أسامة مهدي من لندن : أكد حزب الفضيلة الاسلامية العراقي اليوم ان مقاطعته لمفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة نهائية وانه لن يعود اليها حتى لو منح وزارة النفط المختلف عليها والتي يطالب بحقيبتها . وقال الناطق الرسمي باسم الحزب صباح الساعدي في مؤتمر صحافي في بغداد اثر مناشدة المكلف بتشكيل الحكومة نوري المالكي للحزب بالعدول عن قرار المقاطعة الذي اعلنه الجمعة الماضي ان الحزب يشكر المالكي على موقفه لكنه ماض في المقاطعة الى نهايتها ولن يعدل عنها حتى لو تقرر منحه وزارة النفط التي كان يطالب بها . يذكر ان هناك اتجاها لتكليف حسين الشهرستاني رئيس مجموعة المستقلين داخل الائتلاف العراقي الشيعي بحقيبة النفط بالضد من رغبة الفضيلة توليها . واشار الى ان دور الفضيلة سيكون ايجابيا ويراقب عمل الحكومة من داخل مجلس النواب .

وأكد الساعدي ان مقاطعته لمفاوضات الحكومة ليست مصلحية وانما مبدأية لان تأسيس الدولة العراقية الجديدة بعد سقوط النظام السابق بني على أساس خاطئ وطالب بتصحيح الاخطاء داخل الائتلاف وخارجه حتى يمكن تشكيل حكومة قوية قادرة على معالجة الازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد . وردا على سؤال عما اذا كان انسحاب الفضيلة هذا جاء متأخرا اوضح انه لم يكن كذلك ولكنه اتى بعد ان فشل الحزب في تصحيح مسار المفاوضات وشدد على ان الاساس في تشكيل الحكومة يجب ان يكون مبنيا على ارادة الشعب العراقي ومشاركة جميع اطيافه فيها لتكون كفوءة وقادرة على ان تؤسس لحالة ديمقراطية صحيحة .. مشيرا الى ان مايجري الان عكس ذلك حيث انها تبنى على على اساس شخوص ومسميات تجري وراء استلام المناصب . وكان حزب الفضيلة اعلن مقاطعته لمفاوضات الحكومة في بيان رسمي تلاه الناطق بأسمه الجمعة فيما يلي نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم
إن حزب الفضيلة الإسلامي الذي قبل بخمسة عشر مقعداً ضمن الائتلاف العراقي الموحد تضحية منهُ من اجل حفظ وحدة الائتلاف ، يعلن انسحابه من تشكيلة الحكومة الحالية ، بأننا وجدنا إن الذهنية المتحكمة في تشكيلها هي المصالح الأنانية الضيقة والمكاسب الشخصية والفئوية والتنافس عليها ونسيان الهدف الأساسي الذي هو خدمة المواطن العراقي وتوفير حقوقة الأساسية من الأمن والسيادة والحرية وسائر حقوق الإنسان الأخرى ، ولكننا مع ذلك سيبقى دورنا ايجابياً في تقويم عمل الحكومة ونقل صوت الشعب بأمانة والمساهمة في بناء العراق الحر المزدهر الكريم .
ونرجوا من جماهيرنا خاصة ومن كل شرائح الأمة أن يتفهموا موقفنا هذا.
والله ولي التوفيق

واثر اعلان الفضيلة انسحابه جرت محاولات من أطراف سياسية ومنها الائتلاف العراقي الموحد لاقناعه بالعدول عن قراره فيما قال المالكي في بيان له انه يتابع الإشكال المتعلق بالموقف من الوزارات التي طالب بها حزب الفضيلة لثقته بأنه جزء مهم في حكومة الوحدة الوطنية كما هي ثقته بحكمته السياسية في معالجة المشاكل التي تعترض عملية تشكيل الحكومة .. لكن الحزب بموقفه اليوم حسم الامر برفض العودة للمفاوضات .

وتواجه عملية تشكيل الحكومة خلافات اضافة الى وزارة النفط تباينا في الموقف من وزارتي الدفاع التي تطالب بها جبهة التوافق السنية والداخلية التي يطالب بها الائتلاف الشيعي .. وعلى العكس من ذلك يصر المالكي على اناطة حقيبتي الوزارتين بشخصيتين مستقلتين لاتنتميان الى حزب او الى مليشيات مسلحة الامر الذي اصبح معه يؤكد سياسيون ان اعلان الحكومة لن يتم خلال الاسبوع الحالي كما يرغب المالكي وانما سيكون في نهاية الفترة القانونية التي حددها الدستور والبالغة شهرا واحدا اعتبار من يوم الثاني والعشرين من الشهر الماضي حين كلفه الرئيس جلال طالباني بتشكيلها .