رئيس الوزراء العراقي اعتذر عن طلب السوريين حضور افتتاح القمة
التيار الصدري: المالكي ديكتاتور جديد سيحاكم كصدام
أسامة مهدي من لندن: وصف التيار الصدري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه دكتاتور جديد مؤكدا انه يستغل منصبه قائدا للقوات المسلحة لتحقيق مآرب سياسية وقال انه سيحاكم كما حوكم صدام .. في وقت اكد المالكي انه لن يستطيع حضور القمة العربية بدمشق برغم وصول طلب سوري يتضمن رغبة بحضوره الجلسة الافتتاحية لها على الاقل حيث سيمثل العراق نائب الرئيس عادل عبد المهدي الرجل الثالث في السلطة.. بينما اكد مجلس النواب العراقي دعمه لاجراءات الحكومة ضد مسلحي جيش المهدي الذين وصفهم بالخارجين عن القانون. وقال النائب عن الكتلة الصدرية فلاح حسن شنشل خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان المالكي يستخدم منصبه لتحقيق مآرب سياسية . واشار الى ان المالكي يستخدم منصبه كقائد عام للقوات المسلحة لغرض تحقيق مآرب سياسية . واضاف ان الحملة التي يتعرض لها التيار الصدري في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية تقف وراءها اهداف سياسية واضحة الغرض منها القضاء على التيار الصدري.
ووصف شنيشل المالكي بدكتاتور جديد في العراق وسيحاكم مستقبلا كما حوكم الرئيس السابق صدام حسين . واضاف ان التيار يعمل على عدم السماح للمالكي باستخدام القوة ضد الشعب العراقي .. مشددا على انه قد فشل في ادارة الحكومة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والخدمية . وكشف عن وجود تحرك من الكتلة الصدرية في مجلس النواب بهدف سحب الثقة من المالكي في المجلس . وللتيار الصدري 30 نائبا وكان قد انسحب من الائتلاف الشيعي العام الماضي واصبح كتلة مستقلة.
واكد النائب سنشل ان المالكي وكتلته النيابية يمثلون ديكتاتورية جديدة منذرا بمحاكمتهما على اعمالهم التي وصفها بالاجرامية . وقال مخاطبا المالكي واعضاء قائمة الائتلاف الشيعي الموحد quot;ستحاكمون كما حوكم صدام واعوانه لارتكابكم الاعمال الاجرامية ضد المدنيين في بغداد وبابل والبصرةquot;. وطالب الحكومة بأيقاف العمليات العسكرية وفك الحصارعن بعض المدن العراقية داعيا مجلس النواب الى اتخاذ موقف من العمليات العسكرية وحملات الاعتقال التي تجري في بغداد والمناطق الجنوبية ضد ابنا التيار الصدري.
وناشد شنشل عناصر الجيش العراقي والشرطة الوطنية بأن لايكونوا ادوات بيد quot;ما وصفها بالدكتاتورية الجديدة وقال ان هناك أزدواجيه في تطبيق القانون كون رئيس الوزراء يصدر أوامر اعتقال ضد الاخرين ويغض النظر عن محافظ كربلاء عقيل الخزاعي وقائد الشرطة وقائد الطوارئ في المحافظة لانهم ينتمون الى حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي .
وبدوره اعلن الائتلاف الشيعي دعمه الكامل للحكومة العراقية في تصديها للمسلحين في مدينة البصرة للقضاء على من اسماهم بالخارجين على القانون مؤكدا ان هذه العمليات لا تستهدف اي تيار سياسي . وقال القيادي في الائتلاف النائب خالد العطية في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم أن الائتلاف يدعم موقف الحكومة العراقية في محاربة القوات الارهابية والمسلحة التي استهدفت امن المدنيين في البصرة. واضاف ان الحكومة تنفذ واجبها الوطني والدستوري كسلطة تنفيذية مسؤولة عن فرض القانون وهيبة الدولة في جميع انحاء العراق. واشار الى أن الرد الذي تقوم به الحكومة على الجماعات المسلحة في البصرة يجري وفق القانون ووفق الدستور ووفق المصالح العليا للبلاد.
