يبحث ترتيبات فتح معبر رفح وتثبيت التهدئة والحوار مع فتح
سليمان يناقش مع وفد حمساوي اقتراحات مصرية بشأن غزة
نبيل شرف الدين من القاهرة: قالت مصادر مصرية مطلعة إن المعابر الحدودية مع قطاع غزة أعيد فتحها اليوم الثلاثاء، بعد أن طلبت القاهرة ذلك من إسرائيل، في أعقاب قرار سابق لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بإغلاق تلك المعابر بعد هجوم فلسطيني بقذيفة quot;مورترquot; يوم الاثنين الماضي . وتشهد القاهرة يوم غدٍ محادثاتٍ مكثفةً يجريها رئيس الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان مع وفد من قادة حركة quot;حماسquot; بشأن ثلاث قضايا أساسية، هي :

ـ إجراء تقييم لاتفاق التهدئة الذي رعته مصر بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك في ضوء ما يجري على الأرض من تطورات هذه الأيام .
ـ بحث ترتيبات فتح المعابر عموماً بين الجانبين، وعلى نحو خاص معبر رفح، وفق ما تم التوصل إليه من توافقات بين كافة الأطراف المعنية .
ـ مناقشة أسباب وملابسات المحاولة الأخيرة من جانب مئات الفلسطينيين لاقتحام معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة .

وأوضحت المصادر أن مصر وجهت دعوة رسمية لرئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot;، خالد مشعل، لإرسال وفد يمثل الحركة لإجراء مباحثات في هذا الخصوص، مشيرة إلى أن القاهرة تريد الحصول على ضمانات وتأكيدات رسمية من quot;حماسquot; بعدم تكرار محاولات اقتحام معبر رفح، وأكدت المصادر ذاتها بلهجة تحذيرية أنه quot;إذا لم يتمكن قادة حماس من ضبط الأمور، فسيضطر الجانب المصري إلى التدخل، ونحن لا نريد تعريض أشقائنا الفلسطينيين لأي أذىquot; .
محادثات ومعابر

ووصل اليوم الثلاثاء إلى القاهرة قادماً من العاصمة السورية دمشق وفد من قادة حركة quot;حماسquot;، لإجراء محادثات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين مصريين حول الأوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية، سواء ما يتعلق منها بالتطورات في قطاع غزة، أو مناقشة خطة مصالحة وطنية بين حركتي فتح وحماس، وصفت بأنها ترتكز على مبادرة مصرية في قطاع غزة تستهدف نزع سلاح كافة المنظمات الفلسطينية، مع توحيد أجهزة الأمن تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في القطاع والضفة الغربية .

ومضت المصادر ذاتها قائلة إن الزيارة تستهدف أيضاً إجراء تقييم لنتائج اتفاق التهدئة على الأرض، وبحث ترتيبات فتح معبر رفح، واعترفت المصادر ذاتها بأن هناك تعثراً في مشروع التهدئة، غير أنها أكدت أن ذلك لا يعني انهيار التهدئة، بل يقتضي التحرك العاجل لعدم حدوث ذلك .

ووفقاً لمعلومات مصادر أمنية مصرية فإن اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، هو المرحلة الأولى في اتفاق طويل الأمد يتألف من ثلاث مراحل، تنتهي بإبرام صفقة لإطلاق سراح مئات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز في قطاع غزة .
من جهة أخرى، أشارت تلك المصادر إلى أن القاهرة ستستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة عددا من قيادات الفصائل الفلسطينية، بهدف إجراء مباحثات معها بشأن المصالحة الوطنية، حيث تلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين quot;القيادة العامةquot; دعوة لإجراء حوار مع المسؤولين في مصر بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية .

وأوضحت المصادر أنه ستجرى محادثات بين كافة الفصائل الفلسطينية كلاً على حدة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق لبدء تنفيذ المبادرة اليمنية الخاصة بعملية الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني مع نهاية الشهر الجاري . من جانبه قال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الأمر الأكثر إلحاحاً الآن هو تثبيت التهدئة، وأشار إلى أن الهدف المصري منذ البداية كان رفع الحصار عن قطاع غزة وتحقيق تهدئة في القطاع، تسمح بتركيز الانتباه على المسار السياسي التفاوضي، وبما يتيح تحقيق تقدم فيه واستعادة وحدة الصف الفلسطيني بعد الأحداث التي جرت العام الماضيquot;، على حد تعبيره .