quot;كيد النساءquot; يحسم اللعبة السياسة في أميركا
هيلاري كلينتون ضحية المرأة أم الرجل؟

إيلاف من دبي: صفعة قوية تلك التي تلقتها المرأة في الولايات المتحدة الأميركية، بعد عقود من النضال، أخيرًا تجرأت امرأة، هيلاري كلينتون ، على أن تترشح لأهم منصب ليس في أميركا فقط بل في العالم أجمع، إلا أنه ولخيبة أملها فإن المرأة نفسها هي التي كانت أهم سبب في فشلها. وبين عاملي الجنس والعرق، تفوق العرق وانتخبت أكثرية النساء المرشح باراك اوباما.

في نيسان/ابريل عام 2004 توجهت هيلاري كلينتون إلى واشنطن لإلقاء كلمة على مسمع مليون إمراة للمطالبة بتطبيق حقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل. لمع ذلك التصفيق في عينيها لكنها لم تعلم أنه لن يكون كافيًا لفوزها في الانتخابات الرئاسية لعام 2008.

إذا فشلت المرأة مجددًا في تحقيق طموحاتها السياسية، حتى في أميركا، لم تستطع أن تحقق ما تصبو إليه لتجد نفسها قابعة تحت رحمة الرجل، الذي تبين أنه صاحب القرار السياسي الأول والأخير. وعلى مر السنين والحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية، لم تشكل القوة النسائية، قط، عاملاً مفصليًا في تقرير مرشح ضد آخر... حتى لو كان ذلك المرشح امرأة.

وفي ظل التباين داخل المجتمع الأميركي سواء الجنسي أم الجغرافي أم العرقي، يبدو أن العامل العرقي يتفوق في بلد عانى من الصراعات العرقية وما زالت انتاجاته الأدبية ترشح قصصًا وروايات عن العبودية والاضطهاد. إذ استطاع المرشح من الأصول الافريقية باراك أوباما ان يحوز على أصوات النساء ذوات الأصول الإفريقية وعلى رأسهن المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري، التي اختارت دعمه على نظيرتها من الجنس الناعم.

وعلى الرغم من ان استخدام تعبير quot;ناعمquot; في خصم معركة سياسية لا يبدو مناسبا، إلا أن فشل كلينتون في حيازة ترشيح حزبها يعكس بكل وضوح عدم ثقة الأميركيين في تولي امرأة سدة القيادة، في بلد يتغنى بالديمقراطية وتطبيق المساواة الجنسية والاجتماعية والدينية.

وتكشف التجربة الأخيرة انقسام الحركات النسائية داخل الولايات المتحدة وفق عوامل عدة منها العرق والطبقة الاجتماعية وحتى الفئات العمرية. فالنساء من الأصول الإفريقية أسسن في عام 1973 quot;الحركة النسائية السوداءquot;. وفي عام 1984، عمدت الكاتبة اليس والكر على تأسيس جمعية السيدات الاشتراكيات معتقدة أن تطبيق المساواة بين الرجل والمرأة يبدأ من مقاومة الرأسمالية أولا. وعلى الأرجح فإن عدم توحد الصف النسائي هو من أهم أسباب عدم وصول كلينتون إلى هدفها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، إن لم تنجح المرأة الآن فمتى؟ إن لم تنجح مرشحة ببرنامج ككلينتون فمن؟

ومن مغرب الأرض إلى مشرقها، يبدو أن العامل المشترك بين المرأة الغربية والشرقية هو quot;الفشل السياسيquot;، إذ تشكل التجربة الكويتية خير دليل على عدم ثقة المرأة بنظيرتها، الأمر الذي دفع العديد من دول الخليج، الهادئة ديمقراطيًا، إلى quot;منحquot; المرأة مناصب سياسية مجانًا، وذلك في اطار quot;البرستيجquot; وquot;الاتيكيت الديمقراطيquot; الجديد الذي يفرض وجود المراة كما الشمعة على طاولة الحوار والسياسة.

ففي الكويت حاولت المراة كسر هذه القواعد، واثارت العواصف السياسية والانتخابية وان كانت في مرات كثيرة لا تعدو عن كونها زوابع في فنجان تنتهي بالفشل في دخول مجلس الامة مع الاقرار بذكورية الانتخابات وبالاجماع، والدليل على ذلك اصواتها التي قدرت باكثر من 35% عام 2006، منحت غالبيتها للمرشحين الذكور، الامر الذي يؤكد ان المراة لا تفهم المراة كما يقال، على الأقل سياسيًا.

وان كان فشل المراة في الخليج نتاج اللعبة السياسية التي تتحكم فيها العادات الاجتماعية والقبلية ويغذيه عامل الدين والشريعة، فإن تحرر المرأة في المغرب العربي وعلمانيتها لم يشفعا لها أيضًا في الفوز بالمراكز القيادية، على الرغم من جرأتها ودعم الاحزاب والجمعيات السياسية لها.

ففي الجزائر، ترشحت رئيسة حزب العمل والعمال الاشتراكي لويزة حنون، المعروفة بنضالها وتاريخها السياسي الطويلين للانتخابات الرئاسية عام 2004، ضد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وحصلت على 1 في المئة من الاصوات مع بالغ التقدير والاحترام من الشعب ومن الرئيس بوتفليقة الفائز الذي اقر بنجاحها المعنوي، الذي اعطى لحزبها الاشتراكي الدعم في الانتخابات المحلية والتشريعة وتمكن من الفوز بعدد كبير من المقاعد البرلمانية اعادته للمشهد البرلماني والسياسي بقوة .

وبشكل عامrlm;، وبغض النظر عن تفاصيل لغة الأرقام، فإن نسبة تمثيل المرأة العربيةعلى مستوى البرلمان والحكومة تظل متواضعة وبالطبع غير مؤثرةrlm;،rlm; أي أنها ما زالت بعيدة عن دوائر صنع القرار التشريعي والتنفيذيrlm;،rlm; سواء تعلق الأمر بقضايا المرأة تحديدًا أو قضايا المجتمع بشكل عامrlm;.rlm; كذلك فإن الزيادة العددية التي تطرأ أحيانًا على مستوي تمثيلهاrlm;،rlm; قد لا ترقي في الغالب الى حد التغيير الكيفيrlm;،rlm; طالما بقيت تلك الزيادة كمية.

ويبقى الصراع الحقيقي أمام المرأة هو حيازتها على ثقة المرأة قبل الرجل لتحقيق طموحاتها السياسية، فإن كان عامل الجنس يؤثر عميقًا في نجاحها فلتفز بأصوات جنسها بداية قبل ان توسع دائرة المعركة إلى الجنس quot;الخشنquot;.