• نصر المجالي من لندن: ما تأكد في محصلة التطورات المتداعية على الساحة السورية واللبنانية هو أن كلا من الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني عماد الحليف لدمشق إميل لحود لن يغامر في الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في القمة الدولية التي تنعقد هناك بمشاركة أكثر من 170 ملكا ورئيسا شرعيا لبلاده بمناسبة الذكرى الستين لقيام المنظمة الدولية وذلكخشية معاملتهما كرئيسين غير مرغوب في التعامل معهما، كما حدث في منتصف التسعينات الماضية حين استثني الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفاتمن الدعوة للمشاركة في حفل استقبال كان أقامه عمدة نيويورك السابق رودلف جولياني لزعماء دول شاركوا في اجتماع الأمم للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

    وفيما شارك زعماء الدولفي حفل الاستقبال في منتصف التسعينات الفائتة، فإن رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات لم يشارك فيه، وهو ظل ينتظر دعوة عاجلة من وسيط دولي من الدول الحليفة ليشارك في حفل الاستقبال لكنه ظل وحيدا في فندقه من دون أن تصل الدعوة المرجوة.

    وفي الوقت الذي تأكد فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يذهب إلى نيويورك للمشاركة في القمة الأممية، ولا يعرف بعد من يمثل سورية سواء وزير خارجيتها فاروق الشرع أو نائبه وليد المعلم، فإن الرئيس اللبناني الحليف العماد إميل لحود قال إنه رغم "وجود ضغوط سياسية عليه" فإنه "سوف يترأس وفد لبنان إلى الأمم المتحدة متجاهلا "نصيحة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة" الذي آثر عدم المشاركة إذا شارك الرئيس لحود في تلك القمة الأممية. ، وذلك في ظل التطورات الأخيرة على صعيد التحقيقات الجارية من جانب المحقق الدولي الألماني الجنسية ميليس .

    وبينما، لن يسافر الرئيس السوري الحليف للعماد لحود في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن مصادر غربية أكدت ما كانت (إيلاف) نشرته أمس نقلا عن مصادر لبنانية قالت إن الرئيس إميل لحود، مازال يدرس جدوى مشاركته في دورة الجمعية العامة، وهو "بعث برسالة غير مباشرة إلى الإدارة الأميركية، فحواها انه على استعداد لترك منصبه في حال حصوله على ضمانات أكيدة وواضحة بأنه لن يلاحق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

    ورجحت مصادر دبلوماسية عربية في كلام لصحيفة كويتية هي (الرأي العام) التي يرأس تحريرها جاسم بودي ، وهي من الصحف الموثوقة المعلومات أنه في حال صحت الأنباء عن طلب لحود ضمانات أن يتكرر السيناريو الذي حصل مع أحد كبار المسؤولين السوريين في الثمانينات حين "أرسل إلى الأميركيين عرضا مفاده انه سيتحدث عن كل شيء ويكشف كل شيء في مقابل ضمان أمنه في الخارج حيث قرر البقاء”.

    وقال تقرير الصحيفة الكويتية الذي كتبه الصحافي المتخصص في الشأن اللبناني علي الرز، وهو مدير تحرير الصحيفة إن المصادر التي تحدثت عن ذلك امتنعت عن ذكر ما اذا كان الأميركيون في وارد عقد صفقة من أي نوع مع الرئيس اللبناني في الوقت الذي ما زال التحقيق القضائي جاريا في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واكتفت بالقول "لننتظر ونرى".

    وكانت الصحف الخليجية كلها، والكويتية بخاصة، نقلت عن ما كانت (إيلاف) نشرته أمس إن هذا التطور يأتي في وقت تردد فيه أن عددا من المحققين الدوليين في فريق القاضي الالماني ديتليف ميليس اصبحوا في القصر الجمهوري للتحقيق مع عدد من موظفي القصر في حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولم تستطع هذه المصادر تحديد رد الفعل الأميركي على عرض الرئيس اللبناني الذي تنتهي ولايته الممددة بعد سنتين من الآن.

    وكشفت المصادر اللبنانية، حسب صحيفة (الرأي العام) وهي على اطلاع على ما يدور في أروقة القصر الجمهوري في بعبدا، ان المظاهر تشير الى اصرار لحود على التوجه الى نيويورك، على الرغم من النصائح التي تدعوه الى العدول عن الرحلة.

    وهذه المصادر قالت إن إصرار العماد لحود على السفر إلى نيويورك ترافق مع اتخاذ زوجته السيدة اندريه ترتيبات للسفر الى لوس انجليس والاقامة فيها في انتظار تطور الاوضاع في لبنان، وقالت "وستمكث السيدة اندريه، وهي ارمنية، في لوس انجليس لدى مليونير أرمني يدعى ورطان بزديجيان"، وتعتبر زوجة بزديجيان صديقة الطفولة للسيدة لحود، أما الرجل نفسه الذي تحوّل الى مقرب من الرئيس اللبناني، فهو يعمل في حقل بناء خزانات للوقود في دولة قطر.
    وكان لافتا ان السيدة لحود ستأخذ معها الى لوس انجليس كمية كبيرة من الاغراض بما يوحي بأنها تعد نفسها لاقامة طويلة خارج لبنان، كذلك كان لافتا ان الرئيس لحود أصر على ادراج اسم مرافقها الشخصي العقيد وليد عبد العال ضمن فريق مكلف التوجه الى نيويورك للاعداد للزيارة الرئاسية في حال حصولها.

    يذكر هنا، أن شقيقا لوليد ينتمي إلى تنظيم "الأحباش" خضع قبل أيام لاستجواب من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تركزت الاسئلة فيه على الاتصالات الهاتفية التي نشطت في الساعات القليلة التي سبقت تفجير موكب الحريري.

    وإليه ، فإن الوفد اللبناني المقرر ان يتوجه غدا الى نيويورك من بيروت للتحضير لزيارة الرئيس لحود كلا من العقيد فادي غريب والمقدم سليم فغالي والمقدم رياض طه والنقيب جورج درزي، وكان القصر الجمهوري طلب من وزارة الخارجية اللبنانية تحمل كل نفقات السفر والاقامة لاعضاء الوفد.

    وأخيرا، نشرت صحيفة (الرأي العام) الكويتية، كما غيرها من صحف منطقة الخليج، بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية الذي كان ينفي فيه "نفياً قاطعاً كل ما ورد في ما نشرته (إيلاف) من معلومات كاذبة"، وأضاف البيان الرئاسي "في أي حال فإن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يؤكد أن الرئيس اميل لحود ملتزم احترام قسمه الدستوري وتحمله مسؤولياته حتى نهاية ولايته، ولا هو ولا أي من أفراد عائلته يرضى عن وطنه بديلاً للإقامة فيه، ويا ليت الآخرين يحذون حذوهم فلا يختارون الفنادق الفاخرة للإقامة فيها تحت ذرائع مختلفة بدلاً من البقاء في وطنهم وبين أبناء شعبهم".