زيباري يعلن في دمشق ان العراق سيطرح قضايا مهمة على القمة
الائتلاف الشيعي يدعم المالكي ويدعوه لانهاء العصابات المسلحة

أسامة مهدي من لندن: اكد الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم اثر تعرض بعض مقرات تنظيماته لهجومات مسلحة من قبل عناصر جيش المهدي دعمه لرئيس الوزراء نوري المالكي في القضاء على quot; العصابات المسلحة quot; داعيا انصاره الى ترك مهمة التصدي لهذه الاعتداءات الى القوات الحكومية .. فيما قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى وصوله الى دمشق اليوم ان العراق سيطرح عدة قضايا مهمة على قمة دمشق العربية التي تنعقد السبت المقبل. واشاد الائتلاف الشيعي العراقي الحاكم بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم بالعملية العسكرية التي تشنها القوات الحكومية في مدينة البصرة الجنوبية منذ يوم امس ضد مسلحي جيش المهدي ومسلحي المليشيات وفرق الموت وquot; زمر التخريب والخارجين عن القانون quot;.

وقال الائتلاف الذي يعتبر اكبر كتلة سياسية في مجلس النواب وله 83 نائبا انه quot;يبارك جهود الحكومة في مسعاها لبسط الامن والقضاء على العصابات المسلحة في البصرة وعلى زمر التخريب في محافظات العراق كافة دون استثناءquot;. واضاف ان العملية موجهة ضد الخارجين عن القانون من الذين نهبوا ثروات البلاد وسلبوا المواطنين امنهم واستقرارهم دون الالتفات الى خلفياتهم السياسية او الفكرية.

ومنذ اندلاع القتال في مدينة البصرة هاجم مسلحون تابعون لجيش المهدي الذي يقوده رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر مقرات للمجلس الاعلى بزعامة الحكيم ومنظمتي بدر وشهيد المحراب التابعتين له اضافة الى حزب الدعوة تنظيم العراق احد مكونات الائتلاف وهو بزعامة النائب عبد الكريم العنزي وذلك في بغداد ومدن عراقية اخرى.

معروف ان هناك صراعا للسيطرة على المحافظات الجنوبية الشيعية بين المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة والتيار الصدري بقيادة الصدر من جهة اخرى للسيطرة على مجالس هذه المحافظات خلال الانتخابات المحلية التي ستجري فيها في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

وفي بيان له اليوم قال الحزب انه quot;في الوقت الذي شهد فيه العراق انحسارا في مستوى العمليات الإجرامية و تحسنا مطمئنا في الوضع الأمني في عموم أنحاء العراق إلا أن محافظة البصرة وللأسف الشديد استمرت فيها عمليــات القتل العشوائي والاختطاف للمواطنين الأبرياء وعمليات السطو المسلح وتهريب النفط العراقي والاستيلاء من قبل بعض العصابات على أهم المرافق الحيوية فيها الأمر الذي أثار حالة من الرعب وانعدام خطير للأمن ، دفع ابناء المحافظة لمطالبة الحكومة المركزية للتدخل ومعالجة هذه الظواهر التي طبعت الحياة في البصرة الفيــحاء وتكررت المطالبات وتعالت الصيحات الا ان انشغال الحكومة بمعالجة الاوضاع الامنية في بغداد وغيرها من المناطق الساخنة ، واستحقاقات العملية السياسية ومشروع المصالحة الوطنية حالت دون تدخل واضح وقـوي للحكومة لمعــالجة هذه الجريمة المنظمة وبعد تسارع الاحـداث في هذه المحافظة العزيزة والازدياد الخطير في اعمـال القتل التي اصبحت تستهدف جميـع شرائـح المجتمع العراقي من علماء واطباء وشيوخ ومهندسين وكافة الكوادر العلمية والثقافية صار من الضروري ان تتدخل الحكومة بقوة لحسم الوضع في البصرة لصالح امـن المواطن والقضاء نهـائيا على عصابات الجريمة المنظمة وقطع دابر التدخلات الاجنبية في هذه المحافظة العزيزة ونعتقد بان الاستجابة لاستغاثة ابناء محافظة البصرة مسؤولية جميع الاطراف السياسية سواء المشاركة منها في الحكومة وغير المشاركة.

ودعا الحزب وله 13 نائبا quot;جميع الاحزاب والكيانات السياسية الى تحمل مسؤوليتها في دعم الجهد الحكومي للدفاع عن ابناء العراق ونجدة المظلومين في هذه المحافظة العزيزة وتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر والساعين لخلق الاضطراب والفوضى كما ونعتقد بان الحملة الحكومية لم تكن موجهة الى اي من الجهات السياسية او الدينية وانما تهدف الى مطاردة المجاميع الارهابية وعصابات الجريمة لذا نؤكد على ضرورة ان يبقى الفهم لطبيعة التحرك الحكومي في هذا الاطار وعدم الانسياق وراء التفسيرات التي حاول اعداء العراق اثارتها بين صفوف العراقيين والتي عملت الى الان على اشاعة التمرد والفوضى وادت الى ارعاب المواطنيين الابرياء واستهداف البعض منهم وكذلك تم استهداف مكاتب حزبنا حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق في مناطق من بغداد وميسانquot;.

ودان الحزب استهداف مقراته وقال quot;نحمل هذه المجاميع الارهابية المسؤولية الكاملةعن الاضرار وسلامة العناصر المتواجدة فيها كما نستحث الجميع الى التبرؤ من هذه العناصر الاجرامية والاعمال التي يقومون بها ونطالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤليتها تجاه ابناء شعبنا العراقي وحماية ارواح وممتلكات المواطنيين ومكاتب الاحزاب السياسية وملاحقة الجناة قضائيا والعمل على تهدئة الاوضاع من خلال فرض القانون بافضل السبل واقلها اضرارا وندعو الدعاة الى عدم التصادم مع اي جهة وترك مسؤولية فرض النظام والقانون للجهات الامنية فـي مناطقهم وختاما نبتهل الى الله العلي القدير ان يمن على جميع ابناء شعبنا بالامن والسلام والازدهار والنصر على اعداء العراقquot;.

ومن جانبه قال عمار الحكيم نجل عبد العزيز الحكيم ورئيس منظمة شهيد المحراب انه quot;في الوقت الذي يعيش فيه العراق فرحه وسروره وملحمة وحدته الوطنية في ذكرى مولد سيد الكائنات الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص) ، ظهر أعداء الشعب العراقي مرة أخرى وأمام مرأى العالم اجمع لممارسة مخططاتهم الرامية ضرب وحدة الشعب العراقي والنيل من إرادة العراق الجديد، إذ عاث أهل الظلم والعدوان بالمكاتب والفروع التابعة لمؤسسة شهيد المحراب في بعض مناطق العراق وإنما جاء هذا الاعتداء ليعبر عن الاستهداف الحقيقي للثقافة والعلم والمعرفة في ارض الحضارات والأديان والقوميات ، بعد أن أسهمت هذه المؤسسة الثقافية برفد العراق في جميع أنحائه بالمشاريع الثقافية والإنسانية والخدمية وبدورنا ندين بشدة الاعتداء السافر الذي لم يكن هو الأول من نوعهquot; . وطالب quot;الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع هذه الاعتداءات والحفاظ على البناء الثقافي والحضاري في العراق الجديد الذي ضحى من أجله شهداء الحرية والخلاص المراجع العظامquot;.

وفي وقت سابق اليوم أمر مقتدى الصدر بأرسال وفد يمثل التيار الصدري الذي يقوده الى مدينة البصرة للتفاوض مع المالكي من اجل وقف المعارك الدائرة هناك بين القوات العراقية وجيش المهدي وتهدئة الاوضاع في المحافظات الجنوبية في وقت بدأت مجاميع مسلحة وعشائر في المدينة بتسليم اسلحتها الى السلطات.

وكشف مصدر في الهيئة السياسية لمكتب الصدر في مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) اليوم عن توجيه اصدره quot;سماحة السيد القائد المفدى مقتدى الصدر بارسال وفد من الهيئة الى البصرة للتفاوض مع رئيس الوزراء والتباحث بشأن النقاط الخلافية من اجل تهدئة الاوضاع في المحافظات الجنوبيةquot; . واشار في بيان صحافي الى ان quot;اغلب المحافظات العراقية قد انقطعت الحياة بها بشكل كامل تقريباً بعد التتصعيد المفتعل ضد ابناء التيار الصدري في عموم العراقquot;. ولم يعرف بعد موقف الحكومة العراقية من عرض الصدر ورغبته في دخول المفاوضات التي ابدت شخصيات وقوى سياسية استعدادها للتوسط بين الجانبين.

وفي اطار الضغوط التي يمارسها التيار الصدري فقد كشف مصدر مقرب من التيار عن البدء باتصالات مع الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي لسحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي فيما تعيش 6 محافظات جنوبية حظرا للتجول خوفا من امتداد الصدامات الدموية بين جيش المهدي وقوات الأمن الجارية في مدينة البصرة إليها.

