واشنطن:تفاوتت آراء المراقبين الأميركيين حول سلامة ترسانة باكستان النووية في خضم الأزمة السياسية هناك والتي تأزمت بإعلان الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور.

الاقامة الجبرية على بوتو عشية تنظيم مسيرة سلمية

وقال المندوب السابق للولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، جون بولتون، إنه سيحث إدارة الرئيس جورج بوش على مواصلة الدعم الأميركي لمشرف، الذي تلقت حكومته 10 مليار دولار كمساعدات أمريكية منذ عام 2001. وشرح بولتون أن ترسانة باكستان النووية ربما تكون quot;تقنياًquot; في مأمن، quot;إلا أنها ليست قضية تقنية، بل سياسية.. إذا أخفق الجيش أو انقسم، فالغطاء التقني لن يحمي تلك الأسلحة.quot;وأضاف قائلاً: quot;لا مجال للالتباس هنا: فالوضع بالغ الخطورة.quot;

وأشار المسؤول الأميركي إلى الموقف الصعب الذي يواجهه الرئيس الباكستاني مضيفاً: quot;حتى المؤسسة العسكرية ممتلئة بالعناصر المتشددة الذين حاول (مشرف) تحجيمهم في مناصب دنيا، إلا أنهم منتشرون، وهو (مشرف) لا يملك مرونة الديكتاتور العسكري الحقيقي.quot;

ودعا بولتون المسؤولين الأميركيين إلى النظر إلى ما وراء تطبيق الديمقراطية في باكستان، ونوه قائلاً في هذا السياق: quot;الوضع هنا بالغ التعقيد، وبالرغم من أن فرض الأحكام العرفية وتعليق العمل بالدستور أمران غير محبذين، إلا أنني أضع تأمين تلك الأسلحة في سلم أولوياتنا.quot;

وجانب، ريتشارد هولبروك، المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، رأي بولتون بالتشديد على المخاوف حول سلامة ترسانة باكستان النووية.

وأضاف قائلاً: quot;الأمر يجب أن يكون مصدراً لقلق الجميع، فهذا وضع متقلب بصورة استثنائية، لا نريد أن نرى باكستان وقنابلها، تقع في أيدي أشخاص مثل (الرئيس الإيراني) محمود أحمدي نجاد والملالي.quot;

وإلى ذلك، قال المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، السيناتور جو بيدن، إنه يولي تلك المخاوف أهمية إلا أنها ليست بالقضية الملحة. وأردف قائلاً: quot;أنا قلق للغاية بهذا الشأن ولكن ليست بصورة مباشرة، لكن ربما خلال العام أو العامين المقبلين.. يمتلكون (باكستان) ما بين 24 إلى 55 سلاحاً نووياً، وليست قنابل فقط، فهنالك الصواريخ البعيدة المدى التي يمكن أن تشق طريقها إلى البحر المتوسط.quot;

وخالف نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، ريتشاد أرميتاج، تلك المخاوف مطمئناً بأن الأسلحة النووية الباكستانية في مأمن، ومضى قائلاً: quot;أولاً: الترسانة النووية متفرقة، ثانياً أنها تحت حماية الجيش الفائقة.quot; وأردف: quot;أعتقد - على المدى القصير أو حتى المتوسط - وفي حال تدهور الوضع، مخاوفنا لن تنحصر فوراً على الأسلحة النووية.quot;

وعلى الصعيد الباكستاني، قال الرئيس الباكستاني برويز مشرّف إنّ الانتخابات العامة المقبلة يمكن أن تعقد أثناء حالة الطوارئ التي quot;ستضمن بالتأكيد انتخابات نزيهة وشفافة.quot;

وقال مشرف الأحد، في أول مؤتمر صحفي له منذ بدء حملة القمع، إن حكومته اضطرت لفرض حالة الطوارئ وتعليق الدستور لإنقاذ البلاد من حكومة مشلولة جراء تدخلات رئيس المحكمة الباكستانية العليا المقال افتخار شودري، الذي اتهمه بالفساد. وأعلن أن الجمعية الوطنية الباكستانية والمجالس الإقليمية ستحل خلال الأيام المقبلة حتى يتسنى إجراء الانتخابات العامة قبل التاسع من يناير/ كانون الثاني.

بوش يطالب برفع حال الطوارىء قبل الانتخابات

على صعيد متصل، اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان حال الطوارىء يجب ان ترفع في باكستان كي تكون الانتخابات التشريعية quot;حرة ونزيهةquot;.

وجددت المتحدثة باسم البيض الابيض دانا بيرينو التأكيد على انه يتوجب على الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان يتخلى ايضا عن بزته العسكرية quot;لان الرئيس (بوش) يعتقد انه لا يمكن ان يكون رئيسا وقائدا للجيش على السواءquot;.وقالت بيرينو quot;نعم، الرئيس بوش يعتقد انه يجب رفع حال الطوارىء كي تكون الانتخابات حرة ونزيهةquot;.

بدوره، وصف الامين العام للامم المتحدة تحديد الرئيس الباكستاني برويز مشرف جدولا زمنيا للانتخابات التشريعية قبل التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل بانه quot;تقدم ايجابيquot;. وقال بان قبيل مغادرته برازيليا لزيارة المنطقة الامازونية quot;اعتقد ان الامر يتعلق بتقدم ايجابي ومع ذلك امل ان تقوم الحكومة الباكستانية باكثر من ذلكquot;. واعرب عن الامل في ان quot;يتجاوب الجنرال مشرف مع الاسرة الدولية حيال الديموقراطية في باكستانquot;.