الاوربيون متفائلون بصمود الورقة الخضراء خلال أسابيع
الدولار الاميركي يتعافى وغداً يوم الحسم

بروكسل من علي اوحيدة: بدأ الدولارالأميركي منذ امس أسبوعا حاسما بالنسبة لتوجهاته في أسواق المال و تحت مراقبة دقيقة من قبل المصدرين الأوروبيين.وتنظر الأسواق بالفعل التداعيات العملية والفعلية وردود فعل المضاربين على نشر العديد من الإحصاءات والأرقام الأميركية الهامة خلال اليومين المقبلين.
وستعلن الخزينة الأميركية يوم غد الأربعاء آخر أرقام العجز المسجل على الميزان التجاري الأميركي بالنسبة للعام الماضي والذي يتوقع العديد من الخبراء تراجعه هذه المرة و لو بشكل طفيف مقارنة مع الفترة السابقة.
وإذا ما تأكد هذا التراجع كما هو منتظر فانه سيمثل دعما جديا للدولار الأميركي الذي أبدى انتعاشا طفيفا ولكنه أكيد في المعاملات خلال بداية العام الجاري.
وتراجع حجم صرف الدولار أمام اليورو خلال الشهر الماضي كانون الأول(ديسمبر) وحده بواقع يفوق الاثنين في المائة وبلغ أدنى حجم قياسي له مقابل العملة الموحدة وناهز اليورو دولارا وثمان وثلاثين سنتا يوم 30 كانون الأول الماضي. وتمكن الدولار خلال الأسبوع الأول من العام الجاري من تجاوز كافة الخسائر التي لحقت به أمام اليورو خلال الأربع أسابيع الأخيرة .
و إضافة الى توقعات الخبراء الاقتصاديين بشان تراجع العجز في الميزان التجاري الأميركي فان استمرار خلق مواقع عمل في الولايات المتحدة ووبوتيرة جدية يزيد من أمل المصدرين الأوروبيين بشان صلابة العملة الأميركية في الفترة المقبلة.
وبلغ عدد موقع العمل الجديدة في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي 157 ألفا مقابل 137 ألفا خلال شهر تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي .
ويواجه المصدرون الاوروبيون منذ بداية العام الجاري آثار تراجع العملة الأميركية ويرى المحللون حاليا ان الأسواق المالية وبعد فترة من المضاربة على اليورو وتحديدا على عدم قدرة السياسيين الأوروبيين على الرد العملي على ارتفاعه باتت تقبل بفرص تحسن ولو نسبي في آداء الاقتصاد الأميركي .
و تتستر الجهات الاقتصادية الرئيسية المراهنة على الدولار والتي بدأت في شراء كميات كبيرة منه تحت بند الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة في أسواق المال على تراجع البطالة في الولايات المتحدة أي الارتفاع المنتظر للقدرة الاستهلاكية .
ويعول الاوروبيون الذين تضرروا بشكل كبير من ارتفاع حجم صرف اليورو على صعيد آخر على التصريحات التي أدلى بها مسؤول الخزانة الأميركية جون سنو ودعمه لسياسة الدولار القوي وتحديدا تصريحه و للمرة الأولى ان واشنطن قررت /فعل شي ما/ لدعم عملتها وهو أول تصريح محدد في هذا الاتجاه.
وإذا ما اتخذت السلطات النقدية الأميركية وقبل زيارة الرئيس بوش المتوقعة لأوروبا الشهر المقبل واجتماعات وزراء الخزانة للدول الصناعية السبعة بداية شهر شباط (فبرار) في بريطانيا قرارا برفع أحجام الفائدة وتفضيل التوفير بالدولار على التوفير بالعملة الاوروبية فان العملة الأميركية ستسجل ارتفاعا أكيدا ومستديما هذه المرة.
وتظل المعضلة الرئيسية ورغم كل مؤشرات التفاؤل الحالية متمثلة في الحجم الفعلي للعجز في الموازنة الأميركية ومدى تاثيره طوال العام الجاري على سياسة الدولار القوي أو الضعيف.