نكتوي نحن المغتربين بنار فضائح العالم العربي خاصة ما يتعلق منها بحقوق المرأه كأنما ليست هي من يهب الحياة.. وكرمها الخالق عز وجل حينما قال quot; ولقد كرمنا بني آدم quot;..وقد ينبري البعض للدفاع عن العالم العربي بحجج واهيه أهمها خصوصية الثقافة العربية المرتبطه جذريا بالثقافة الإسلامية.. ولكني أعجز عن أن اجد أي تبرير للأعمال الوحشيه التي تطال المرأة في مجتمع عقد العزم على التمسك بجاهلية القرون الوسطى وجعل من نفسه ومن صورته محطا للخوف وإستحالة التعايش معه. أو تغييره؟

خلال الأسابيع الماضية.. قرأت ما أنهك قلبي من الحزن وعقلي من التأثر ويدفعني دفعا للتساؤل وأحيانا للجنون.. لماذا كل هذا الكره المجتمعي للمرأة.
عزيزي القارىء سأتركك فقط لتقرر بنفسك بعد قراءة أحداث الأسابيع السابقه لتفكر معي ماذا نستطيع عمله للحد من هذا التخلف؟؟

إلهام اليمنيه القاصره فتاة الثالثة عشر التي ماتت لإرضاء غريزة جنسيه حيوانيه مكبوته لزوج ثلاثيني إستعمل يديه لإرضاء شهوته !! ثم توفيت في منزل أحد الشيوخ الذي وبدل نصح الزوج باخذها للمستشفى فورا قرر أن علاجها بقراءة القرآن والأدعيه سيوقف النزيف الحاد وأفضل من تضييع الوقت بالطب الحديث؟؟
ترى مسئولية من هذا الجهل المطبق في هذه الجهه النائيه من اليمن؟؟؟ ولماذا تغيب سلطة الدوله سواء في التوعية أو في إصدار قوانين صارمة؟؟ لماذا لا تصل الكهرباء لمثل هذه المناطق ويترك هؤلاء المواطنون لينعموا بجهلهم؟؟.


يكتب أحد القراء تحت عنوان شهيدة السنة.. quot; أن تصرف الرجل أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم حينما تزوج بالطفله عائشه رضي الله عنها وهذا يجعله في مرتبة عليا. بس الطفله المرحومة زوجته فهذه شهيدة السنه النبويه الشريفه quot;!

قصة نجود الفتاه اليمنيه المطلقه في عمر الثانية عشره.. وقصة الفتاه السعوديه ذات الثمانية أعوام والتي زوجها ولي أمرها لرجل في الثمانينات !!
قصص تزويج القاصرات المتعدده المعلن عنها في الصحف أم المخفيه حفاظا على التقاليد ما بين السعودية واليمن.. وإن كانت وصلت إلى مصر أيضا ولا استبعد حدوثها في كثير من الدول العربية الأخرى.. لكي تتخلص الأسر الفقيره من فم آخر وتحت عنوان الحفاظ على الفضيله.

وبينما تناشد الأميرة السعودية سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز في بيان مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بإصدار فتوى تحرم زواج القاصرات..
يقوم الشيخ عبدالمجيد الزنداني في اليمن -رئيس جامعة الإيمان بزيارة مجلس النواب محاولاً التأثير على رئاسة المجلس وعدد من النواب في عدم تحديد سن الزواج.. ويعمل على خروج مظاهرة من الفتيات الجامعيات يطالبن بعدم تحديد سن الزواج للتاثير على قرار المجلس !!!وتقف الحكومات العربيه عاجزه عن حماية نصف مجتمعاتها..

وأما عن جرائم قتل الشرف..فحدث ولا حرج.. فهي في إزدياد كبير.. حيث تقتل في الأردن ومصر أكثر من 1000 إمرأه سنويا تحت ما يسمى بجرائم غسل العار.. هذا فيما عدا المدفونين بدون أن يعرف عنهم أحد.


ومع هذا ترفض الحكومات العربية التدخل لمنع أو حتى الحد من هذه الإنتهاكات.. وحينما تحاول الحكومات الغربيه التدخل تصيح الشعوب العربية.. هذه ثقافتنا ونريد الحفاظ عليها.

وبينما لا تحرك الحكومات ساكنا لرفع عقوبة المجرم.. ويرفض بعض الأطباء إجراء عملية ترميم الغشاء لأنه وفي نظرهم يتنافى مع الصدق في العلاقة الزوجيه وهم لا يريدون الإشتراك بمثل هذه الأكذوبة الأخلاقيه.. أما أن تقتل المرأه نتيجة هذا الرفض.. فلا يمس الأخلاق بشيء. لأن موت المرأه شيئا ثانويا مقابل الحفاظ على مجتمع ذكوري يتحكم بالمرأه وينتهك كل القيم الأخلاقية..

أما عن مظاهر العنف.. فحدث ولا حرج.. ففي التقرير الذي نشرته إيلاف في اليومين السابقين.. فإن 93% من النساء في السعوديه يتعرضن للعنف..
وهناك تقارير دوليه سابقه كثيره تتحدث عن تعدد مظاهر العنف ضد النساء في كل من سوريا.. والأردن.. ومصر.. وبقية المنطقه..
ثم تقرير إيلاف في 4 ديسمبر 2009 عن تزايد محاولات الإنتحار بين الفتيات السعوديات.. هربا من واقع بائس..

أما الأدهى والأهم والذي سيعم خيره المنطقه العربية كلها.. وستخترق من خلال المنقبات الدول الغربية فهو ما ورد في جريدة الحياة اللندنيه في 14 -4-2010 بأنه ونظرا للكبت ومظاهر العنف والتداخل الكبير ما بين قيم الإرهاب وقيم المجتمع السعودي والتي تصب على راس المرأه.. فإن المرأه السعوديه أصبحت أكثر تأهيلا للوقوع في براثن تنظيم laquo;القاعدةraquo;..

ولا أستبعد وقوع العديد من النساء في الدول العربية الأخرى كضحايا لتفكير القاعده هربا من الموت كضحايا عار مجتمعي.. على الأقل فهم يعتقدون هنا أنهم سيدخلون الجنة من اوسع أبوابها.. وهربا من واقع بائس؟؟

وفي خضم كل هذا تقف الحكومات العربية موقف المتفرج.. منتظرة أن يتم التغيير من المجتمع تلقائيا.. في ظل مناهج تعلميمه عفى عليها الدهر وشرب.. وأعراف إجتماعيه بائده وتفكير عقيم يرفض النظر إلى ذاته ويرفض التعاطى مع ما حوله من تحضر إنساني ويصر على منطق الجهل والجاهليه.. ويصر على ان قوامة الرجل هي التي تحمي المجتمع من الإنحراف ومن التحلل والفساد.. بينما قتل إمرأة تلو الأخرى روحيا ومعنويا هي الطريق للعفه والطهارة.
ما صعقني تعليق من أحد الباحثات الإجتماعيات في اليمن.. تقول فيه.

quot;الأقسى في الموضوع أن تمرير قانون والنجاح في إصداره لن يعد انجازًا إن لم يتجاوب معه عامة الناس... عليهم الاقتناع أولاً والعمل على تغيير الموروث الثقافي والاجتماعي..

ترى كم من النساء سيمتن حتى يتغير هذا الموروث؟؟؟؟ لا ياسيدتي.. أعتقد أن المنطقه العربيه وصلت إلى حد من العفن لا ينفع معه المداواة.. بل البتر.. وهذا لن يتم إلا بالقوانين الصارمه لكل الجرائم السابقه التي ترتكب بحق المرأه.. كما يؤكد المثل الشعبي المصري.. الناس تخاف ما تختشيش.

وينتقل العفن إلى إسبانيا في الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء في 7 ndash; 12-2009
من أن السلطات الإسبانيه اعتقلت في منطقة كتالونيا (شمال شرق البلاد ) تسعة أشخاص شكلوا من أنفسهم محكمة إسلامية حكمت بتطبيق حد الرجم على إمراة إتهموها بإرتكاب جريمة الزنا..

وبين هذا وذاك نصرخ نحن المغتربون..لماذا يخاف الغرب من وجودنا؟؟


باحثه وناشطه في حقوق الإنسان