إعتقال 700 من أنصار حزب باكستاني معارض

الرئيسة الفيليبينية قلقة على رعاياها في باكستان

عواصم: أفادت مصادر في الشرطة اليوم الإثنين، أن حوالى 1500 شخص بينهم محامون وقضاة ومسؤولون وناشطون في أحزاب سياسية قد اعتقلوا أو وضعوا قيد الإقامة الجبرية في باكستان منذ فرض حال الطوارئ السبت. وقال مسؤول كبير في شرطة اقليم البنجاب، الاكثر اكتظاظًا بالسكان بين الاقاليم الاربعة التي تضمها باكستان رافضًا الكشف عن اسمه، إن حوالى 700 شخص غالبيتهم من المحامين وضعوا قيد الحجز الاحتياطي او قيد الاقامة الجبرية.

وفي اقليم السند (جنوب) لقي حوالى 500 شخص المصير نفسه بحسب مصادر متطابقة في الشرطة المحلية.وجرت بقية الاعتقالات في اقليمين اخرين، بالوشستان (جنوب-شرق) واقليم الحدود الشمالية-الغربية الواقع على الحدود الافغانية غربا كما افادت مصادر في الشرطة المحلية.

السلطة الباكستانية تقمع أولى التظاهرات

إلى ذلك، نفت اسلام اباد الاثنين شائعات مفادها ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف وضع قيد الاقامة الجبرية من قبل نائب رئيس هيئة اركان الجيش فيما قمعت تظاهرات لمحامين في عدة مدن في اليوم الثالث من فرض حال الطوارىء في البلاد.وازاء الشائعات التي سرت في كل انحاء البلاد واشارت الى وضع مشرف قيد الاقامة الجبرية، نفت الحكومة ذلك بشكل قاطع.وقال رشيد قريشي الناطق باسم الجنرال مشرف quot;هذا كلام لا معنى له وشائعات لا اساس لها من الصحةquot;.

من جهته، قال نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم quot;انها خدعة لا اساس لها ومغرضة. الشعب سيتعامل معها بالازدراء التام الذي تستحقهquot;.من جهة أخرى، اعتبر عظيم ان وعد الرئيس مشرف بالتخلي عن منصبه كقائد للجيش وان يصبح رئيسًا مدنيًا للبلاد quot;لم يعد قائمًاquot; بعد فرض حال الطوارئ.

وفي الوقت نفسه، نظمت اولى التظاهرات ضد برويز مشرف منذ السبت في عدة مدن بالبلاد. واوقعت عددًا من الجرحى فيما اعتقل نحو مئة محام.وفي لاهور (شرق) استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع ضد الف محام تجمعوا امام محكمة العدل العليا. وقال شهود إن تظاهرات اخرى جرت في روالابيندي قرب اسلام اباد ومولتان (وسط) وبيشاور (شمال غرب).وقد افاد شهود ومحامون ان عناصر من القوى الامنية طوقت محيط المحكمة العليا في كراتشي عاصمة جنوب البلاد الاقتصادية وضربوا مجموعة من المحامين كانوا متجمعين امام المبنى واقفوا نحو مئة منهم.

وقال القاضي رشيد رجوي للصحافيين quot;انها المرة الاولى في تاريخ باكستان التي يوقف فيها هذا العدد الكبير من المحامينquot;. واضاف quot;اوقف اكثر من مئة محام في كراتشيquot;. وفرض الرئيس الباكستاني برويز مشرف حال الطوارئ في باكستان السبت. وعلق العمل بالدستور وفرض سلسلة من القيود على الحريات العامة.

والمحكمة العليا مستهدفة مباشرة باجراء فرض حال الطوارئ الذي اعلن مساء السبت لأنها كان يفترض ان تبت في الايام المقبلة بشرعية اعادة انتخاب الرئيس مشرف خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 تشرين الاول/اكتوبر بالاقتراع غير المباشر. وتمت اقالة رئيس المحكمة افتخار محمد شودري الذي اصدر في الاونة الاخيرة قرارات معارضة للسلطة وعين قاض اخر محله.

وقال القاضي لصحيفة quot;ذي نيوزquot;، إن quot;كل ما نشهده غير شرعي ومناهض للدستور ويخالف قرارات المحكمة العلياquot;.والقاضي شودري الذي كان يشكل مصدر ازعاج لنظام مشرف، علقت مهامه في اذار/مارس من قبل رئيس الدولة ثم اعيد الى منصبه في تموز/يوليو بعد تظاهرات دعم حاشدة له.ونزل المحامون انذاك باعداد كبيرة الى الشوارع للتضامن مع هذا القاضي المستقل المعروف بنزاهته.ويواجه مشرف الذي قام بانقلاب ابيض في تشرين الاول/اكتوبر 1999 موجة احتجاج دولية تشمل حليفه الاميركي.

ودعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي يزور الصين الاثنين الى عودة الديمقراطية الدستورية الى باكستان quot;في اسرع وقت ممكنquot;. وقال quot;نعيد النظر ببرامج مساعدة باكستانquot;.

من جهة اخرى، اعلنت واشنطن عبر متحدث باسم البنتاغون من الصين انها علقت محادثاتها السنوية مع اسلام اباد المتعلقة بالملفات العسكرية.لكن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ألمحت الاحد الى ان قسمًا كبيرًا من المساعدة الاميركية المخصصة لمكافحة الارهاب لن يتاثر. ومنحت واشنطن باكستان حوالى 11 مليار دولار كمساعدة مالية وعسكرية منذ العام 2001.

اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاثنين ان لندن ترغب في ان تتم اعادة العمل بالدستور في باكستان وتنظيم الانتخابات التشريعية كما هو مقرر في كانون الثاني/يناير. وقال المتحدث quot;من وجهة نظرنا، نرغب في ان تنظم الانتخابات في الوقت المحدد في كانون الثاني/يناير ونريد ان نرى عودة العملية الديمقراطية والدستورية العاديةquot;.وبرر مشرف السبت قراره باعلان حال الطوارئ بالتمرد الاسلامي ومعارضة المحكمة العليا. وعلق العمل بالدستور فيما فرضت سلسلة قيود على الحريات العامة.

واقتحمت الشرطة الباكستانية الاثنين مطبعة تملكها كبر مجموعة اعلامية خاصة في باكستان على ما افادت مصادر رسمية.وبخصوص الانتخابات التشريعية المرتقبة في كانون الثاني/يناير فقد ترجىء سنة.وكانت هذه الانتخابات التي تجري بالاقتراع المباشر لاختيار اعضاء البرلمان وتجديد المجالس الاقليمية، تهدف الى تكريس العودة الى النظام المدني في باكستان، القوة النووية التي تعد 160 مليون نسمة كلهم من المسلمين تقريبا.

ومع تكاثر الدعوات للعودة الى المسار الديمقراطي في البلاد، قال نائب وزير الاعلام طارق عظيم لوكالة فرانس برس ان quot;الرئيس مشرف وعد المحكمة العليا بانه سيتخلى عن منصبه العسكري قبل ان يؤدي اليمين الدستورية لكن الان وبسبب فرض حال الطوارئ، هذه المسألة لم تعد قائمةquot;.واعلن مشرف في ايلول/سبتمبر انه سيتخلى عن منصبه العسكري قبل ان يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثانية اثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 تشرين الاول/اكتوبر.

ونددت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو التي كانت تتفاوض على تقاسم السلطة مع مشرف بـ quot;الانقلاب الثانيquot; الذي قام به مشرف بعد الانقلاب الابيض الذي تسلم اثره السلطة في تشرين الاول/اكتوبر 1999. لكنها لم تستبعد التوصل الى اتفاق معه اذا quot;اعاد العمل بالدستور ونظم انتخابات حرة ونزيهة وعادلةquot;.

الشرطة الباكستانية تحتل مطبعة اكبر مجموعة صحافية في البلاد

وفي تفاصيل إضافية، احتلت الشرطة لوقت قصير الاثنين مطبعة تابعة لاكبر مجموعة صحافية خاصة في باكستان في كراتشي (جنوب) في اليوم الثالث لفرض حال الطوارئ التي اعلنها الرئيس برويز مشرف كما افادت المجموعة ومصدر رسمي.واوضح محمد رضا احد مسؤولي مجوعة جانغ الصحافية ان عناصر من الشرطة داهموا مقرات مطبعة اوام التابعة للمجموعة لكي يوقفوا، كما قالوا، طبع عدد خاص عن حال الطوارئ والوضع السياسي في البلاد.واضاف quot;لقد فتشوا المكان ولكنهم ادركوا ان ما من عدد خاص قيد الطباعة فغادرواquot;.

وحال الطوارئ التي اعلنها الجنرال مشرف السبت بسبب تزايد الهجمات الارهابية وتدخل السلطة القضائية في صلاحيات الحكومة لمكافحة ارهاب الاسلاميين، تفرض ايضًا قيودًا على الصحف الخاصة التي ازداد عددها بشكل هائل خلال السنوات الفائتة ولا تتوانى عن انتقاد السلطة بشدة.وبموجب حال الطوارئ يمنع صدور اية مطبوعة quot;تذمquot; بالجنرال مشرف وبحكومته وبالقوات المسلحة.

كما منعت الصحف ومحطات التلفزة من نشر صور الانتحاريين وضحايا التفجيرات الانتحارية فضلاً عن تصريحات المقاتلين الاسلاميين.ويعاقب على انتهاك هذا المرسوم بالسجن حتى ثلاثة اعوام او بغرامة قدرها عشرة ملايين روبية (167 الف دولار).ويمكن ايضًا للسلطات المسؤولة عن تنظيم قطاع الاعلام مصادرة معدات المخالفين ومكاتبهم لمدة ثلاثين يوميًا.

رايس تحث مشرف على اجراء الانتخابات البرلمانية

إلى ذلك، دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاثنين في رام الله بالضفة الغربية الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى الغاء حالة الطوارئ وتنظيم انتخابات برلمانية.وقالت رايس في مؤتمر صحافي quot;نعتقد ان الافضل لباكستان هو العودة الى الطرق الدستورية، وبعدها تنظيم انتخابات. كما انه من الصحيح ايضا ان الرئيس مشرف اعلن استعداده للتخلي عن منصبه لعسكري وهذا يشكل خطوة مهمةquot;.

وتابعت رايس quot;نظرًا للاحداث الكثيرة التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية سيكون من الافضل لباكستان الدخول في عملية ديمقراطية (...) وسنصاب بخيبة امل ما لم يحصل ذلكquot;.

هولندا تعلق مساعداتها لباكستان

من جانبها، اعلنت هولندا الاثنين تعليق مساعدتها المالية لباكستان بعدما فرض الرئيس الباكستاني حال الطوارئ في بلاده.وقال وزير التنمية الهولندي برت كوندرس لوكالة انباء quot;اي ان بيquot; quot;هذا انقلاب مأسوي تمامًا، اننا نرفضه بشدة، وهو يهدد الديموقراطية والتنمية والشعب الباكستانيquot;.وخصصت هولندا مبلغ 15 مليون يورو لتقديمها كمساعدة الى باكستان في 2007، وصل منها حتى اليوم الى اسلام اباد 12 مليونًا.

اما المبلغ الباقي فتم تعليقه كما اوضح فرانشيسكو ماشيني المتحدث باسم كوندرس.اما بالنسبة الى العام 2008 فخصصت هولندا 40 مليون يورو، الجزء الاكبر منها مخصص لبرامج تعليمية. وكشف المتحدث ان العمل يجري على اعادة النظر في هذه المساعدة.

الانتخابات في باكستان ستجري في موعدها المحدد

إلى ذلك نقلت وسائل الاعلام عن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز الاثنين ان الانتخابات العامة ستجري quot;في موعدهاquot; في منتصف كانون الثاني/يناير، رغم فرض حال الطوارئ في البلاد.ونقلت وكالة quot;اسوشييتدس برس اوف باكستانquot; عن عزيز قوله ان quot;الانتخابات المقبلة ستجري في الموعد المحدد لهاquot;، الا انها لم تكشف عن تفاصيل.وحثت الولايات المتحدة وبريطانيا مشرف على اجراء تلك الانتخابات في موعدها المقرر.