المنامة: قال باحث اكاديمي خليجي متخصص في الدراسات ‏ ‏الاسيوية ان العمالة الهندية وهي العمالة الاسيوية الاكبر في دول مجلس التعاون ‏ ‏الخليجي تضاعف عددها الى 22 مرة خلال 25 سنة.‏

‏ واشار الباحث الاكاديمي الدكتور عبدالله احمد المدنى في ندوة حول (العمالة ‏ ‏الاسيوية في الخليج) الليلة الماضية الى ان الاحصائيات تدل على ان العمالة ‏ ‏الهندية فقط تضاعف عددها من منتصف السبعينات الى عام 2001 من نحو 150 الف عامل في ‏ ‏دول المجلس الى نحو 3ر3 مليون عامل.‏

‏ وبين ان المملكة العربية السعودية فيها وفقا لاخر الاحصاءات 5ر1 مليون عامل ‏ ‏تليها الامارات العربية المتحدة بعدد 950 الف عامل وتعقبها سلطنة عمان 312 الف ‏ ‏عامل وبعدها دولة الكويت بعدد 295 الف عامل ومن ثم مملكة البحرين ودولة قطر بعدد ‏ ‏130 الف لكل دولة منهما.‏

‏ واوضح الدكتور المدنى ان العمالة الهندية الوافدة مع غيرها من عمالة اسيوية ‏ ‏لعبت دورا حيويا في تمكين الاقطار الخليجية من بناء صروحها العمرانية وتنفيذ ‏ ‏خططها التنموية الطموحة منذ منتصف السبعينات والوفاء بمتطلبات ما استحدث من بنى ‏ ‏تحتيه لجهة خدمات الصيانة والتشغيل والتنظيف.‏

‏ وقال ان دول الخليج بالرغم من دور العمالة الوافدة الهندية في دولها الا انها ‏ ‏سرعان ما واجهتها صعوبات في كيفية الموائمة مابين متطلبات التنمية ممثلة في ‏ ‏استضافة توافد اعداد ضخمة من العمالة الاجنبية والمحافظة على امنها الداخلى ‏ ‏وثقافتها ونسيجها الاجتماعى في الوقت نفسه.‏

‏واضاف الدكتور المدنى ان مع تزايد حجم العمالة الاجنبية القادمة من ‏ ‏جنوب اسيا وجنوب شرقها الى الدرجة التي تتساوى فيها مع عدد مواطنيها او زاد عنها ‏ ‏برزت مشكلة اختلال التركيبة السكانية وبروز مخاطر اجتماعية فضلا عن الاستغلال ‏ ‏السيء في الاعتماد على الخدم في ابسط الاعباء اليومية.‏

‏ واكد ان تلك الاشكاليات يمكن تجنب سلبياتها في حال وجود الارادة القوية ‏ ‏والرغبة الصادقة في تنظيم عملية استقدام العمالة بالتعاون مع البلدان المصدرة ‏ ‏للعمالة الاسيوية من خلال اقامة هيئة وطنية رسمية.‏

‏ واضاف ان الهيئة دورها يكمن في تولى بنفسها وعلى كفالتها استقدام العمالة على ‏ ‏ضوء حاجات البلاد من المهارات والتخصصات ومن ثم تعمل على تاجيرها على الشخصيات ‏ ‏الطبيعية والاعتبارية بحسب حاجاتها والمدة المرغوب فيها ووفق عقود توضح بدقة ‏ ‏واجبات كل طرف ازاء الاخر.‏

‏ كما اكد ان التجارب الخليجية من حكومات ومؤسسات وافراد اظهرت ان العمالة ‏ ‏الاسيوية عموما غير مسيسة ولاتعنيها الامور الداخلية الخاصة بالبلدان المضيفة اذ ‏ ‏ينحصر همها في كسب رزقها وتحسين مستوياتها المعيشية وبذلك فانها لاتشكل تهديدا ‏ ‏امنيا.‏

‏ وبين ان العامل الاقتصادى من جانب العمالة الاسيوية يعتبر من اهم العوامل التي ‏ ‏تفضل بها تلك العاملة دول الخليج على ماعداها من دول العالم النامي كوجهة للعمل ‏ ‏لما يتقاضوه من اجور شهرية تزيد على ثلاثة اضعاف ما قد يحصلون عليه في وطنهم.‏

‏ وافاد ان من العوامل الاخرى التي تدفع العمالة الاسيوية لتفضيل العمل في ‏ ‏الخليج قربهم جغرافيا من وطنهم وبما يتيح لهم تواصلا اسرع وافضل واكثر انتظاما مع ‏ ‏ذويهم وتقارب المناخ الثقافي والاجتماعي مابين الخليج والهند مثلا بسبب العلاقات ‏ ‏التاريخية والاحتكاك الطويل ووجود جالية هندية كبيرة في الخليج .