وفي وقت سابق اليوم اكد المالكي انه لاتفاوض مع المسلحين في البصرة لان الدولة ترفض التحاور مع العصابات مشددا على انه لاخيار امامهم غير القاء السلاح كما نقل عنه بيان صحفي لمكتبه الاعلامي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;. وقال إن مدينة البصرة عانت من فقدان الأمن وقتل الأبرياء من النساء والأطفال وقد جئنا تلبية لدعوة المواطنين ولنؤدي واجبنا الوطني في إنقاذها من العصابات التي روعت المواطنين ونهبت الثروة الوطنية وأرادت تحويل مدينة البصرةالى مركز للعصابات والصراعات.
جاء ذلك خلال إستقباله اليوم وفد عشائر مدينة البصرة الذين زاروه لإعلان دعمهم وتأييدهم لفرض القانون وتحقيق الأمن وإلإستقراروتطهير البصرة من العصابات الإجرامية. وأضاف quot; نؤكد هنا إن الدولة هي الحاكمة ولاغيرها وهي القادرة على مواجهة أية قوة وفي كل مكان وقد عقدنا العزم على التصدي للعصابات الإجرامية ولارجعة ولاتفاوض معهم لأننا نرفض التحاور مع العصابات ونعده مخالفا للقانون والدستورquot; . وشدد على ان quot;خيارهم الوحيد هو تسليم أسلحتهم وتقديم تعهدات بإحترام القانون والعودة الى طريق الصواب، والإستفادة من الفرصة الكبيرة التي منحناها لهمquot;.
وأشاد بالنجاحات الكبيرة التي تحققت بفضل الموقف الوطني المشرف لأبناء العشائر في دعم وإسناد قواتنا المسلحة لتحقيق الأمن وفرض القانون والمضي بمشاريع بناء وإعمار محافظة البصرة . ودعا دول الجوارالى إحترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. وقد نظم التيار الصدري في بغداد اليوم تظاهرات خرجت في بعض مناطقها طالبت باستقالة المالكي ووقف المعارك في البصرة وإطلاق سراح المعتقلين حيث رفع المتظاهرون صور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووالده محمد صادق الصدر.
وترافقت هذه التظاهرات مع اندلاع اشتباكات عنيفة اليوم الخميس بين القوات العراقية والعناصر المسلحة في مناطق الشعلة والكاظمية والحرية في العاصمة بغداد من دون معرفة حجم الخسائر الناجمة عنها. كما تتعرض المنطقة الخضراء مقر الحكومة والسفارات الاجنبية الى القصف بقذائف الهاون . وقام مسلحون مجهولون اليوم بتفجير انبوب للنفط في منطقة الزبير غرب البصرة الأمر الذي تسبب في نشوب حريق كبير في الانبوب الناقل للنفط الخام الى مصفى الشعيبة.
مجلس النواب يدعم المالكي
وقد اكد مجلس النواب دعمه لاجراءات الحكومة ضد جيش المهدي والخارجين على القانون. وقال المجلس في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه انطلاقاً من حرص هيأة رئاسته على مواجهة التحديات التشريعية والرقابية الكبيرة للفصل التشريعي الجديد وتقديرها للظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها البلاد في هذه الفترة فأنها تتابع بأهتمام ومسوؤلية عالية ما يجري من احداث في محافظة البصرة وعدد من المحافظات الاخرى.
واضافت انه اذ تراقب التداعيات الجارية هناك ، تجد لزاماً عليها أن تعلن تعاضدها التام مع الخطوات والاجراءات القانونية لبسط الامن والاستقرار في مدينة البصرة واعادة الطمأنينة لاهلها . واضاف quot;إن تأييدنا لمبادرة الحكومة العراقية لفرض هيبة القانون وإعادة الاستقرار والامن لمواطنينا في عموم البلاد وبخاصة في بغداد والموصل والبصرة وديالى وفي المناطق التي تشهد مظاهر مسلحة غير قانونية ومصادرة للحريات والعبث والنهب بالثروات العامة والوطنية يأتي في سياق المسؤولية الوطنية والرسمية والتأريخية لمجلس النواب وعزيمة المخلصيبن من قادة الرأي والعقلاء وشيوخ عشائر ووجهاء ورجال دين وأوساط شعبية مختلفة من ابناء واهالي المحافظات كافةquot;.
