أحيانا الأفكار المثالية يمكن إنزالها الى الأرض وتطبيقها فعليا من أجل تحقيق مصلحة فردية أو جماعية أو تجسيدا لقيم عليا من دون إبتغاء الحصول على المنفعة.
إطلعت على توصية الروحاني الهندي الدكتور deepak chopra بخصوص كيفية التخلص من طاقة الأشخاص السلبيين والتي نصح فيها: بأن نسعى الى تغيير طاقتنا وجعلها إيجابية بحيث تشع على الآخرين وتبدد طاقتهم السلبية. وقد لمعت في ذهني فكرة توظيف الباراسايكولوجيا، وتقنية العلاج السلوكي (( الكف بالنقيض )) لشرح وتوسيع نطاق تطبيق هذه التوصية الهامة.
معروف أننا نتواصل باراسايكولوجيا عن طريق إرتباط ( لاسلكي ) مع الناس الذين نحبهم أو نكرههم، أو حتى الذين نحتك بهم بشكل عابر، وهذا الإرتباط ينقل لنا ومنا الأفكار والمشاعر الإيجابية والسلبية بحيث يمكن لخصومة بسيطة تسبب لنا معاناة وكدر وإكتئاب نتيجة تفكير الخصم السلبي بنا وإلتقاطنا ( اللاسكلي ) لمشاعره العدوانية حتى لو كان يعيش في مكان بعيد عنا!
عن طريق الباراسايكولوجيا وعلاج علم النفس السلوكي (( الكف بالنقيض ) يمكن المحاولة للتخلص أو التخفيف من الأفكار والمشاعر السلبية التي تحيط بنا من قريب أو التي ترد الينا من بعيد.. والتقنية هي: أن نحاول دوما إرسال مشاعر إيحابية ودية الى أعدائنا عندها ستنتقل اليهم هذه الرسالة والطاقة الإيجابية وتخفف من عدوانيتهم وربما تزيلها وتبدد طاقتهم السلبية بحيث تصبح صورتنا أمام عدونا مقبولة ولاتحرك فيه الكراهية وتهدأ نفسه.
وستواجنا مشكلة إنبعاث المشاعر العدوانية من دواخلنا نحو خصومنا بصورة لاإرادية، وهنا سوف نستعين بطريقة العلاج (( الكف بالنقيض )) فكلما برزت مشاعر الكراهية في نفوسنا نقوم فورا بتغييرها إراديا بمشاعر إيجابية نقيضة لها تطردها وتحل في مكانها، مثلا: الشتيمة نستبدلها بالمغفرة والإنتقام بالعفو وهكذا.
لاأعني هنا بحب الأعداء التغزل بهم والتودد اليهم وتقديم التنازلات.. وإنما المقصود القيام بعملية صامتة لايعلم بها أحد نطلق فيها مشاعر ودية كأن تكون شفقة وتعاطف وتبرير للأعداء، وننظر الى الإنسان بصورة عامة على انه كائن مسكين يضيع حياته في الكثير من التفاهات كالأطماع والحسد والحقد والدخول في صراعات ومشاكل مع الناس، ويخسر راحة باله وسعادته مجانا.
والواجب الأخلاقي يفرض عليّ الصدق ورفض خداع القراء والظهور أمامهم بمظهر صاحب السلوك المثالي الملائكي الذي يحب حتى أعدائه.. أعترف أنا شخصيا لااستطيع حب خصومي ولاأطبق هذه الأفكار التي تحدثت عنها، لكنها أعجبتني (عقليا )، ويبقى عليّ هضمها وتقبلها ( نفسيا ) والسعي لتنفيذها، ووجدت من الجيد طرحها للناس لعلهم يستفيدون منها، فهي من الناحية الأخلاقية خطوة نبيلة لمن يستطيع الوصول الى هذه المرتبة الروحية، وكذلك من ناحية المنفعة الشخصية مفيدة لإتقاء شر الأعداء و تحييدهم ووقف تدفق طاقتهم السلبية.
- آخر تحديث :
التعليقات