اعلن عن مؤتمر لرجال الدين من مختلف الاديان والطوائف والقوميات
المالكي يؤكد تصميم حكومته على توفير الأمن لحماية المسيحيين

أسامة مهدي من لندن : بعد ايام من اجتماعه في حاضرة الفاتيكان مع البابا بنديكتوس السادس عشر أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حرص حكومته على توفير الامن للمسيحيين وترميم دور عبادتهم التي تضررت بفعل أعمال العنف .

وأكد المالكي خلال اجتماعه في مكتبه في بغداد اليوم مع الكاردينال عمانوئيل الثالث حرص الحكومة العراقية على توفير الأجواء الأمنية المناسبة لحماية المسيحيين العراقيين وتوفير سبل العيش الكريم لهم وتقديم الخدمات التي تشعرهم بالاستقرار في بلدهم. واشار الى اللقاء الذي جمعه الجمعة الماضي مع البابا بنديكتوس السادس عشر اثناء زيارته الى الفاتيكان quot; وما اثمر عن نتائج إيجابية من خلال القضايا التي نوقشت في اللقاء خصوصا ما يتعلق بالمسيحيين العراقيين quot; كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام رئيس الوزراء العراقي .

واضاف المالكي قائلا quot; ان لدينا نية لعقد مؤتمر ديني موسع يجمع رجال الدين من مختلف الاديان والطوائف والقوميات ، ليتضح من خلاله التآخي بين جميع العراقيين . مؤكداً ان الحكومة ستقوم بتأهيل وترميم جميع دور العبادة وبضمنها الكنائس quot;. ومن جهته ثمن الكاردينال عمانوئيل الثالث quot; اهتمام رئيس الوزراء الكبير بالمسيحيين العراقيين وحرصه على عودة المهجرين منهم نتيجة الظروف السابقة. و نقل لسيادته سعادته وسعادة المسيحيين العراقيين باللقاء الذي اجراه مع البابا quot; .

ومعروف ان عمانوئيل دلي هو بطريك بابل للكلدان في العراق ورئيس للكنيسة الكاثوليكية وكاردينال للبابا في الفاتيكان . وقد اصبح بطريركا لهذه الكنيسة في كانون الاول (ديسمبر) عام
2003 .. وقد اصيب قبل ان يصبح بطريركا بجراح من زجاج متطاير بسبب هجوم إرهابي.

وكان المالكي قد طمأن قداسة البابا الجمعة الماضي إلى اوضاع المسيحيين في العراق واكد حرص حكومته على أمنهم وسلامتهم وقدم له دعوة لزيارة العراق quot;مهد الانبياءquot; حيث وعد البابا بتلبيتها بأسرع وقت وبحسب ظروفه . كما بحث معه العلاقات بين العراق والفاتيكان . واستعرض تطورات الاوضاع السياسية والامنية في بلاده . واشار الى ان الارهابيين لم يستهدفوا المسيحيين وحدهم وانما جميع ابناء الشعب العراقي بجميع اطيافهم . وشدد على الحرص على استمرار تعايش المسيحيين مع بقية اخوتهم من العراقيين .

وقد اطلع المالكي البابا على تطورات الأوضاع في العراق والتحسن الأمني الذي تعيشه بغداد والمحافظات كما قدم له دعوة لزيارة العراق وطمأنه إلى ان الحكومة اتخذت إجراءات حازمة لحماية المسيحيين في العراق . وقد قبل البابا الدعوة ووعد بتلبيتها بأسرع وقت وبحسب ظروفه وعبر عن حبه للشعب العراقي . وعرض المالكي على البابا الخطوات والإجراءات التي تتبعها الحكومة العراقية لنشر قيم التسامح والمساواة والعدالة والمصالحة الوطنية بين كل العراقيين وسعيها لبناء عراق ديمقراطي تتشارك فيه كل مكونات الشعب العراقي .كما قدم دعوة الى البابا لزيارة العراق وطمأنه إلى ان الحكومة اتخذت إجراءات حازمة لحماية المسيحيين في العراق .

ودعا البابا دوما الى انهاء العنف في العراق وأدان القتل والخطف في وقت سابق من العام الحالي لاسقف الموصل الكلداني الكاثوليكي باولوس فرج رحو. وتشير المعلومات الى ان حوالى نصف عدد المسيحيين العراقيين البالغ عددهم مليون و200 الف نسمة قد هربوا إلى الخارج بسبب أحداث العنف حيث تعرض قسم منهم لعمليات إجرامية كالخطف والتعذيب والقتل .

وتكررت عمليات اختطاف واغتيال رجال الدين المسيحي كما حدث عام 2005 عندما وقع بولس اسكندر أحد قساوسة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بيد جماعة مسلحة في أحد شوارع الموصل وطالب الخاطفون حينها بفدية دفعتها لهم أسرة القس إلا أن جثة الأخير وجدت بعد فترة ملقاة في شارع مقطوعة الرأس والأطراف. وفي مطلع عام 2005 خطف باسيل جورج القس موسى مطران كنيسة السريان الكاثوليك في العراق وأخلي سبيله فيما بعد. وفي كانون الأول (ديسبمر) عام 2006 اختطف في بغداد سامي الريس الكاهن في الكنيسة الكلدانية وأطلق أيضاً . وبعد أيام من اختطاف الأخير أعلن عن مقتل القسيس البروتستانتي منذر الدير البالغ من العمر 69 عاماً. وفي الثالث من حزيران (يونيو) عام 2007 تعرض قسيس كلداني يدعى رغيد كني لإطلاق نار من مجهولين قتل على إثره مع ثلاثة من الشمامسة بعد خروجهم من الكنيسة في مدينة الموصل.

وتعود اسباب استهداف رجال الدين المسيحيين الى عوامل عديدة منها : الدافع الديني للمتطرفين الذين يريدون إخلاء العراق من العناصر غير المسلمة .. ثم الدافع المالي الذي تعمل بناءً عليه عصابات إجرامية باستخدام الدين كذريعة لها في اختطاف رجال الدين وطلب فديات كبيرة لإطلاق سراحهم مستغلين الوضع المالي الجيد الذي تتمتع به الطائفة المسيحية العراقية .. بالاضافة الى أن المسيحيين لا يحظون كنظرائهم العراقيين من السنة والشيعة والأكراد بعلاقات عشائرية واسعة أو ميليشيات مسلحة توفر لهم الحماية والأمن . كما لم تسلم الكنائس العراقية التابعة لمختلف الطوائف هي الأخرى من الهجمات الإرهابية والتفجيرات بين الحين والآخر.