاسبتهم او مسائلتهم من قبل النظام او الحكومة او البرلمان كما اننى على يقين انة لن يتم طردهم من البرلمان المصرى ولكن لا يجب ان تمر دعوتهم الاجرامية دعوة الكرام او بلا حساب او مسائلة او مطالبة بمحاكمتهم فورا من قبل منظمات حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية المصري.

اخيرا اود ان اقول الى هؤلاء النواب غير الكرام هل فكرتم جيدا قبل ان تفتحوا افواهكم فى العواقب الوخيمة والنتائج الخطيرة التى يمكن ان تترتب على استجابة وزير الداخلية لدعوتكم الحمقاء باطلاق الرصاص على المصريون فى شوارع المدن والقرى المصرية؟

استراليا
[email protected]