لا يظن أحدا أن الإمارات تحتاج إلى من يدافع عنها وعن أصالة ورقي ونبل وشهامة أهلها حكاما ومحكومين، لأن كل المصريين من مختلف الأجيال والشرائح الاجتماعية، يحمل في عقله ووجدان جزءا أصيلا وعميقا من تاريخ عطاء هذا البلد لمصر وشعبها، يعرف المصريون من مد يده بالدعم والمساندة لمصر في محنتها عقب هزيمة 1967 حيث أرسل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان حاكما وقتئذ لإمارة أبوظبي المال للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما يعرفون حجم الدعم والمساندة التي قدمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للجيش المصري في حربه مع إسرائيل عام 1973، حيث أعلن أول قرار عربي بقطع بترول الامارات وكان وقتئذ رئيسا عن أي دولة تقدم دعما لإسرائيل في حربها ضد مصرrlm;، واستمر تنفذ القرار rlm;3rlm; أيام متتالية حتى اتخذت باقي الدول العربية المصدرة للبترول نفس القرار ونفذته.

يعرف المصريون أن الشيخ زايد اقترض من البنوك البريطانية مبلغ 100 مليون دولار حولها إلي الجزائر ليطير بها الرئيس هواري بومدين إلي موسكو لتشحن الذخيرة المطلوبة للجيش المصري، فعل ذلك في وقت لم تكن دولته تملك السيولة المادية التي تسمح بهذا المبلغ، كما قدم الدم والبلازما للجنود المصريين الجرحي.

إن جماعة الإخوان المسلمين التي تجرأت وتجرأ أعضاؤها أكثر من مرة على الامارات وقياداتها، لا يمثلون مصر ولا شعبها ولا قياداتها الواعية العارفة بقيمة الرجال وقيمة الدول الشقيقة وعلاقاتها التاريخية مع مصر، وأظن أن قول الفريق صدقي صبحي رئيس أركان الجيش المصري يؤكد ذلك، فقد أعلن الرجل منذ ما يقرب من شهر خلال مشاركته في فعاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولي quot;آيدكس 2013quot; أن العلاقات التاريخية بين مصر والإمارات تضيء سماء الأمة العربية بمواقف وطنية صلبة لن تنساها مصر مهما مرت السنون والأزمان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ومشددا على أن القيادة الإماراتية ورثت هذا الميراث الكبير من تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية، وأن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، يحرص علي تطويرها، إيمانا بحتمية التضامن والعمل العربي المشترك.

يضاف إلى ذلك المشروعات العملاقة التي أقامها الشيخ زايد كهدية للشعب المصري، ودعواته للاستثمار في مصر، هذا الاستثمار الذي تجاوز حجمه مئات المليارات في فترة حكمه وحكم ابنه الشيخ خليفة من بعده.. إنه التاريخ المسجل والموثق والأرض المصرية والشعب المصري يشهدان عليه، فلا يستطيع أحد إنكاره إلا أعمى أو جاهل أو مغرض وموتور يستهدف تحطيم بنيان راسخ بين شعبين شقيقين، لكن هيهات.

وفي السابق الأخير هذا يأتي ما تفوه به أخيرا عصام العريان القيادي في الإخوان وحزبها الحرية والعدالة فيما يخص الإمارات، وهو ليس المسيء الأول والأخير من قيادات الإخوان حيث سبقه محمود غزلان والشيخ يوسف القرضاوي ومحمود حسين الأمين العام للجماعة.

لكن ما يستهدف العريان وإخوانه ليس الإمارات ولكن مصر، يستهدفون مصر في سياق خطة تسعى إليها الجماعة تتمثل في هدم أركان الدولة المصرية داخليا وخارجيا وإعادة بنائها وفقا لهيكلها التنظيمي الطامح لدولة الخلافة، وخير دليل على ذلك أن حملاتها التشويهية والتحريضية ضد مؤسسات الدولة من جيش وقضاء وإعلام وأجهزة أمنية ومخابرات لا تزال مستمرة وسوف تستمر.

إن هجوم الإخوان على الإمارات يؤكد أن تدمير علاقات مصر الخارجية وإعادة صياغتها بالصبغة الإخوانية جزءا لا يتجزأ مما يفعلونه داخليا، لكن الإمارات أفشلت المخطط الذي لم يكن يستهدفها فقط بل كان يستهدف كل دول الخليج العربي، وألقت القبض على عدد من خلاياها النائمة وهم قيد المحاكمة الآن، ففضحت أمر الجماعة ووضعت أمام أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي في سياق التنبيه والتحذير الكثير من علامات الاستفهام حول نوايا الجماعة وأهدافها، وهذا ما جعل الجماعة يجن جنونها وتتحدث وتتصرف دون وعي.

لن تنتصر الجماعة في معركتها لا مع الداخل ولا مع الخارج، وسوف تقودها همجيتها وجهلها إلى المزيد من الخسارات، لتنتهي كما بدأت جماعة محظورة داخليا وخارجيا، تعمل في دهاليزا الظلام، وستبقى مصر وشعبها وعلاقاتهما التاريخية مع الأشقاء العرب شامخة لا يطاولها الأقزام.