تسلم الأمن في كربلاء وقال إن البصرة ستتولاه منتصف كانون الأول
المالكي يحذر من إختراقات للمصالحة والتسلل للأجهزة الأمنية
العراق: سوء معاملة وتعذيب للأطفال السجناء
أسامة مهدي من لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من جهات وعناصر تسعى لاختراق جهود المصالحة الوطنية والتسلل إلى الأجهزة الأمنية العسكرية والرسمية، ودعا المسلحين إلى التخلي عن عملياتهم المخالفة للقانون والعودة إلى الصف الوطني، وقال إن صدر الدولة سيتسع لهم، وأكد عزمه على محاربة الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة. وأعلن أن مدينة البصرة الجنوبية ستتسلم الملف الأمني من القوات البريطانية منتصف كانون الاول (ديسمبر) المقبل .. فيما دعا محافظ كربلاء خلال تسلم الملف الأمني من القوات الأميركية إلى تحويل المحافظة الى منطقة منزوعة السلاح .
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المالكي لدى رعايته صباح اليوم مراسيم استلام الملف الامني من القوات المتعددة الجنسيات في محافظة كربلاء (110 جنوب بغداد) بحضور مسؤولين عراقيين واميركيين سياسيين وعسكريين، وقال إن هذه الخطوة تمثل تحديًا كبيرًا لمحاولات تخريب الامن واشاعة الفوضى وجهدًا مضافًا لملاحقة العصابات المسلحة وتنظيم القاعدة والخارجين على القانون، كما تجسد تصميمًا على هزيمة الارهاب والانصراف الى بناء العراق لتكتمل صورة العراق الجديد القائم على الدستور والحرية والشراكة الحقيقية .
وشدد على ان المصالحة الوطنية هي الهدف الاساس للعملية السياسية والحكومة التي يقودها... لكنه حذر من ان المصالحة لا تعني كما تعتقد بعض القوى السياسية توزيع المناصب واقتسام كعكة المكاسب الخاصة وانما هي مبادئ تعتمد على الحوار والتفاهم وتحمل المسؤولية والرغبة في الشراكة الحقيقية .
واكد المالكي تصميمه على ضرب محاولات اختراق المصالحة الوطنية من قبل بعض الاطراف التي لم يسمها والتي اوضح انها تحاول التسلل الى القوات الامنية والمسلحة واجهزة الدولة الاخرى من اجل اجهاض هذه المصالحة . وحذر قائلاً: quot;انه ليس كل من يدعي انه مؤمن بالمصالحة فانه يعمل من اجلهاquot; .. مشيرًا الى ان بعضهم يريد من خلال هذه الادعاءات العودة بالعراق الى الماضي . وشدد على ضرورة التصدي لهذه الجهات وايقاف محاولاتها التخريبية . وشدد تصميمه على مواجهة الفساد المالي والاداري وحاولات تخريب الاقتصاد واعاقة بنائه وذلك لاهداف سياسية معادية داخليًا وخارجيًا. واضاف ان حكومته جادة في الانفتاح على اولئك الذين خرجوا على القانون وتصرفوا باشكال مسيئة من اجل عودتهم الى رشدهم والتخلي عن ممارسات العنف والارهاب والتخريب .
وقال رئيس الوزراء العراقي quot;نحن لسنا دعاة عنف وقوة وانما دعاة رحمة وانسانيةquot; وانفتاح على جميع الذين يرغبون في التعبير عن الاسف والاعتذار والتحول الى مواطنين صالحين. واشار الى ان التصميم قائم على عدم العودة الى حكم الحزب الواحد او الطائفة والقومية والواحدة كما كان الحال في نظام quot;البعث المقبورquot; . ودعا القيادات الامنية الى تسريع عمليات التدريب والتسليح وتطوير القدرات القتالية من اجل استلام الملفات الامنية في بقية المحافظات العراقية . واوضح ان العراقيين سيسلمون الملف الامني من القوات البريطانية منتصف كانون الاول (ديسمبر) المقبل . واشار الى أن العراق لا يمكن ان يبنى من خلال ثقافة القتل والارهاب والتطرف، وانما بالحوار والتفاهم وتحمل المسؤوليات والمشاركة الحقيقية في العملية السياسية. وأوضح ان بعضهم لا يزال يفكر بعقلية الطائفة والحزب والعشيرة والقومية وهو تفكير يقود الى التخريب ويعرقل البناء .
ورفض المالكي محاولات تحويل الخلاف السياسي الى صدام امني وانشغال عن البناء في عملية التفاف على عمليات البناء جريًا وراء المكاسب السياسية والحزبية . وحذر من محاولات تجيير الوزارات لصالح الاحزاب من خلال انتماء وزرائها الى قوى سياسية بعينها . وقال انه امر كارثي ان يفكر الحزب ان المنصب الذي يحتله عضو فيه هو له وحده يشغله ويستفيد منه . وحذر ايضًا من تحويل وزارات الدولة الى وزارات لحزب او قومية او طائفة مؤكدا ان هذا يشكل كارثة على البلاد .
