إسلام أباد: أفادت السلطات الأمنية الباكستانية السبت أن عدد قتلى التفجير الإنتحاري أثناء تشييع مدير شرطة مقاطعة سوات، في شمال غرب باكستان، الجمعة إرتفع إلى ما لا يقل عن 45 قتيلاً، إضافة إلى 82 جريحاً. وقال متحدث باسم الشرطة إنه لم يتم التعرف حتى الآن سوى على هويات 30 قتيلاً و55 جريحاً. وكان انفجار عنيف، الجمعة، قد هزّ موكب تشييع ضابط شرطة لقي مصرعه في وقت سابق من اليوم. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد إقبال شيما حينها أن الحصيلة الأولية للتفجير تشير إلى مصرع 11 شخصاً وجرح 50 آخرين.

وأشارت تقارير أخرى إلى أنّ حصيلة القتلى أكثر من ذلك بكثير حيث قال مصدر في شرطة سوات إنّ الحصيلة تبلغ 30 شخصا وجرح 50 آخرين على الأقلّ. والجمعة لم تتمكن الشرطة من تأكيد تقارير أشارت إلى أنّ الأمر يتعلق بتفجير انتحاري، هزّ الجنازة التي وقعت في منغورا، عاصمة إقليم وادي سوات. وأضاف المصدر أنّ الانفجار تسبب في انقطاع التيار الكهربائي مما جعل من الصعب تقديم عدد دقيق لحصيلة الضحايا. وقالت تقارير محلية أخرى إنّ عدد القتلى يتراوح بين 40 و50، من ضمنهم مسؤولون محليون رفيعو المستوى.

ومن جهته، توقّع شيما ارتفاعا في عدد القتلى لاسيما أنّ حالة عدد كبير من الجرحى تعدّ خطيرة. ولقي الشرطي مصرعه في تفجير وقع في وقت سابق من الجمعة، في منقطة لاكي مروات، شمال غرب البلاد. يأتي ذلك أياما قليلة فقط بعد إعلان الجيش الباكستاني أنّه بسط سيطرته على وادي سوات، الذي هيمنت عليه مليشيات quot;طالبان الباكستانيةquot; بقيادة الزعيم فضل الله. وقال الناطق باسم الجيش، الجنرال أطهر عباس، الثلاثاء، إن القوات الحكومية دحرت العناصر المتشددة من الوادي، باستثناء بعض الجيوب الجبلية التي لجأت إليها تلك المليشيات.

وكان الجيش الباكستاني قد بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني أكبر عملية عسكرية، منذ إلقاء حكومة باكستان بثقلها خلف الحرب التي تقودها الإدارة الأمبركية لمكافحة الإرهاب منذ ست سنوات. وذكر قائد العمليات العسكرية بالجيش الباكستاني الجنرال ناصر جانجوا أن القوات البرية المدعومة بالمروحيات القتالية والآليات الثقيلة استولت على مواقع مهمة في المنطقة كما لاحقت المليشيات المندحرة. وأوضح أن العملية خلفت 11 جندياً قتيلاً بجانب مصرع 19 مدنياً و230 مسلحاً، مشيراً إلى إحراز الجيش تقدم ضئيل في ملاحقة قياديي الحركة، من بينهم فضل الله، والذين يعتقد باختبائهم في quot;سواتquot;، أو المنطقة القبلية المجاورة لحدود أفغانستان.

ورفع فضل الله، الذي يقود فصيلا متشددا محظورا وأرسل تعزيزات إلى حركة طالبان إبان الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، السلاح ضد إسلام أباد في يوليو/تموز الماضي داعياً إلى quot;الجهادquot; ضد حكومة الرئيس برويز مشرف.