اغرب خبر يمكن ان يتابعه صحفي،هو خبربدء مفاوضات ابو مازن مع الاسرائليين.. مرورا بكل الفرقاء المشاركين بشكل مباشر او غير مباشر في هكذا مفاوضات،مثل لجنة المبادرة العربية والخارجية الامريكية وجورج ميتشل.

لااحد يستطيع ان يفهم تحديدا ماذا يعني البدء في مفاوضات غير مباشرة..ولماذا لا تكون مباشرة؟..ثم الم تكن من قبل ذلك بالفعل مباشرة؟ولطالما تخللتها قبلات وسلامات..وماذ ا يمكن ان تؤل اليه المفاوضات الغير مباشرة الان؟.. اليس من المنطقي ان تؤل مرة ثانية الي مفاوضات مباشرة؟.. بعد طبعا نجاحها! وفي هذه الحالة ستمر طبعا سنوات وسنوات حتي يتحقق ذلك.

طيلة ستة عشر عاما مضت وكل انواع المفاوضات بين الجانبين قد تم تجريبها سواء كانت مباشرة او غير مباشرة..و لم ولم تسفر عن اي نتيجة ملموسة، الا يعني ذلك ان الستة عشر عاما القادمة ستسير على نفس منوال الاعوام السابقة؟

اسلوب غير منطقي تنتهجه كل الاطراف لبدء المفاوضات، اسلوب لا يمكن ان يقبل به احد في العالم الا العرب فقط،فهم احسن من يرعي مفاوضات ضد مصالحهم،مثل المبادرة العربية للسلام التي رفضتها اسرائيل والعرب لازالوا مصرين عليها رغم الرفض،ومن قبل كانت المشاركة في مفاوضات غزو امريكا للعراق،واي مفاوضات ضد بعضهم البعض!!

ًَلايمكن تفسير بدء المفاوضات، و جولات جورج ميتشل المكوكية المرتقبة.. الا بتفسير وحيد وهو إلهاء العرب بان شيئا ما يحدث ويتحقق علي الساحة الصامتة الساكنة وربما الاستفادة منهم في عمل ما ضد ايران والحقيقة ان شيئا لن يحدث ولن يتحقق علي صعيد هذه المفاوضات، انظروا الي تصريح وزير السياحة الإسرائيلي quot;ستاس مسيجنيكوفquot; الذي يقول فيه أن المفاوضات لن تقود إلى أي شيء، وانها quot;ستكون محاولة عبثية، لكن جيد أن نقوم بها quot;.

في اكثر الحالات تفاؤلا يمكن لاسرائيل ان تعطل اي مفاوضات مهما كانت بالشروع مثلا في بناء مستوطنات جديدة؟... وليس هذا ضربا في خيالات المستقبل،لقد صرح كبيرالمفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريح له أن quot; الفلسطينيين لن يذهبوا إلى هذه المفاوضات quot;في حال تم بناء وحدة استيطانية واحدةquot; وهو ما قابلته اسرائيل بتصريح مضاد يؤكد إمكانية استمرار البناء في المستوطنات، وعندئذ توقف صائب عريقات عن التصريحات والتزم الصمت حتي اشعار اخر.
طبيعي ان هذه التصريحات الاسرائيلية تلقي بمزيدا من الشكوك حول مدى إمكانية استمرار هذه المفاوضات والنتائج التي يمكن أن تتمخض عنها، خاصة في ظل عدم تفاؤل بعض الإطراف،وهو ما يطرح تساؤل عن دور لجنة المبادرة العربية للسلام تحديدا والتي اعطت الضوء الأخضر للسلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات السلام غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي هل بامكان هذه اللجنة ان تضغط علي الجانب الاسرائيلي مثلا؟ ولماذا لم تضغط عليه لقبول المبادرة العربية للسلام مثلا؟.ان الكثيرين يرون ان دور هذه اللجنة لايتعدى الضغط علي الزر الاخضر لبدء المفاوضات اي مفاوضات..وانها لاتملك الزر الاحمر لوقف اسرائيل عند اي خط احمر.

بالنسبة للضمانات التي يقال إن الإدارة الأمريكية قدمتها للفلسطينيين من اجل الدخول في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، اين هي؟ ولماذا لم يكشف النقاب عنها؟ يرى مراقبون إنها قد لا تنطوي على أي معنى دون التطرق إلى مواضيع الحل النهائي في المفاوضات والتي ستتضمن في نهاية المطاف تنازلات من كل الأطراف اذا قبلت اسرائيل تحديدا التنازل، لقد ذكرت صحيفة quot;زود دويتشه تسايتونجquot; الالمانية بهذا الشأن ان على الإدارة الأمريكية أن توضح لأطراف الصراع أن الأهداف الاساسية يجب ان تكون حاضرة على جدول الأعمال، كما يجب على واشنطن أن توضح لإسرائيل أن تاريخ إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن إرجاؤه إلى اجل غير مسمى.فهل ستفعل الادراة الامريكية ذلك؟