تثار هذه الايام قضية عزم المسلمين في الولايات المتحدة الاميركية بناء مسجد قرب المكان الذي وقعت في جريمة اعتداءات 11 سبتمر الإرهابية الجبانة، والمثير للانتباه هو أختيار اسم عدواني استفزازي للمسجد، فكما هو معروف ان مسجد قرطبة الاول تم بناؤه في احدى المدن الاسبانية من قبل المسلمين بعد ان قاموا بأحتلال تلك البلاد المسيحية وقتلوا رجالها وسبوا النساء ونقلوهن الى البلاد العربية كجواري وخادمات يوفرن المتعة الجنسية لهم، وهذا التاريخ الاستعماري مازال العرب والمسلمين يتفاخرون به ويمجدونه ويعتبرونه رمزا لقوتهم وعظمتهم ولايشعرون بالخجل من صفحاته المليئة بالجرائم المخزية!
واليوم يبدو ان بعض المسلمين في اميركا يراودهم حلم اعادة ذاك التاريخ الاستعماري البشع للمسلمين الذي قائم على اساس احتلال الشعوب الآمنة ومحاول فرض تغيير معتقداتها الدينية بقوة السيف وقتل الرجال وخطف النساء من بيوتهن ونقلهن الى بلادهم، فأختيار اسم (( مركز قرطبة )) لمشروع بناء المسجد في نيويورك لم يكن عفوياً أو صدفة بريئة.. بل هو يحمل دلالات واحلام التوسع وغزو الآخر والسعي الى تغيير ديانته والهيمنة عليه وتحقيق الاحلام التوسعية التي لاتحترم حرية الآخر في اختيار افكاره ومعتقده الديني.
ونيويورك يوجد فيها العديد من المساجد السنية والشيعية، وطبعا تغلغل الفكر الإرهابي المتطرف متواجد وحاضر بقوة لدى بعض السنة، وكذلك تغلغل المخابرات الإيرانية حاضر لدى بعض الشيعة، وهذا التغلغل من كليهما منتشر في عموم الولايات المتحدة الاميركية، وولاية نيويورك ليست بحاجة الى المزيد من المساجد ففيها ما يكفي، خصوصا ان المسلمين لايتواجدون بشكل يومي فيها لأداء الصلاة، وانما فقط في ايام السبت والاحد بسبب الانشغال في العمل، وعليه فأن المسلمين لاتوجد لديهم حاجة فعلية لبناء هذا المسجد الذي فيه استفزاز لمشاعر الاميركيين وتذكير لهم بالاستعمار الاسلامي لدولة اسبانيا وماتعرض له المسيحيين من قتل ونهب لاموالهم وسبي واعتداء على نسائهم!
وباعتباري عربيا مسلما ومواطنا اميركيا اتمنى من حكومة الولايات المتحدة الأميركية اصدار قرار يقضي بمصادرة الاموال المخصصة لبناء هذا المسجد وتحويلها الى ميزانية اعادة بناء برجي التجارة العالمي في نيويورك ومنع بناء المساجد في اميركا لعدم وجود حاجة فعلية لها، وكذلك نظرا لخطورتها كونها تفرخ الفكر المتطرف الإرهابي وكراهية الآخر، وتمارس عملية التبشير العلني التي تعد اعتداءا على حرية الآخرين وديانتهم.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات