كروفورد: أعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت في كروفورد، أن برلين وواشنطن تعتقدان أن الحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني ممكن حتى وإن كانت هناك ضرورة ربما لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران لإرغامها على وقف تخصيب اليورانيوم.

وقالت ميركل في ختام اجتماعها مع الرئيس الأميركي جورج بوش في مزرعته في كروفورد (تكساس، جنوب) quot;علينا التفكير بعقوبات جديدة محتملةquot; اذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية التي يبذلها كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإتحاد الأوروبي لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي.

وأردفت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس بوش في ختام زيارتها الى الولايات المتحدة التي استمرت يومين quot;نعتقد ان هذه المشكلة يمكن حلها دبلوماسيًاquot;. وتعتقد الدول الغربية ان البرنامج النووي المدني الايراني ستار تستخدمه طهران لاخفاء مساعيها الرامية الى حيازة السلاح الذري، وهي تهمة ينفيها الايرانيون نفيًا قاطعًا.

وسبق لمجلس الامن الدولي ان فرض على ايران دفعتين من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الا ان النظام الايراني ما زال حتى الساعة يرفض الخضوع للمطالب الدولية. وتبذل الولايات المتحدة مساعي حثيثة لفرض دفعة ثالثة من العقوبات على طهران، إلا ان روسيا والصين تريدان منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيدا من الوقت للانتهاء من تقييم البرنامج النووي الايراني قبل فرض عقوبات.

وعمدت واشنطن بشكل احادي الى تشديد العقوبات التي تفرضها على ايران وطلبت من حلفائها ان يحذوا حذوها. ويؤيد الفرنسيون هذه الفكرة الا ان المانيا لا تزال حتى الآن تفضل ان تكون هذه العقوبات دولية يتم اقرارها في مجلس الامن. ولقيت ميركل معاملة خاصة منذ وصولها برفقة زوجها الجمعة الى دارة آل بوش في مزرعتهم quot;بريري شابيلquot;.

وانضمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بوش وميركل لكي تبحث بالاضافة الى الملف الايراني عملية السلام في الشرق الاوسط وجهود ارساء الاستقرار في افغانستان ومستقبل كوسوفو والوضع في بورما والازمة السياسية اللبنانية. وحرص البيت الابيض على التعامي عن الاتهامات التي سبق وان وجهتها واشنطن لبرلين بسبب رفض الاخيرة توسيع انتشار قواتها في افغانستان، مؤكدًا ان بوش سيسعى الى تبديد المخاوف من ضربة على ايران.

وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض غوردن جوندرو الجمعة quot;استراتيجيًا، نحن على الموجة نفسها، اما تكتيكيًا، فهناك بعض الخلافات البسيطةquot; حول ملفات مثل ايران وافغانستان، مقللاً في الوقت عينه من احتمال تحقيق تقدم كبير.

وافغانستان، التي ينتشر في شمالها حوالى ثلاثة الاف جندي الماني تعتبر من المواضيع الشائكة بين المانيا والولايات المتحدة، رغم ان جوندرو رفض تكرار الانتقادات الاميركية لحليفه الالماني في حلف شمال الاطلسي، بعدما رفضت برلين نشر جنود في جنوب البلاد لمكافحة تمرد طالبان.

وقال الناطق باسم الرئيس الاميركي ان الاخير سيصطحب ميركل في نزهة quot;لانه يحب التجول مع زواره في المزرعةquot;. وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والمانيا شهدت فتورًا في عهد غيرهارد شرودر سلف ميركل، اثر معارضته الشديدة اجتياح العراق في 2003. لكن بوش يكن مودة خاصة لميركل التي وصلت الى السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 واستقبلته على الغداء في تموز/يوليو 2006 في دائرتها الانتخابية في ألمانيا.