الحريري اليوم إلى مائدة ساركوزي: الرئاسة والمحكمة
بيروت تنتظر عمرو موسى بآمال وشكوك

إيلي الحاج من بيروت: ستكون تطورات الأزمة اللبنانية وموضوع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري بندًا بارزًا في المحادثات التي يجريها اليوم، رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يستضيفه إلى غداء عمل في قصر الإليزيه. وسيطلع النائب الحريري الرئيس الفرنسي على تفاصيل نتائج مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة من أجل إعادة إطلاق الإستحقاق الرئاسي اللبناني الذي واكبه رئيس quot;المستقبلquot; من المملكة العربية السعودية، ولا سيما اللقاء الذي جمع وزيري خارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره السوري وليد المعلم. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي مؤتمرًا صحافيًا يشير فيه الى السياسة الخارجية التي سيعتمدها في منطقة الشرق الأوسط ومشاكلها المتعددة التي تهم باريس، ولا سيما الأزمة اللبنانية. مع العلم ان ساركوزي يبدأ الأحد جولة تشمل المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر.

ولقاء اليوم هو الثالث بين الرجلين منذ أن انتهت في أيار/ مايو الماضي ولاية الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي ربطته صداقة خاصة بالرئيس الحريري وعائلته من بعده. وعشية لقاء ساركوزي - الحريري، رحّب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بـ laquo;الخطة الثلاثية المراحل التي اعتمدها وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية خلال اجتماع في القاهرة بهدف ايجاد حل للأزمة السياسية اللبنانيةraquo;. وقال: laquo;تشكل هذه الخطة التي تستلهم بخاصة الافكار التي ساهمت فرنسا في تطويرها خلال الأشهر الأخيرة، تطورًا شديد الايجابية والاهمية وهي تحمل أملاً كبيرًاraquo;، داعيًا laquo;الاطراف المعنيين كافة الى بذل كل جهد ممكن لتسهيل ترجمتها عمليًا للسماح بالاجراء الفوري للانتخابات الرئاسية ضمن روحية التوافق واقامة حكومة وحدة وطنية واعتماد قانون انتخابي جديدraquo;.

بدوره أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في المفوضية الأوروبية خافيير سولانا عن دعمه للخطة التي وضعتها الجامعة العربية لحلّ أزمة الإنتخابات الرئاسية اللبنانية. وتمنى النجاحquot; لزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت غدًا الأربعاء، آملاً في quot;إعادة انطلاق المؤسسات الديمقراطية في لبنان سريعًاquot;.وينتظر اللبنانيون بأمل وتشكك في آن واحد أن تتضح تفاصيل الخطة العربية لحل أزمة بلادهم مع وصول عمرو موسى إلى بيروت. وفي هذا الوقت اجمعت قوى الاكثرية على الترحيب بالخطة بينما سجلت مواقف ابرز القوى المعارضة بعض التباين في ما بينها، وإن كانت في مكوناتها الأساسية ظلت عند تحفظها عن إطلاق أي تأييد رسمي للمبادرة، ولا عن أي موقف سلبي تجاهها. وكان الموقف الأبرز فيها للنائب الجنرال ميشال عون الذي رأى أن وزراء الخارجية العرب quot;أعطوا أولوية للشكل على حساب بعض المضمونquot;، وقال إن مجيء عمرو موسى إلى لبنان لشرح بعض المضامين quot;سيوضح الصورة ليبنى على الشيء مقتضاهquot;. وكرر الجنرال عون أنه هو شخصيًا المعبر للتفاوض مع أي فريق يريد حل الأزمة اللبنانية، داخليًا أو خارجيًاquot;.

في المقابل ، قال quot;مصدر قياديquot; في قوى الغالبية، أو قوى 14 آذار/ مارس في بيان إن ثمة quot;مجموعة من التفسيرات التي تستبق وصول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت تحاول ان تعطي الاعلان الصادر عن اجتماع القاهرة مفهوما غير دقيق وتطرح معادلات حكومية جديدة غير موجودة في صلب القرار، ان اي قراءة بسيطة لهذا القرار تؤكد بما لا يدع اي مجال للابهام والشك على ثلاثة امور:

اولا- انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان فورًا رئيسًا للجمهورية وفق الاصول الدستورية، وهذا امر لا يخضع لأي تفسير.

ثانيًا- الدعوة الى اتفاق فوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجري المشاورات لتلافيها طبقا للاصول الدستورية على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف، ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح، هذا هو نص القرار، وهذا يعني بشكل صريح ان كلمة الترجيح تتعلق بحصة الاكثرية التي لن يكون لها في التشكيلة الحكومية الثلثان، اي اقل من عشرين وزيرًا في حال كانت الحكومة ثلاثينية، وان كلمة laquo;الاسقاطraquo; تتعلق بحصة الاقلية التي لن يكون لها حق الحصول على الثلث المعطل، اي اقل من 11 وزيرًا اذا كانت الحكومة ثلاثينية.

ثالثا- يبدأ العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، وهو امر مطروح للجدل في ظل توافق اكثرية الاطراف على هوية القانون المتوقعquot;.