يبدو أن الرفاق المؤلفة قلوبهم في البيت الأمريكي الأبيض الذين لم يتركوا سلاحا قذرا لم يجربوه في العراق على مدى حربي 1991 و 2003، قد تلبستهم الرقة و النعومة و الإنسانية تجاه العصابات السورية النظامية التي تقتل الأطفال و تمارس الإبادة البشرية الشاملة بقيادة الرفيق الفريق الدكتور المجرم بشار بن حافظ !!، ويبدو ايضا أن المستر جون كيري بعد أن وصلته نصائح و ملاحظات رئيس الوزراء الإسرائيلي ( النتن ياهو ) حول ضرورة الحذر من تسليح المعارضة السورية لكونها تشكل خطرا مستقبليا على امن إسرائيل ولربما وجودها كما يعتقدون؟ قد تأثر بتلك النصائح ( الثمينة )!

لذلك كان عرضه الأخير في مؤتمر أصدقاء سوريا في الأستانة و الإكتفاء بتقديم المعدات الأمريكية غير القاتلة مثل المناظير و الدروع و اقلام الرصاص و لربما حفاظات ( بامبرز )! و كميات من الواقي الذكري، و مجموعة من الدراجات الهوائية، و شحنات من أجهزة البلاي ستيشن و الأكس بوكس، إضافة لأعداد كبيرة من الهواتف الذكية كألإيفون و الموتوريلا، دون تجاهل سندويشات ( ماكدونالد ) و الآيس كريم أيضا، و لا بأس بمجاميع من أفلام البورنو إنتاج لوس أنجلس؟ بربكم هل شاهد العالم نفاقا و خسة و جبنا على مثل هذه الشاكلة التي يتصرف بها الأميركان وهم الذين أحرقوا الأخضر و اليابس في الشرق الأوسط، ونهبوا خزائن الدول العربية في حروبهم القذرة، وفعلوا مافعلوا من دعم و مساندة للإرهاب الإيراني و عصاباته، ثم يتحدثون اليوم عن ثورة الشعب السوري العظيمة و يصفونها بكونها تضم إرهابيين؟ ماذا أبقيتم من دعايات لنظام المجرم الأسد إذن؟ و أين معايير الدفاع المزعوم عن حقوق الإنسان و عن دماء الأبرياء و عن عظام الشعوب المسكينة التي تطحن على أيدي عصابات القتل السلطوية، النظام السوري القاتل و المجرم يمتلك ترسانة هائلة من أسلحة ( الصمود و التصدي ) ليس لإسرائيل طبعا بل للشعب إن فكر في الثورة و الإنتفاضة، و ترسل له مافيا الدعارة و السلاح الروسية تعزيزات مستمرة، ويجتهد نظام الولي الفقيه في إرسال الأسلحة و الخبراء وحتى المقاتلين من عصابة حزب الله اللبناني، و يفتح نوري المالكي خزائن دعمه للنظام السوري بأساليب عديدة بينما يقف العالم الحرمتفرجا ولا حول له و لا قوة أمام تدمير سوريا بالكامل و إفناء شعبها و تحطيم مقومات الدولة و المجتمع، و التفرج الأهوج المريض على حملات التعذيب الجماعية و القتل الممنهج بحجة الخوف من التيارات المتطرفة في الثورة السورية؟ إن الغرب بحماقته الرهيبة تلك يساهم أبدع مساهمة في خلق المتطرفين و صنعهم بل و إبراز الأسباب و العوامل التي تساعدهم على الإنتشار، ويبدو أن السيد جون كيري كعادته في ( التطنيش ) و القراءة من الخلف لم يسمع بأقوال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري ( رض ) حينما قال: ( عجبت لم لايجد قوت يومه... لماذا لايخرج على الناس شاهرا سيفه )!

و نحن نقول إن الشعب السوري يقتل اليوم بالجملة و المفرد ولا يسمح له بالدفاع عن نفسه خوفا من أخطار وهمية لمتطرفين إفتراضيين يوجد أكثر منهم بكثير تحت الرعاية الأمريكية المباشرة في العراق وغيره!!،

لقد أصبحت إجتماعات ( أصدقاء سوريا ) مجرد حالات عبثية و مضيعة للوقت و الجهد و المال، لقد بحت الأصوات الحرة من أمثال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم من أجل فتح عيون وشحذ همم القوى الدولية الكبرى لدعم السوريين الأحرار بالسلاح دون جدوى، السوريون ليسوا بحاجة لقوات إحتلال تسقط لهم النظام و تؤسس لهم المناطق الخضراء!! و توفر لهم الحماية و الدعم كما حصل في العراق !! لا و ألف لا، ففي الشام رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه و فجروا بسواعدهم العارية ثورة هي من أعظم ثورات الشرق في التاريخ المعاصر، وهشموا أصنام الهزيمة و الإستبداد و العار و لا زالوا يقودون الثورة و يقدمون التضحيات بشبابهم و شيبهم و نسائهم و أطفالهم و لا يعتمدون سوى على رب العزة و الجلال بعد أن أعلنوها منذ ساعات الثورة الأولى قبل عامين و نيف من السنين ( مالنا غيرك يالله )!.. وهو الشعار الخالد الذي أرعب الطغاة وحماتهم في الشرق و الغرب، ستنتصر الثورة السورية لا محالة، وسينصر الله من ينصره، ومن ينصره الله فلاغالب له، و الله متم لنوره ولن يخذل المؤمنين، أما نفاق الغرب فقد فضح بالكامل و تعرى، والخير كل الخير فيما وقع، فالسوريون الأحرار لن يدفعوا فواتيرا لأحد بل سينتزعون حريتهم من عيون غاصبيهم، أما الحفاظات و الأقلام غير القاتلة فلتحتفظ بها الإدارة الأميركية لنفسها أو لتسلمها لهادي العامري في العراق.. فذلك أجدى، و ليخسأ كل جبار عنيد و منافق، و النصر للثورة السورية الكبرى، ولا نامت أعين الجبناء و المنافقين..

[email protected]