منذ بداية الازمة السورية والتي جاوزت السنتين، فان الموقفين الامريكي والدولي لم يكن من اولويتهما حماية الشعب السوري، بالرغم من مناشدة بعض من قوى المعارضة بالتدخل، ولكن لا احد يحبذ هذا التدخل الخارجي الذي من الممكن خلط الاوراق وامتداد هذه الازمة الى دول الجوار، ولكن الدافع الذي تتذرع به القوى الغربية للتدخل في سوريا هو الاسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا وضمان مستقبل هذه الاسلحة، وعدم وقوعها في اياد من الممكن استعمالها ضد اسرائيل في المستقبل، هذا ما يعتقده الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية.

ان اثارة زوبعة الاسلحة الكيماوية وبدء الحديث عنها كل فترة ما هو الا للضغط على النظام من اجل حماية هذه الاسلحة وتحذير النظام بأن القوى الغربية من الممكن ان تتدخل من اجل تدمير هذه الاسلحة ان هو استخدمها أو السيطرة عليها، ويعتبر هذا هو الهدف الرئيسي من اطلاق التصريحات الاعلامية والتي تخبئ وراءها مخطط اسرائيلي غربي وعربي من اجل تحقيق هذا الهدف.

ولكن يبدو ان هذه اللحظة لم تحن بعد، ولكنها تقترب، وان هذه القوى تراهن على اضعاف النظام السوري لأقصى حد ممكن، ليتم بعد ذلك تحقيق الهدف الذي رسموه ويرسموه في الكواليس، وما القوات الامريكية في الاردن والتي تعتبر رأس الحربة لعمل ما قادم في سوريا، وان اسرائيل تتحين الفرصة ايضاً للدخول في حرب مع حزب الله ليس من جهة الجنوب اللبناني، ولكن من الجهة السورية من اجل حصار حزب الله ومنع تدفق الاسلحة الاتية من سوريا اليه والتي مصدرها ايران.

ان ما يهم الغرب واسرائيل في سوريا هو عدم سيطرة جبهة النصرة على الوضع في سوريا، لان هذا الوضع حسب تقديراتهم سيشكل نقطة انطلاق للقاعدة والقوى الاسلامية المتطرفة وسيشكل خطرا على اسرائيل، والهدف الثاني الذي يهم هذه القوى كما اسلفنا هو الاسلحة الكيماوية.

ان الحرب قادمة لا محالة وهي بانتظار لحظة الصفر لبدءها، التدخل الدولي بالتأكيد سيصطدم بموقف روسيا المعارض لهذا التدخل ولهذا السبب يجري التريث، بالرغم من ان جميع القوي يهمها الحل السياسي الذي اصبح مستحيلا بعد عدم حسم هذه الحرب لأي طرف من الاطراف، وايضا سيأخذ بالحسبان دور ايران وردة فعلها في اي تدخل قادم.

لكن الاكثر احتمالا هو هجوم اسرائيلي على حزب الله وضرب بعض مواقع الاسلحة الكيماوية السورية بحجة دعم سوريا للحزب، لأن ما يقلق اسرائيل هو هذه الاسلحة، وبعد ذلك لا يهمها كم ستطول الحرب في سوريا بعدما تكون الاسلحة الكيماوية قد دمرت، ولكن الامور ليس بهذه السهولة التي تبدو عليه، ومن الممكن توقع رد سوري لا يعرف حجمه، وكل هذا يعتمد على مدى صمود حزب الله في هذه الحرب التي من الممكن ان تكون مدمرة لجميع الاطراف.

اهداف امريكا والدول الاروبية واسرائيل واضحة، وهي تدمير سوريا وتدمير الاسلحة الكيماوية وحماية امن اسرائيل اولاً واخيراً، وليس حماية الشعب السوري كما يزعمون، ولكنهم يستغلون دماء الشعب السوري من اجل تحقيق اهدافهم، وبعض العرب يدعمون هذه الاهدف بوعي او بدون وعي من اجل ارضاء امريكا واسرائيل.