اسرائيل في اقصى درجات التأهب مع حلول الذكرى الاربعين لاغتيال الارهابي عماد مغنية، ووفقا لوسائل الاعلام الاسرائيلية فان حكومة اولمرت بعثت برساله الى حزب الله تهدد فيها بحرب، اذا اقدم على عمل انتقامي، وقال وزير الدفاع ايهودا باراك ردا على سؤال عن هذا الهجوم المحتملquot; لا نزال الدولة الاقوى في شعاع 1500 كيلومتر من القدس، ونحن مستعدون على جميع الجبهاتquot;.


هذا وفي هذه الاجواء الانفعالية قال المحلل الون بن دافيدquot; ان حزب الله و ايران يهددان بالخراب الثالث لاسرائيل، ولكن الاخيرة تدرك ان العد العكسي لردهم يقترب من النهايةquot;.


وتوقع الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي quot; الشاباكquot; يعقوب بيري ان يكون رد حزب الله في الخارج مما يثير السؤال : اين سيقع ذلك؟.
وكانت اسرائيل اتهمت حزب الله بعملية القدس التي استهدفت تلامذة مدرسة دينية يهودية التي ربما بل و المؤكد انها واحدة من سلسلة ردود فعل و عمليات مرتقبة انتقاما لمغنية تنذر بالحرب المفتوحة التي يريدها حسن نصرالله.


ومع ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية استبعدت قبل اسبوعين حصول هجوم كبير على اسرائيل خلال العام الحالي، الا انها حذرت في الوقت نفسه من تزايد احتمال استئناف الاعمال الحربية مع حزب الله الذي وثق علاقته بالمنظمات الفلسطينية.


وتشير مصادرمقربة من حزب الله ان قيادته تدرك ان هدف اسرائيل من اغتيال مغنية في دمشق، هو محاولة استدراجه الى ثلاثة امور في وقت واحد : الاول الى مسرح اوسع مدى من المسرح الجنوبي الذي يدرك تفاصيله و يتقن اللعب فيه الى درجة الاحتراف، والثاني الى رد فعل عاطفي عاجل يفقد فيه توازنه و حكمته، والثالث الى اشتباك امني مفتوح، ستترتب عليه الكثير من التطورات غير المحسوبة النتائج.


ورجح خبراء ستراتيجيا ان حزب الله لن يسكت عن الضربة التي تلقاها باغتيال مغنية، محددين ثلاثة احتمالات للرد هي:
-توجيه رسالة مفادها ان مسرح الجنوب عاد الى قبضة الحزب، وان كل العوائق التي وضعت للحؤول دون ذلك تداعت تدريجيا، وهو ما شهدته المنطقة خلال الاسابيع الماضية من عرض عضلات عسكرية تغاضت عنها القوات الدولية.


-الذهاب الى عمليات ثأر ذات طابع تراكمي وذات بعد مشفريصعب توجيه اصابع الاتهام الى الحزب مباشرة و ان كانت تظهر فيه بصماته و اسلوبه بوضوح، ولعل في هجوم المدرسة التلمودية ابرز مثال.


-الرد بحجم كبير بدرجة الالم التي شعر بها الحزب لحظة تلقيه خبر تصفية مغنية، وهو رد لن يكون مرتبطا بزمن محدد او مسرح مكاني معين.
الاعتقاد السائد لدى حزب الله و ستراتيجييه العسكريين من الايرانيين و السوريين هو ان اسرائيل لم تصل بعد الى مرحلة القدرة على شن حرب او مواجهة تضمن فيها تحقيق نصر سريع و مضمون، وهو ربما يكون صحيحا، وربما يدخل في نطاق الاوهام و الاعتداد بالنفس، لان الضربة ستكون هذه المرة قاصمة ربما للداعم الاساسي و المحرض على quot; الارهاب quot; وهو سوريا و الزعامة الاسرائيلية كانت و اضحة في رسالتها حينما اعلنت انها ستحمل دمشق مسؤولية اي هجوم ينفذ ضدها و ستتصرف على هذا الاساس.
والاسئلة الملحة المطروحة الان هي :
هل تنوي اسرائيل فعلا توسيع رقعة الحرب المفتوحة التي اعلنها quot; صاحب النصر الالهيquot; اللبناني؟
وهل ستستدرج اخرين الى ساحة هذه الحرب؟
واين سترد، هل في سوريا اولا ام في ايران؟

د. محمد خلف