مهند سليمان من المنامة: في تصريح جديد للوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام مي بنت محمد آل خليفة وصفه مراقبون بأنه quot;تمرد جديد على الوزيرquot;، ويكشف إحتدام الصراع بين الوزير ووكيلته، إتهمت وكيلة الثقافة وزارتها التي يقودها جهاد بوكمال بالتورط في سرقة قطعة حجرية كبيرة هي عبارة عن إناء حجري يمثل حوضًا عموديًا مثبتًا على قاعدة في أرضية البئر من موقع معبد باربار الأثري. واتهمت مي وزير الاعلام دون أن تسميه، قائلة quot;إن هذه السرقة المتعمدة تكشف مدى الضعف الذي بلغ ببعضهم لتخويف القطاع والتّصيّد في المياه العكرة من أجل زحزحتها عن موقعها الذي لن تنسحب عنه ولن تتردد في الدفاع عنه والتمسك به فهي ابنة هذا الوطن وهي تعمل له ومن أجلهquot;.

يشار إلى ان صراعًا شديدًا يجري حاليًا بين وزير الاعلام ووكيلته للثقافة والتراث كما حدث مع الوزراء الاثنين الذين سبقوه بسبب رفض الوكيلة اي سلطة للوزراء عليها مفضلة العمل وحيدة دون رقابة الوزير ومطالبة باستقلالها كقطاع منفصل الامر الذي رفضه جميع الوزراء الذين عملوا معها. وظهرت خلافات الطرفين على العلن بعد تصريح وزير الاعلام جهاد بوكمال الذي خرج عن صمته علنيا الاسبوع الماضي في اول موقف رسمي له وابدى استغرابه من اجتماع الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث آل خليفة مع النواب دون علمه وقال ان الاجتماع‮ ‬غير قانوني‮.‬

وعلمت إيلاف ان الوزير بوكمال ابلغ القيادة البحرينية بالاخطاء الكبيرة والاشكاليات التي وقعت فيها إدارة التراث وطالب بعزلها من منصبها لسوء ادارتها وتسببها بإحراجه، وخصوصًا انه الشخص المحاسب أمام البرلمان البحريني، وحسب المعلومات التي حصلت عليها إيلاف فإن قرار رفيع المستوى سيصدر قريبًا في تغيير الوكيلة ونقلها إلى منصب اخر كمستشارة في احدى الاجهزة الرسمية، بعد اقتناع السلطات العليا بالاخطاء التي وقعت بسببها ، وانه لا يعقل ان تكون الوكيلة على صواب و3 وزراء تولوا مهام الوزارة على خطأ.

وقالت مي في تصريحات نشرتها صحيفة اخبار الخليج quot;إن القرارات المصيرية في أيدي أناس هم بعيدون تماما عن طبيعة العمل الأثري وليس لهم علاقة به إلا أنهم يعملون على وضع قرارات تخلق تراجعا في العمل الآثاري والتاريخيquot;، وأكدت أن ما حصل من سرقة quot; يكشف مدى الهوة التي تبعد وزارة الإعلام عن قطاع الثقافة وتكشف طريقة تعاملهم مع مراسلات القطاع وهو تعامل محاط بإهمال شديد مع عدم وجود أي جدية أو حرص على النظر في هذه المراسلات وأخذها بعين الاعتبار ووضعها موضع التنفيذquot;.

صراع الوكيلة مع الوزراء له خلفياته، فبالرجوع إلى السنوات القليلة الماضية ومنذ العام 2002 لم تجد الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام امامها سوى العودة إلى المنزل لاكثر من عام ونصف بعد ان تحفظ وزير الاعلام في ذلك الوقت نبيل بن يعقوب الحمر الذي يشغل منصب مستشار الملك الإعلامي حاليا، على اسلوبها في العمل وسعيها للعمل منفردة بعيدا عن الجهة الرسمية التي تتبعها وهي وزارة الإعلام دون الرجوع إلى الوزارة في اي خطوة تتخذها، فما كان منها إلى ان تتوقف وتلزم المنزل حتى جاء الوزير الجديد الذي خلف الحمر وهو الدكتور محمد بن عبدالغفار.

الوزير عبدالغفار تجنب الصدام معها وظلت تعمل لوحدها لدرجة انها قامت بحذف شعار الوزارة واسمها من جميع المطبوعات، كما ان الوزير لم تكن لديه الصلاحية حتى لتوجيه الدعوات في احدى الاحتفاليات، بينما الوزير الجديد جهاد بوكمال كما يقول مثقفون ومراقبون لخطواته منذ ان تولى منصبه الجديد وضع في اجندته اولوية حل هذه الاشكالية وانهائها إلى الأبد ، وكما يقول المراقبون ان الوزير ما زال ينتظر الحل لدى اصحاب القرار.