اوباما يشيد بكلينتون ويؤكد ان الديموقراطيين سيكونوا موحدين

واشنطن، وكالات: إلتقى باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية في إجتماع مفاجئ بمنافسته السابقة على ترشيح الحزب هيلاري كلينتون. وقال متحدث بإسم أوباما إن الخصمين السابقين أرادا مناقشة تنسيق حملتيهما وتوحيد الحزب. وتسود تكهنات شديدة باحتمال اختيار أوباما لكلينتون نائبا له في المعركة الانتخابية ضد مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين.

غير أن هذه المحاولة قد لا تكفي مع بروز ما يبدو أنه عاصفة جديدة قد تمنع تحقيق تلك المحاولة. ويعد هذا اللقاء الأول بينهما منذ حقق أوباما العدد المطلوب من أصوات المندوبين للحصول على ترشيح الديمقراطيين له لخوض الانتخابات التمهيدية. كذلك اعتبرتها مصادر أولى محاولات الجانبين لتوحيد الحزب الذي انقسم بصورة متزايدة بين الجانبين خلال المعركة الانتخابية التمهيدية.

فجوة جديدة بحاجة لرقعة

كما ان هذه المحاولة ربما تنجح في توحيد الحزب من ناحية سد الفجوة بين كلينتون وأوباما، لكن ثمة فجوة أخرى برزت الخميس عندما أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، هاري ريد، وقوفه إلى جانب السيناتور جوزيف ليبرمان في انتقاده لأوباما حول سياسات الأخير الشرق أوسطية. فقد هاجم السيناتور الديمقراطي السابق والمستقل حالياً، الذي سبق أن أعلن تأييده للمرشح الجمهوري جون ماكين، جوزيف ليبرمان المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، أوباما، إثر خطاب الأخير أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك).

وفي أعقاب هذا الخطاب دفع أوباما ليبرمان جانباً الأربعاء وأجريا حديثاً مطولاً لكن لم يفصح النقاب عما دار بينهما. لكن أوباما كشف أن الحديث كان يتعلق بفحوى الخطاب الذي ألقاه أمام اللجنة، التي تعد واحدة من أهم جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، وأنهما تحدثا في أمور سياسية. وقال ريد quot;أعتقد أن على الجميع أن يدركوا أن ليبرمان اتخذ قراره بشأن الحرب (على العراق) وقرر تأييد جون ماكين، لكنه عضو له ثقله الانتخابي.quot;

وجاء تصريح ريد هذا رداً على سؤال حول ما إذا كان يدرس فكرة عزل ليبرمان عن رئاسة لجنة الأمن الداخلي والشؤون الإدارية. وقال ريد إنه أجرى حديثاً مطولاً بعض الشيء مع ليبرمان الأربعاء، لكنه هو الآخر رفض الحديث عما دار بينهما، لكنه قال: quot;أعتقد أن حديثه مع أوباما أمس، وحديثي معه كانا مثمرين.quot;

يذكر أن ليبرمان كان مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي في انتخابات العام 2000، لكنه ترك الحزب عام 2006 بعد أن خسر أمام منافسه نيد لامونت في السباق الانتخابي التمهيدي على المقعد الانتخابي رغم أنه عاد وفاز عليه في الانتخابات العامة.

وكانت كلينتون قد أنكرت سعيها للحصول على هذا المنصب كما قالت إنها ستمنح دعمها لمنافسها باراك اوباما. وأعلن اوباما يوم الثلاثاء انه حصل على تأييد عدد كاف من مندوبي الحزب ليفوز بالترشيح بعد ان اجرت آخر ولايتين انتخاباتهما التمهيدية. ويعتقد ان كلينتون قررت الانسحاب من السباق بعد ان اجرت مكالمة هاتفية متعددة الاطراف مع عدد من كبار النواب الديمقراطيين في الكونغرس.

وقال مدير حملة كلينتون الاعلامي هوارد وولفسون إن كلينتون ستعلن انسحابها في حفل يقيمه الحزب الديمقراطي بواشنطن يوم السبت، حيث ستؤكد ايضا التزامها بوحدة الحزب. كما ان اصرار كلينتون على مواصلة مسيرتها نحو الترشح في ذات الوقت الذي كان اوباما يعلن انتصاره اصاب حتى مؤيديها بصدمة. وتضيف مراسلتنا ان ثمة تكهنات بأن تلكؤ كلينتون في الاعلان عن انسحابها من سباق الترشح انما هو محاولة منها للفوز بموقع نائب الرئيس المرشح في حملة اوباما الرئاسية.

quot;مستعدةquot;

وكان اوباما قد اعلن في وقت سابق من يوم الاربعاء انه قرر تعيين لجنة ثلاثية مكونة من كارولين كنيدي ابنة الرئيس الاسبق جون كنيدي ونائب وزير العدل الاسبق اريك هولدر وجيم جونسون (الذي قام بالدور ذاته في حملة جون كيري الرئاسية الفاشلة عام 2004) لمساعدته في اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس.

وقال بيل برتون، الناطق باسم اوباما، إن quot;اوباما سيعمل بالتعاون مع اعضاء اللجنة في الاسابيع المقبلة لاختيار الشخص الذي سيكون نائبا للرئيس في حال فوزه في الانتخابات، ولكن القرار النهائي حول هوية هذا الشخص سيكون لاوباما وحده.quot; وكان اوباما قد اثنى في وقت سابق على كلينتون، والمح الى امكانية اضطلاعها بمسؤولية ما في ادارته المقبلة.

من جانبها، ورغم عدم اعترافها بالخسارة الى الآن، قالت كلينتون إنها مستعدة للتفكير في الالتحاق باوباما كمرشحة لمنصب نائب الرئيس. من جانبه، عبر اوباما في اشارة الى مكالمة هاتفية قصيرة اجراها مع كلينتون عن ثقته في امكانية اعادة اللحمة الى الحزب عقب المنافسة التي خاضاها في الاشهر الماضية.

وقد تحدى المرشح الجمهوري جون ماكين اوباما لمواجهته في عشر مناظرات علنية تعقد قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي المزمع في شهر اغسطس/آب المقبل. ويقول فريق اوباما إنه يفكر في قبول التحدي. وكانت كلينتون طلبت، ليلة فوز أوباما بالأصوات اللازمة لترشيح حزبه، من مؤيديها زيارة موقعها الانتخابي على الإنترنت، وتقديم النصيحة لها بشأن ما ستفعله في الخطوة المقبلة. ومنذ تلك اللحظة، بدأ أنصار كلينتون مسعى لترشيحها لمنصب نائب الرئيس.

ورغم أن القائمين على الحملتين أنكرا وجود أي مناقشات ومحادثات حول هذا الأمر، فإن المحادثات بين أوباما وكلينتون، سواء الهاتفية منها يومي الأربعاء والخميس الماضيين أو الشفهية، خلال مشاركتهما في مؤتمر أيباك، وفي منزلها الخميس، كلها تدفع في مجال التوقعات التي ترجح اختيار كلينتون نائبة له. يذكر أن أوباما أعلن في وقت سابق تعيين كارولين كينيدي، ونائب المدعي العام السابق، إيريك هولدر، في فريق اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس، الذي يقوده الرئيس السابق لمؤسسة quot;فاني ماي.quot;