إيلاف من باريس وبرلين وبيروت : قالت مصادر لبنانية، تراقب عن كثب تصرفات كبار المسؤولين لإيلاف إن الرئيس إميل لحود، الذي ما زال يدرس جدوى مشاركته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعث برسالة غير مباشرة الى الادارة الأميركية فحواها أنه على استعداد لترك منصبه في حال حصوله على ضمانات أكيدة وواضحة بأنه لن يلاحق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويأتي هذا التطور في وقت تردد فيه ان عددا من المحققين الدوليين في فريق القاضي الالماني ديتليف ميليس اصبحوا في القصر الجمهوري للتحقيق مع عدد من موظفي القصر في حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولم تستطع هذه المصادر تحديد رد الفعل الأميركي على عرض الرئيس اللبناني الذي تنتهي ولايته الممددة بعد سنتين من الآن، لكنها كشفت أنه بعث في الوقت ذاته بإشارات مماثلة الى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بغية التخفيف من لهجة بيان المطارنة الموارنة من التطورات الأخيرة ومن الرئيس شخصياً. ويبدو أن لحود نجح في ذلك الى حد ما.

وكشفت المصادر نفسها، وهي على اطلاع على ما يدور في أروقة القصر الجمهوري في بعبدا، أن المظاهر التي تشير الى اصرار لحود على التوجه الى نيويورك ، على الرغم من النصائح التي تدعوه الى العدول عن الرحلة، ترافقت مع اتخاذ زوجته السيدة أندريه ترتيبات للسفر الى لوس أنجليس والإقامة فيها في انتظار تطور الأوضاع في لبنان. وستمكث السيدة أندريه، وهي أرمنية، في لوس انجليس لدى مليونير ارمني يدعى ورطان بزديجيان. وتعتبر زوجة بزديجيان صديقة الطفولة للسيدة لحود. أما الرجل نفسه الذي تحوّل الى مقرب من الرئيس اللبناني، فهو يعمل في حقل بناء خزانات للوقود في دولة قطر.

وكان لافتا أن السيدة لحود ستأخذ معها الى لوس أنجليس كمية كبيرة من الأغراض بما يوحي بأنها تعد نفسها لإقامة طويلة خارج لبنان. كذلك كان ملفتا ان الرئيس لحود أصر على إدراج اسم مرافقها الشخصي العقيد وليد عبدالعال ضمن فريق مكلف التوجه الى نيويورك للإعداد للزيارة الرئاسية في حال حصولها. ويذكر ان شقيقا لوليد ينتمي الى تنظيم"الأحباش" خضع قبل أيام لاستجواب من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تركزت الأسئلة فيه على الاتصالات الهاتفية التي نشطت في الساعات القليلة التي سبقت تفجير موكب الحريري.
ويضم الوفد المقرر أن يتوجه غداً الى نيويورك من بيروت للتحضير لزيارة الرئيس لحود كلاّ من العقيد فادي غريب والمقدم سليم فغالي والمقدم رياض طه والنقيب جورج درزي. وقد طلب القصر الجمهوري من وزارة الخارجية اللبنانية تحمل كل نفقات السفر والإقامة لأعضاء الوفد.