وعن الوضع الاقتصادي اشار المالكي الى انه لا يمكن للعراقيين ان يعيشوا في فقر وهم يقفون على بحر من النفط مشددًا على ضرورة التقدم بالاقتصاد العراقي والسعي لبنائه من جديد . واشار الى مشاهد الدم والتخريب والمعاناة والعمليات الارهابية تغطي حاليا على الكثير من المنجزات المتحققة . وقال ان الطريق مازال طويلا امام تحقيق الكثير ضد الارهاب الممدعوم خارجيًا وداخليًا وتقديم الخدمات وبناء المؤسسات المحطمة.
ومن جهته، أشار محافظ كربلاء عقيل الخزعلي إلى الصدامات التي شهدتها مدينة كربلاء مؤخرًا بين فصائل شيعية مسلحة، وقال ان ضحاياها بلغوا حوالى 200 شخص. ودعا الى تحويل المحافظة الى منطقة منزوعة السلاح لا تكون مهمات الامن فيها الا للقوات المسلحة بعيدا عن تسلح الاحزاب والجماعات والفصائل السياسية .
ومن جانبه، وصف الجنرال ريكلنج ممثل قائد القوات الاميركية في العراق تسليم الامن الى العراقيين في المحافظة بالصفحة الجديدة المهمة على طريق تسليم كامل الامن الى العراقيين في انحاء بلادهم . واشار الى ان تسليم الامن في المحافظة يعني انه ستكون هناك حلول عراقية لكل مشكلة تواجهها المحافظة .
وقد جرت مراسيم تسلم العراقيين للملف الامني في كربلاء وسط استعدادات عسكرية وإدارية كبيرة وتم شر إعداد كبيرة من قوات الشرطة والجيش داخل وحول المدينة لتأمين المناطق المحيطة بها وضمان عدم استثمارها من قبل الإرهابيين بإطلاق الصواريخ على المدينة التي غطت سماءها طائرات مقاتلة ومروحيات تابعة للقوات المتعددة الجنسيات لغرض المسح الميداني للمناطق الغربية الصحراوية والمناطق الزراعية شمال وشمال شرق المدينة احترازا من استعمالها كقواعد إطلاق صواريخ الكاتيوشا من قبل المسلحين .
وكربلاء هي ثامن محافظة من اصل مجموع 18 محافظة عراقية تتسلم الامن من القوات المتعددة الجنسيات بعد المحافظات الكردية الثلاث في اقليم كردستان شمالا وثلاث محافظات في جنوب العراق هي ذي قار وميسان والمثنى.
وقال قائد فرقة المشاة الثالثة في القوات المتعددة الجنسيات العميد ريك لينش إن العراقيين على استعداد للنهوض بكامل المسؤوليات الأمنية في quot;كربلاءquot; وإن القوات الأميركية ستتدخل للمساعدة إن اقتضت الضرورة. ودحض لينش المخاوف بشأن تناحر شيعي- شيعي للسيطرة على زمام السلطة في المحافظة التي شهدت قبل شهرين مواجهات مسلحة بين مليشيات quot;جيش المهديquot; الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والأخرى التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى العراقي بزعامة عبدالعزيز الحكيم.
وأضاف قائلاً quot;بالطبع هناك عنف في المنطقة ولكن ليس بالقدر الذي سيشكل هاجسًا ليquot;. وأوضح أن quot;الأمر يتمحور حول السلطة والنفوذ بين خصوم شيعة حيث تسعى مجموعات مختلفة على السيطرة على زمام السلطة مما يدفعها أحياناً للجوء إلى العنفquot; .
وشهدت المحافظة والغنية بالنفط وعائدات زوار العتبات الشيعية المقدسة العديد من التفجيرات والهجمات التي أوقعت عشرات القتلى منذ انطلاق عمليات المسلحين في أواخر صيف عام 2003 بعد أشهر قليلة من حرب العراق .
كما شهدت quot;كربلاءquot; أكثر الهجمات دموية وتعقيدًا ضد القوات الأميركية عندما اختطف مسلحون يتحدثون اللغة الإنجليزية متنكرين في زي الجيش الأميركي ويحملون أسلحة ومركبات أميركية باختطاف أربعة جنود أميركيين من مقر حكومي قبل تسعة أشهر.
وعثرعلى جثث الجنود الأربع لاحقًا، فيما لقي خامس مصرعه في الهجوم الجريء الذي وقع في العشرين من كانون الثان (يناير) الماضي . وأوضح لينش أن القوات العراقية على استعداد للنهوض بالمسؤوليات الأمنية في quot;كربلاءquot; وقال quot;تم تشكيل قيادة عمليات في كربلاء تعمل مع مكتب رئيس الوزراء العراقي وعند ظهور مشاكل أمنية فسيكون لها حل عراقي وليس حلول قوات التحالفquot;.
التعليقات