أسامة مهدي من لندن : يتذمر وزراء وشخصيات سياسية عراقية من ممارسات يقوم بها صهرا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اهانتهم والتعامل معهم بخشونة والحيلولة بينهم وبين مقابلته وكذلك من ممارسات مدير مكتب مجلس الوزراء الذي يرفض تعليمات المالكي لتسيير امور الدولة ضمن صراعات على النفوذ بين مسؤولي مكتبه الخاص ومكتب المجلس.

ويؤكد احد الشخصيات الدينية في العراق أن كبار مسؤولي فريق حماية المالكي يعاملون الوزراء والشخصيات المهمة بطريقة فجة إثناء حضورهم الى مكتبه أو عند الاتصال هاتفياً بهم حول امور تهم الدولة . وقال أن أهم شخصيتين في المكتب الخاص للمالكي هما صهريه حسن ابو رحاب وياسر عبد صخيل الذي منحه رئيس الوزراء رتبة عسكرية كبيرة . واكد أنه عندما يحاول ان يحصل عن طريق الهاتف على موعد للقاء المالكي فأنه عادة ما يرد عليه احد الصهرين بعبارات استفزازية مثل quot;شنو قابل عدنه حسينيةquot; وعبارات مشابهة تستخدم عادة في اللهجة العراقية للدلالة على الاستهجان والضجر.

ويضيف أن بعض الوزراء عندما يتصلون لطلب موعد للقاء رئيس الوزراء يجيبهم أحد الصهرين بعبارة quot;شنو قابل عدنه كهوة .. خلو الحجي يرتاحquot; بمعنى ليست هذه مقهى ودعوا المالكي يرتاح. ويشير الى ان هذين الشخصين يتعاملان مع المسؤولين بطريقة فجة وحتى من دون أن يعرفوا طبيعة الاشخاص الذين يرومون لقاء رئيس الوزراء العراقي.

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات ضمن سلسلة حلقات يبدأ بنشرها موقع اليكتروني يراس تحريره الدكتور سليم الحسني المقرب من قيادة حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي وحصلت quot;ايلافquot; على تفاصيل عنها قبل نشرها على الموقع www.wasatonline.com
مؤكدا في تصريح لـquot;ايلافquot; انه مستعد للكشف عن اسماء الاشخاص الذين يتحدث عنهم حالما يتم تشكيل لجنة للتحقيق في هذه التجاوزات او بطلب مباشر من المالكي .

ويؤكد مطلعون على عمل الفريق المحيط بالمالكي ومسؤولي مكاتبه ان صراعا على النفوذ والمكاسب يسود علاقاتهم وطريقة تنفيذهم لمهامهم وخاصة بين مسؤولي وموظفي مكتبه الخاص بقيادة صهريه ومكتب رئاسة الوزراء بأدارة طارق عبد الله النجم حيث يسعى كل واحد منهم ليكون اكثر تأثيرا على رئيس الوزراء الذي يشكو احيانا لقيادة حزبه من هذا الوضع من دون اتخاذ الاجراءات المطلوبة لوضع حد لهذا الصراع . ويشيرون الى ان المحيطين بالمالكي يحجبون عنه الكثير من المعلومات ويحملونه قناعاتهم الشخصية فيما يجري من شؤون البلاد مانعين ايصال ما يخالف قناعتهم اليه .. اضافة الى انهم ينقلون عنه الى الاخرين الكثير من المواقف التي لم يصرح بها لتوريطه في قناعات تتفق وتوجهاتهم .

واضافوا ان الكثير من التشنجات والعلاقات المتأزمة التي تشهدها العملية السياسية والمصالحة الوطنية سببها المقربون من المالكي وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع التيار الصدري وجبهة التوافق والقائمة العراقية وهي القوى المنسحبة من الحكومة التي يسعى رئيسها لاعادتها اليها من دون طائل لحد الان .

ومن جهته يؤكد احد المسؤولين في مكاتب رئاسة الوزراء أنه التقى مع المالكي مؤخرا وعرض عليه مشاريع عمله المكلف بها من قبله شخصياً وقدم له طلباً عن حاجة مهمته الى مبلغ خمسة آلاف دولار وافق المالكي على صرفها فورا وذيل الطلب بأمر صرف المبلغ مع توقيعه. لكن هذا الموظف وعندما توجه الى مدير مكتب المالكي لإجراء اللازم ضمن السياقات الادارية المعمول بها فوجئ بأن مدير المكتب النجم يرفض تنفيذ أمر المالكي فاعترض على ذلك قائلا quot;أن امر الصرف بتوقيع رئيس الوزراء وموافقتهquot; .. لكن مدير المكتب رد بالقول quot;نعم أعرف ذلك ولكني ارفض صرف المبلغ وتنفيذ الأمرquot;. وفشلت جميع محاولات هذا المسؤول في تليين موقف مدير المكتب .. لكنه وفيما هو يحاول ذلك تصادف أن مرَ المالكي بمدير المكتب فأبلغه الموظف بذلك فأجابه المالكي قائلا quot;سينفذ امر الصرف ويسلمك المبلغquot; .. لكنه وبرغم ذلك أصر مدير المكتب على موقفه ورفض تنفيذ أمر رئيس الوزراء وفشلت محاولات اقناعه فخرج من دون الحصول على المبلغ .

وفي واقعة اخرى يأمر رئيس الوزراء بصرف مبلغ 25 مليون دينار عراقي (حوالي 20 الف دولار) لمسؤول مكلف من قبله بتنفيذ مشروع تخطط له الحكومة .. لكنه عندما قدم المسؤول الامر الى مدير مكتب مجلس الوزراء رفض صرف المبلغ قبل اقتطاع 10 ملايين دينار عراقي منه .. وحين ابدى اعتراضه على ذلك اجابه مدير المكتب بأنه امام خيارين اما استلام المبلغ المتبقي او عدم استلامه كاملا فقبل على امل ابلاغ المالكي بذلك في وقت لاحق لكنه لم يصل الى نتيجة لحد الان .

ويقول رئيس تحرير الموقع انه سيتم الاستمرار بنشر هذه التجاوزات التي يمارسها المحيطون برئيس الوزراء الى حين اتخاذ هذا الاخير الاجراءات الضرورية للحد من هذه التجاوزات التي ستنشر وقائعها على شكل حلقات تحمل عنوان quot;مكتب المالكي .. حقائق مرةquot; وستواصل quot;ايلافquot; القاء الضوء عليها ايضا قبل نشرها.