ويتهم قادة التيار الصدري القوات العراقية والأميركية بتنفيذ حملات دهم واعتقالات واسعة استهدفت أبناء التيار في أعقاب الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة كربلاء أواخر اب (اغسطس) الماضي والتي أسفرت عن مقتل واصابة العشرات. وكان مقتدى الصدر قد أصدر الشهر الماضي أمرا بتمديد قراره القاضي بتجميد جيش المهدي ستة أشهر أخرى عقب انتهاء فترة التجميد الاولى التي أصدرها بعد أحداث اب الماضي.

ويأتي هذا التطور في وقت وسع الجيش العراقي فجر اليوم الاربعاء عملياته العسكرية لمحاولة السيطرة على مدينة البصرة بعد ان كان الجيش العراقي قد انسحب الليلة الماضية من بعض المناطق حيث تتركز المواجهات حاليا في أحياء غربي البصرة وسط تحليق كثيف للطائرات المقاتلة وقيامها بقصف بعض الأهداف.

وقال مصدر صحي إن عدد القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات حتى صباح اليوم بلغ 33 قتيلا وحوالي 150 جريحا كما ابلغ وكالة quot;اصوات العراقquot; التي نقلت عن شهود عيان من منطقة المعقل قولهم إن مواجهات عنيفة تجري حاليا في منطقة المعقل إذ قام مسلحون بالهجوم على مركز تدريب الشرطة quot;الأباشيquot; لمحاولة السيطرة عليه. واشاروا الى أن المعركة استخدمت فيها الدبابات والمدفعية كما تقوم طائرات مقاتلة للقوات المتعددة بإسناد الجيش العراقي حيث يسمع دوي قصف هذه الطائرات.

وفي هذا الوقت بدأت تعزيزات عسكرية تصل الى مدينة البصرة حيث دخلها رتل عسكري كبير قادم من مدينة كربلاء على الطريق السريع متجها نحو الأكاديمية البحرية لدعم القوى الأمنية في البصرة.

واشار مصدر صحي الى ان عدد القتلى الذين استلمت جثثهم مستشفيات البصرة حتى صباح اليوم بلغ 33 قتيلا أما الجرحى فيتجاوز عددهم 150 جريحا أغلبهم من المدنيين. كما اشار مسؤولون عراقيون الى ان عناصر من جيش المهدي تمكنوا من اختطاف حوالي 30 شرطياً خلال المواجهات. ويوجد المالكي في مدينة البصرة منذ الاثنين الماضي للاشراف على العمليات العسكرية هناك والتي يتوقع ان تستمر حتى السبت المقبل. وفي مدينة الصدر المعقل الشيعي العبي للصدر في العاصمة بغداد اسفرت الاشتباكات بين القوات العراقية والاميركية وجيش المهدي عن مقتل 14 شخصا واصابة 140 اخرين.

زيباري يعلن ان العراق سيطرح قضايا عدة على القمة العربية

وصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم الى دمشق على راس وفد عراقي للمشاركة في إجتماع وزراء خارجية الدول العربية التحضيري للقمة العربية. وأكد الوزير في تصريح وزعه مكتبه الاعلامي لدى وصوله حرص العراق على المشاركة في القمة العربية مشدداً على أهمية التوصل الى حلول للقضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر. واشار الى أن العراق لديه مجموعة من القضايا التي سيطرحها في الاجتماع الوزاري واجتماع القمة العربية يعتقد انها تتعلق بدعم جهود الحكومة العراقية للقضاء على الارهاب ودعوة الحكومات العربية الى اعادة فتح سفاراتها في بغداد والمغلقة منذ خمس سنوات.

جدير بالذكر إن وفد العراق برئاسة السفير علاء الجوادي قد شارك خلال اليومين الماضيين في الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين الذي تم به مناقشة بنود جدول اعمال القمة واعداد مشاريع القرارات لرفعها لاجتماع مجلس الجامعة التحضيري على مستوى وزراء الخارجية.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اعلن مؤخرا أنه لم يعتذر عن المشاركة في القمة العربية لكن رئيس الوزراء نوري المالكي كان راغبا في ترؤس الوفد العراقي وأنه نزل عند رغبته في ذلك بينما سيتراس نائب الرئيس طارق الهاشمي وفد بلاده الى القمة الاسلامية الخميس المقبل.

وأوضح طالباني ان المالكي سيقوم بالترتيبات في دمشق لعقد عدد من الاتفاقات هناك دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وكانت تقارير صحافية كشفت في وقت سابق ان طالباني لن يشارك في القمة العربية المزمع انعقادها في اواخر الشهر الجاري بسبب انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية وبالتغييرات التي من المنتظر ان تجرى على التشكيلة الحكومية وتحتاج الى حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية.