كالعادة عندما تفشل مصر او أي مرشح من جانبها فى اي منتدى دولي ، حمل نواب وقياديون في جماعة الإخوان المسلمين النظام المصري مسؤولية خسارة وزير الثقافة فاروق حسني منصب اليونسكو وطالبوا النظام بإعادة النظر في علاقته بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل quot;بعد مؤامرتهما للإطاحة بالمرشح المصري quot;على حد تعبير الجماعة الإسلامية الأشهر في الشرق الأوسط والأكثر نفوذا وسيطرة في مصر. ويشكل دعم الإخوان المسلمين لترشيح حسني لمنصب المدير العام لليونيسكو وإحساس الجماعة بالخسارة واحدة من الحوادث النادرة التي تلتف بها دعما لأحد الوزراء في النظام المصري الحاكم.

وأعرب الإخوان عن غضبهم من خسارة حسني مشيرين الى ان خسارته تعتبر خسارة لمصر ، على الرغم من أنهم كانوا يرفضون ترشيحه لرئاسة المنظمة الدولية . وقال النائب محسن راضي، والذي تسبب في استفزاز حسني ليقول تصريحه الشهير الذي اعتبره المراقبون السبب في خسارته لليونسكو quot; لو وجد أي كتاب إسرائيلي في المكتبات فسيحرقهquot; انه غاضب جدا مما حدث من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد مصر . وطالب راضي في حديثه مع quot;إيلافquot; quot;النظام بإعادة النظر في التعامل مع الإدارة الأميركية والعدو الصهيونيquot;، وقال راضي quot;رغم تحفظنا على ترشيح فاروق حسني إلا أن هذه الانتخابات كشفت العداء الأميركي والصهيوني الصريح لمصر وعدم رغبتهم أن يكون للمصريين دور في المنتديات والفعاليات الدوليةquot; ،quot; كما كشفت ان الجري وراء الولايات المتحدة والصهاينة وتقديم التنازلات لهم من اجل الحصول على المناصب الدولية لا يجديquot; .

وقد خسر حسني في الجولة الخامسة والأخيرة بفارق 4 أصوات عن المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا ، 31 صوتا مقابل 27 لحسني بعد ان ظل حسني متفوقا خلال الجولات الثلاث الاولى قبل ان يتعادلا في نهاية الجولة الرابعة 29 صوتا لكل منهما .وفي رأي بعض المثقفين المصريين أن quot;الانتخابات شهدت منذ ان تفوق حسني فى الجولة الأولى تحركات مكثفة لإسقاطه و ترافق ذلك مع حملة شرسة شنتها منظمات يهودية ومثقفون ضده بدعوى معاداته للسامية واليهودية على خلفية تصريح سابق أسيء فهمه عن حرق الكتب اليهوديةquot;، وفي رأي البعض الآخرquot;بدعوى انتمائه منذ أكثر من 20 عاما الى نظام يمارس الرقابةquot;. وتعتقد مصادر مصرية أن quot;المندوب الأميركي الدائم لدى اليونسكو قام بتحركاتضد حسنيquot;، وهيquot;تتعارض نصا وروحا مع ما أكدته الإدارة الأميركية للحكومة المصريةquot;.وحمل راضي النظام المصري مسؤولية خسارة حسني متهما اياه بأنه أدار حملته بطريقة خاطئة . كما انه انفرد بترشيح حسني وكان من المفترض ان تتفق عليه جميع القوى الوطنية لأنه يمثل مصر .

وقال حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ان خطوة الترشيح كانت جيدة، إلا أن فاروق حسني لم يكن الأصلح لهذا المنصب ودعا إبراهيم ndash; بحسب موقع الكتلة - الى فتح تحقيق برلماني في خسارته بسبب معاركه الكثيرة وحربه ضد القيم والأخلاق سواء في معركته ضد الحجاب أو في سلاسل الكتب التي تخدش الحياء وتعيب في المقدسات، والتي قام بطباعتها على نفقة وزارة الثقافة. وطالب إبراهيم بمحاسبة الوزير عن أموال الشعب التي أنفقها في غير محلها، ومنها منحه جائزة الدولة التقديرية لمن أساء وسب الصحابة، وخاصة الخليفتين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أجل إرضاءِ الغرب، ثم اعتذاره المهين للصهاينة خلال الإجازة البرلمانية عن انتقاداتٍ وجهها لهم أمام البرلمان، وهو ما يمثل إهانة للبرلمان المصري تستوجب محاسبته أيضا.

ووصف الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد ما حدث مع حسني quot;بالبلطجة الأميركية والصهيونيةquot;، وقال quot;إن السياسة تحرك المؤسسات الدولية والولايات المتحدة تملك هي والعدو الصهيوني أساليب الضغط و البلطجة لتوجيه هذه المؤسسات ولن يتركا مثل هذه المناصب تؤول لمن لا يدور في فلكهما او لا يقف مع مصالحهما . وطالب بتنسيق دائم عربي إسلامي وأفريقي في كل المجالات باعتبار أن هذا المثلث هو العمق الاستراتيجي لمصر، وتجربة حسني لا تسمن ولا تغني من جوع ما لم تكن الدولة تقف على أرض صلبة وأساس ديمقراطي ومحترمة دوليا وما لم تكن الدولة لها احترام وتواجد دائم عالمياquot;.