الياس توما من براغ : نشب جدال سياسي جديد بين المعارضة والحكومة بشأن موضوع الدرع الصاروخي الذي تريد الولايات المتحدة نشر جزء منه في تشيكيا وذلك على ضوء مطالبة الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التشيكي الحكومة بإيقاف المحادثات التشيكية الاميركية الخاصة بوضع القاعدة في منطقة بردي التشيكية .

وقد ترافقت دعوة رئيس الحزب ييرجي باروبيك هذه بتحذير من أن عدم الاستجابة لذلك ستجعل حزبهquot; يبحث عن الطرق المؤدية إلى إعادة تقييم الاتفاقيات التي ستوقعها تشيكيا مع الولايات المتحدة في هذا المجال quot; .
وأشار إلى أن أصوات متزايدة داخل حزبه تتحدث الآن عن أن حكومة ميريك توبولانيك الحالية لا تتصف بالشرعية كونها قد تشكلت بعد تعديل نتائج الانتخابات البرلمانية في إشارة إلى أنها حصلت على الثقة في البرلمان بفضل تصويت منشقين من الحزب الاجتماعي لصالح حصولها على الثقة وإقرار ميزانية الدولة والعديد من الخطوات الأخرى .

ورأى باروبيك أن وضع القاعدة الرادارية في تشيكيا وقاعدة الاعتراض الصاروخية في بولندا المجاورة سيغيران موازين القوى في أوروبا متوقعا أن يثير هذا الأمر ردا روسيا .
وأشار إلى انه يريد خلال زيارته القريبة إلى موسكو التحدث مع الخبراء الروس حول التوجهات والنوايا الاستراتيجية لروسيا في وسط وشرق أوروبا على ضوء هذه التطورات .
وقد رد رئيس الحكومة ميريك توبولانيك على هذه الدعوة لإيقاف المفاوضات بالرفض معتبرا أن من واجب حكومته الاستمرار فيها ومشددا على أن المفاوضات لم تنته بعد ولذلك فان من المبكر توقع نتيجة هذه المفاوضات منذ الآن وتوقع مصير هذه المفاوضات في البرلمان التشيكي بعد عرضها عليه .

وأكد أن نقاشا يدور داخل حلف الناتو بشان الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا منذ فترة وان نتيجة ذلك ستظهر خلال قمة الناتو القامة مطلع نيسان ابريل القادم في بوخارست .
وكرر اتهامه لباروبيك بان حكومته هي التي وافقت في تموز يوليو من عام 2006 ليس فقط على وضع الرادار وإنما على وضع صواريخ ولهذا أمرت بإعداد المكان المناسب .
وقد نفى باروبيك هذا الاتهام لحكومته السابقة مشيرا إلى مقطع من قرار وافقت عليه حكومته آنذاك ورد فيه quot; بان الحكومة تأخذ علما بالمعلومات حول المشاورات الفنية ــ التنظيمية الخاصة باحتمال وضع عناصر من الدرع الصاروخي وتكلف وزير الخارجية بالتعاون مع وزير الدفاع بتقديم تقرير للحكومة حول تقييم عروض الأمكنة المناسبة واقتراح الخطوات اللاحقة في حال موافقة تشيكيا على الطلب الاميركي quot;. وشدد على أن المشاورات الفنية لا تؤسس لأي نتائج قانونية ملزمة .

من جهته حذر رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب التشيكي يان هاماتشيك الذي ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض من أن الحكومة تسير على الطريق الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات التشيكية الاميركية لأنه يمكن أن تتوصل إلى اتفاق بشان وضع الرادار غير أن هذه الاتفاقية قد لا يوافق عليها البرلمان مشيرا إلى أن موقف الائتلاف الحاكم غير موحد بهذا الشأن في إشارة إلى موقف حزب الخضر .
وكان نائب رئيس حزب الخضر اوندرجيه ليشكا قد أعلن عدة مرات أن حزبه لن يوافق على وضع الرادار إلا في حال اعتباره جزءا من منظومة الدفاع الجماعية للناتو وانه يتوجب عدم الإسراع بالمفاوضات الآن والانتظار لما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة .

يذكر أن المفاوضات بين التشيك والاميركيين وبين البولنديين والاميركين تتم منذ عدة اشهر وعلى خلاف الوضع غير الواضح بعد في المفاوضات البولندية الامريكية فان رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك صرح خلال زيارته إلى واشنطن نهاية الشهر الماضي إلى أن ثلاث كلمات فقط لا تزال تنقص إتمام التوصل لاتفاق نهائي بشان وضع القاعدة الرادارية الاميركية في بلاده .