ودعا المجلس جميع القوى وألاطراف الى رص الصفوف وتعزيز اوآصر المحبة والتسامح والإخاء بين ابناء شعبنا العراقي الواحد لتفويت الفرصة على من يراهن على تمزيق وحدتهِ.
واكد على ضرورة ان يتفهم الجميع اهمية التمييز التام والفصل الواضح بين الممارسات الدستورية والقانونية وبين كل ماهو خارج عن القانون . واكد انه سيستمر في متابعة كل مايجري على ارض الواقع بروح المسؤولية التشريعية والرقابية وعدم السماح لأي اجراء ياتي على خلفية سياسية او فكرية .
وكان نواب الكتلة الصدرية قد تقدموا بمقترح في جلسة المجلس امس بعرض أزمة البصرة للمناقشة حيث طالبوا بادراج احداث البصرة على جدول الأعمال لكن هيئة الرئاسة رفضت طلبهم. كما رفض نواب المجلس الاعلى الإسلامي العراقي بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم هذا الطلب ونتيجة لذلك قرر نواب التيار الصدري الانسحاب من الجلسة وتعليق عضويتهم في المجلس.
المالكي لم يستطع تلبية طلب السوريين حضور جلسة القمة الافتتاحية
وقد تأكد اليوم ان الاضطرابات التي تشهدها حاليا محافظات عراقية عدة لن تمكن المالكي من ترؤس وفد بلاده الى القمة العربية التي تعقد في دمشق السبت المقبل حيث ينتظر ان يترأس الوفد بدلا منه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي . ويتوقع ان يبقى المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة في مدينة البصرة التي وصلها الاثنين الماضي الى حين انتهاء العمليات العسكرية هناك والتي اطلق عليها quot;صولة الفرسانquot;.
وعلمت quot;ايلافquot; ان المالكي قد اعتذر لطلب تقدمت به الحكومة السورية بالحضور الى دمشق والمشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة على الاقل وذلك شعورا منها بضعف التمثيل الرسمي العربي بعد ان اعتذر كبار القادة العرب عن المشاركة فيها يتقدمهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك. وباعتذار المالكي فأن ثلاث اكبر دول عربية ستتخلف عن المشاركة في القمة ممثلة بزعاماتها حيث ستشارك في القمة بتمثيل رسمي منخفض. ويعتبر عبد المهدي الرجل الثالث في هرم المسؤولية العليا في العراق بعد المالكي والرئيس جلال طالباني.
واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى وصوله الى دمشق في تصريح وزعه مكتبه الاعلامي أن العراق لديه مجموعة من القضايا التي سيطرحها في الاجتماع الوزاري واجتماع القمة العربية يعتقد انها تتعلق بدعم جهود الحكومة العراقية للقضاء على الارهاب ودعوة الحكومات العربية الى اعادة فتح سفاراتها في بغداد والمغلقة منذ خمس سنوات.
جدير بالذكر إن وفد العراق برئاسة السفير علاء الجوادي قد شارك خلال اليومين الماضيين في الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين الذي تم به مناقشة بنود جدول اعمال القمة واعداد مشاريع القرارات لرفعها لاجتماع مجلس الجامعة التحضيري على مستوى وزراء الخارجية.
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اعلن مؤخرا أن المالكي كان راغبا في ترؤس الوفد العراقي وأنه نزل عند رغبته في ذلك.
وأوضح ان المالكي سيقوم بالترتيبات في دمشق لعقد عدد من الاتفاقات هناك دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وكانت تقارير صحافية كشفت في وقت سابق ان طالباني لن يشارك في القمة العربية المزمع انعقادها في اواخر الشهر الجاري بسبب انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية وبالتغييرات التي من المنتظر ان تجرى على التشكيلة الحكومية وتحتاج الى حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية لكنه بالمحصلة فان المالكي وطالباني سيتغيبان عن القمة .
التعليقات